مراكش - ثورية أيشرم
يعتبر المهرجان الدولي للفيلم في مراكش من التظاهرات السينمائية الدولية والعربية الناجحة بشكل كبير على جميع المستويات، لاسيما أنه أول مهرجان عربي يعتمد مبادرة وتقنية الوصف السمعي لعدد من الأفلام السينمائية لصالح المكفوفين وضعاف البصر؛ من أجل منحهم الفرصة للاستفادة من المهرجان والاستمتاع بفقراته وبرمجته المتنوعة ومنحهم الحق مثل غيرهم من المواطنين للمشاركة في هذه التظاهرة الكبرى في مراكش.
وقد تميزت أنشطة المهرجان لهذه الدورة الـ15 بعرض الفيلم المغربي "جوق العميين" لمخرجه محمد مفتكر، والذي تم تقديمه بتقنية الوصف السمعي للمكفوفين وضعاف البصر، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام الدولية من مختلف القارات والتي تم عرضها أيضًا بتقنية الوصف السمعي حتى لا تقتصر المتعة على هذه الفئة فقط في الأفلام المغربية وحدها بل منحهم الفرصة أيضًا للتعرف على عدد من الأفلام الأجنبية المتميزة والتي لقيت نجاحًا كبيرًا.
وتتميز هذه التقنية التي يعتمدها المهرجان الدولي للفيلم في مراكش منذ العام 2010 بوصف اللقطات والمشاهد الصامتة والحركية غير المعبر عنها بالكلام في حوار الفيلم من أجل إيصال الفكرة والمشهد للمكفوفين، حيث يؤدي الصوت الرجالي الإعلامي والإذاعي المغربي المشهور محمد عمورة، والصوت النسائي الإعلامية عزيزة لعيوني؛ إذ تتناوب الأصوات في المشاهد الخاصة في الفيلم بهذه التقنية التي تعتبر الأولى من نوعها في مهرجان عربي.
وقد حققت هذه التقنية المميزة، التي يعتمدها المهرجان الدولي للفيلم في مراكش تجاوبًا كبيرًا من قبل الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، وذلك يظهر من خلال الحضور المكثف لهم في الأعمال التي خصصت لهم بتنقية الوصف باعتماد اللهجة المغربية، الذي عبر عن إعجابه بالأعمال السينمائية المميزة التي تسعى من خلالها إدارة المهرجان لإدماج جميع فئات المجتمع حتى ذوي الحاجات الخاصة في هذه التظاهرة السينمائية الكبيرة.