القاهرة - المغرب اليوم
بجانب طقوس رمضان التي يتفرد بها المصريين، تنشط على الشاشة الصغيرة؛ المواد الإعلانية والأعمال الدرامية والبرامج بالتزامن مع الشهر الكريم، غير أن بعض تلك المواد تحوي مشاهد تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع المصري ما بين؛ إيحاءات جنسية وتشجيع على العنف والتحرش الجنسي وإهانة للمرأة وانتهاك لمشاعر الإنسان وكرامته.
إعلانات وبرامج رمضان من السياسة للتحرش
وخلال السنوات الأخيرة، مُنعت عدد من الإعلانات أو البرامج الرمضانية بعد إثارتها للجدل في الشارع المصري، والتي كان من أبرزها؛ إعلان الدندو، في رمضان 2016، الذي أثار جدلًا بشأن وجود ألفاظ تحمل إيحاءات جنسية واضحة، وإعلان آخر لشركة ملابس قطنية شهيرة، في رمضان 2014، لاحتوائه على لقطات لملابس داخلية تجسد عورة المرأة، بالإضافة لإعلان مشروب شهير، بسبب وجود مشهد لشاب يحاول التطلع إلى عورة شاب آخر، وأيضًا إعلان لإحدى شركات الاتصالات الكبرى، لتشجيعه على العنف وانتهاك مشاعر الإنسان وكرامته.
وفي رمضان 2018، أثارت أيضًا بعض المواد المُقدمة على الشاشات الفضائية حفيظة كثير من المشاهدين، كان على رأسها؛ إعلان مُخصص لشركة دواجن، قدمه داعية مثير للجدل، والتصق بعبارة؛ للصائم فرختان، إضافة لإعلان لشركة اتصالات كويتية ذي مسحة إنسانية وسياسية، ظهر فيه طفل صغير وهو يشتكي مجازر العالم العربي والإسلامي لزعماء الدول العظمى في العالم، وإعلان آخر لمقهى اتهم بحمل رموز ماسونية.
250 ألف جنيه غرامة للمخالفين في رمضان 2019
وفي محاولات جادة لمنع الإعلانات والبرامج والمسلسلات التي تخالف القيم المصرية وروحانيات شهر رمضان، أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في بيان له اليوم، عن عقوبات صارمة ضد مخالفي القيم والمهنية وميثاق الشرف الإعلامي فى كل المواد الإعلانية والأعمال الدرامية والبرامج التى سوف يتم تناولها خلال رمضان القادم.
وطالب "الأعلى للإعلام"، شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية، بالحفاظ على الهوية المصرية ومراعاة القيم والتقاليد في المسلسلات المقرر عرضها خلال رمضان المقبل من خلال؛ ومنع الإعلانات التي تخالف القيم المصرية وروحانيات شهر رمضان، ومراعاة ألا تتضمن مشاهد خادشة للحياء.
وشدد المجلس على ضرورة مراعاة طبيعة الشهر الكريم، مؤكدًا أنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية لمن يخالف ميثاق الشرف الإعلامى، وأنه سيطبّق قراره الذي أصدره قبل رمضان الماضي، بتوقيع غرامة 250 ألف جنيه على كل لفظ خادش للحياء فضلًا عن؛ وقف بث الإعلان المخالف.
الأخطر يكمُن في القيمة الهابطة
ويقول صفوت العالم، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن المجلس الأعلى للإعلام لديه سلطة التحكم في المواد المقدمة على الشاشة قبل عرضها، ويمكن أن يفعل دوره بعقد اجتماعات مع رؤساء القنوات وقيادات الإعلام، قبل بدء رمضان، ليُناقش جميع المشكلات المتكررة، وأن يُلزم مسئولي القنوات بمشاهدة مضامين البث قبل إذاعتها للمشاهدين، ويحثهم على عدم استلام المادة من المُنتجين بما تحتويه من مخالفات ليتم إذاعتها مباشرة للمشاهدين.
وتابع "العالم" لـ"البوابة نيوز"، أنه من الضروري أن يقوم الأعلى للإعلام بتوزيع لائحة الملاحظات والعقوبات، التي اعتمدها قبل شهر، على القنوات والمحطات الإذاعية حتى يكون الجميع بعلم بما له وبما عليه، وخصوصًا فيما يحض برامج المسابقات المليئة بالمخالفات. مشددًا: "لابد أن يكون المجلس صاحب حيلة وحيثية، ويتم ذلك من خلال تطبيق ما يعلنه من غرامات وإلزام الشركات والقنوات بها احترامًا للمشاهدين".
اقرأ أيضًا:
" مياس" اللبناني يُبهر الملايين ويفوز بلقب "Arabs Got Talent"
وأشار إلى أن الأخطر فيما يتم بثه عبر الشاشة في رمضان يكمُن في القيمة الهابطة بالمواد المقدمة، حيث يجب ألا يقتصر الأمر على وجود ألفاظ خادشة من عدمه، منوهًا إلى ضرورة الالتزام بالمدد الزمنية المقننة للإعلانات في وسط كل ساعة إرسال، وفقًا للقواعد التي تتبعها الدول التي تحترم مشاهديها، فلا يمكن قبول أن تكون مدة عرض حلقة من عمل درامي ساعة وربع في حين أن مدته الفعلية 1/3 ساعة فقط، وهذا الجزء يمكن التحكم فيه قبل عرض المادة على الشاشة من قِبل المُعلنين.
تؤذي المشاهد وتزيد من نسب التحرش
وتقول سعاد الديب، رئيس الجمعية النوعية لحماية المستهلك، إن خطورة بعض إعلانات رمضان المضللة والمحرضة وغير الأخلاقية تكمن في أنها تؤدي لزيادة نسب التحرش والانحراف الأخلاقي في المجتمع، موضحةً أن لجنة الإعلام، التابعة لجهاز حماية المستهلك، تلجأ إلى معايير المواصفة القياسية للإعلان، وإعلانات الأطفال، لتحدد مدى مخالفة الشركات والقنوات لتلك المواصفات، حيث يتم تحويلها للنيابة في حالة ثبوت بثها مادة مضللة أو محرضة أو أخلاقية، وعلى أساس ذلك تُحدد المحكمة الاقتصادية قيمة الغرامة المناسبة.
وأضافت "الديب" لـ"البوابة نيوز"، أن الشركات على علمٍ تام بما هو مخالف وغير مخالف قبل بث أي مادة لها عبر الشاشة، غير أن بعضها يلجأ إلى استخدام مادة مثيرة للجدل تحت لافتة أن الممنوع مرغوب لجذب انتباه المشاهدين غير مدركين لخطورة تأثيره في الشارع، وتتابع: "لابد أن يمتلك المُعلن نفسه ثقافة إنه يقدم مادة تسويقية لمنتجه إلى المشاهدين بطريقة جيدة وليس بدافع إثارة الجدل، كما أن العقوبات التي يُقرها المجلس الأعلى للإعلام لابد أن يكون الهدف منها حماية المشاهدين ومنع الإعلانات غير المناسبة للأسرة المصرية وليس مجرد غرامات".
قد يهمك أيضًا: