الدارالبيضاء - شيماء عبد اللطيف
أكَّدت الفنانة رشيدة طلال، أن الأغنية المغربية تعيش حالة احتضار حقيقية، بسبب غياب صناعة الفن في المملكة، مشيرة إلى غياب السياسة الفنية التي تهتم بإبراز المواهب الفنية عمومًا والمطربين خصوصًا. وأضافت رشيدة طلال، في حديثها إلى "المغرب اليوم"، أن "مهرجانات المغرب تشهد تدفق المطربين من دول العالم المختلفة للحصول على التصريح بشهادة الميلاد"، مبيّنة أنها لا تلوم منظمي المهرجانات لأن الجمهور يفرض الأسماء التي يحبها.
وأشارت إلى أن الأغنية الحسانية لم تكن موجودة، حيث كانت فئة قليلة من المجتمع الصحراوي تغنيها في الأعراس والحفلات العائلية وكانت محظورة على النساء، وفي بداية السبعينات ظهر الفنان الناجم وغنى منها "حسنا يا ليلا" و"خليني عنك خليني"، وهو النجم الذي أخرج الغناء الصحراوي إلى الشارع والبوادي وانفتح عليه عامة الشعب وبدأوا يرددون هذه الأغاني ويقيمون حفلات عمومية مؤثثة بأغنيات صحرواية مما شجع الشباب على الاحتفاء بالأغنية الحسانية.
ولفتت إلى أنها أول فنانة صحراوية تشارك في برنامج "نجوم الغد" فور ظهوره، وتابعت "هذه كانت انطلاقتي الحقيقية، خرجت عن المألوف والعادة، والحمد لله أنني كسرت هذا القيد رغم معارضة الأسرة والمجتمع، حيث استطعت الخروج من الصحراء وتمكنت من فرض ذاتي وعشت في العاصمة، ووصل صدى طيب إلى أهلي وعائلتي عبر حصولي على جوائز كثيرة، بالإضافة إلى التطور الحاصل في الفكر والمجتمع الصحراوي من خلال خروج الطلبة وشيوع القنوات الفضائية والحفلات، فخلال مشاركتي في عملية انتقاء الأصوات في الصحراء، فوجئت بإقبال كبير لشيوخ صحراويين من قبائل محافظة، كانوا يرفضون الغناء، بوجودهم رفقة بناتهم رافقوهن من أجل المشاركة في عملية الانتقاء وهذا اعتبره أكبر نجاح لي وللأغنية المغربية عمومًا والحسانية خصوصًا".
وأوضحت أنها دخلت عالم الغناء من باب التمثيل، حيث كانت في بدايتها تعمل مع شركة مكلفة بتصوير أفلام وثائقية عن المرأة الصحرواية ومجالات أعمالها اليومية، واختارها المخرج عبد الله المصباحي لتقاسم البطولة مع مجموعة من الفنانين المغاربة والأجانب، منهم نور الشريف ورغدة في فيلم "الثلاثية المقدسة"، الذي كان أول تجربة لها، قبل أن تشارك في فيلم فاطمة بوبكدي "دموعك أفريحة"، الذي تعتبره البصمة الحقيقية لها وصك البطولة المطلقة. وأشادت بنجاح الفيلم الذي ثمّنه النقاد.