الرباط - المغرب اليوم
تحدث عبد الله شيشة، فنان مسرحي، عن بداياته المسرحية بالمغرب قائلا: “تكونت في تخصص الهندسة الكهربائية؛ لكنني انتقلت بعدها إلى أبي الفنون، عبر المهرجان الدولي للمسرح الجامعي المنظم بالدار البيضاء، حيث كنت أشارك في العديد من الورشات الفنية التي أظهرت قدراتي التمثيلية للمخرجين”.
وأضاف شيشة، الذي حل ضيفا على برنامج “FBM- المواجهة”، أنه يشتغل على 3 إلى 4 مسرحيات في السنة الواحدة؛ الأمر الذي جعله فنانا مسرحيا أكثر منه تلفزيونيا وسينمائيا، لكنه انتقد الأوضاع الحالية للمسرح المغربي، لافتا إلى أن الأزمة لا ترتبط بالجائحة فقط، وإنما تعود إلى سنوات ماضية.
وتابع المسرحي المغربي بأن “التلفزيون يبقى مجرد نافذة للوصول إلى الجماهير”، عند تطرقه إلى مسألة غيابه عن الشاشات التلفزيونية في السنوات المنصرمة، ليبرز أن معايير اختيار الممثلين لا يتحكم فيها؛ بل ترجع إلى المخرجين والمنتجين.
واستطرد: “ومع ذلك، لا يهمني أداء الأدوار البطولية بالأفلام التلفزيونية بقدر ما أحبذ لعب أدوار هادفة مبنية على سيناريوهات محكمة”، موضحا أن “العمل المسرحي مرهق ومتعب للغاية؛ لأن تأدية عرض مسرحي واحد خلال ساعة ونصف الساعة من الزمن أشبه بالعمل المتواصل طيلة 10 ساعات في اليوم”.
وبخصوص مبادرة تقديم عروض مسرحية انفرادية بدون جمهور في ظل الجائحة، شدد عبد الله شيشة على أن “الأمر يتعلق بظروف صحية كونية أدت إلى توقف الفنانين عن التمثيل لمدة تزيد عن السنة؛ ما دفعنا إلى أداء بعض العروض المسرحية أمام الكراسي الفارغة حتى نتدرب على الخشبة من جديد، وهو ما منحنا دفعة معنوية قوية في حقيقة الأمر”.
وأورد المتحدث أن “الأساسي في الظروف الحالية هو ضمان الاستمرارية بالميدان”؛ لكنه سجل تحفظه على مجموعة من الأعمال التلفزيونية التي يرفض المشاركة فيها بناء على مواقفه الشخصية والمهنية.
كما تطرق عبد الله شيشة، في البرنامج الذي يبث على قناة “ميدي 1 تيفي”، إلى طفولته التي قضاها بكل من المغرب والجزائر، بحكم أن أمه مغربية وأباه جزائري الجنسية.
وفي هذا السياق، قال: “أبي كان عضوا في الخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني التي دعمها المغرب آنئذ حتى حصلت الجزائر على استقلالها؛ لكن قبضت عليه السلطات البلجيكية أثناء الثورة، ثم سعت إلى تسليمه إلى نظيرتها الفرنسية، غير أنه استغل حصوله على الجواز المغربي من أجل زيارة المغرب”.
واسترسل المسرحي ذاته: “ظل مقيما بالمغرب طيلة سنوات عديدة، ثم تزوج من والدتي في ما بعد؛ لكن لما تفاقمت وضعيته الصحية رغب في العودة إلى الجزائر لكي يدفن في أرض أجداده. ومن ثم، انتقلنا إلى الجزائر التي عشت فيها سنوات عديدة، قبل العودة إلى المغرب في مرحلة لاحقة لارتباطي الشديد بالأرض”.
قد يهمك ايضاً :
المغربية ليلى العلوي فنانة صورت ملامح المعاناة الإنسانية والهوية الثقافية
الفيلم المغربي "الطريق إلى الوطن" يشارك في مهرجان أسوان في مصر