مراكش - ثورية ايشرم
تميزت عروض المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، في دورته الخامسة عشر، بتقديم فقرة "نبضة قلب" التي تتميز بتقديم مجموعة من الأفلام السينمائية المميزة، وهي الفقرة التي توزاي هذه الدورة، المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم، الذي تعيش على إيقاعاتها المدينة الحمراء على مدى 9 أيام، والتي توشك على نهايتها مساء السبت 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في حفل ختامي ضخم ومميز.
وتعززت عروض هذه الفقرة الخاصة بأفلام "نبضة قلب"، بعرض الفيلم الجديد "لا إيسلا"، و"أزمة جزيرة ليلى" لمخرجه أحمد بولان رفقة طاقم العمل السينمائي المُميز، التي نشبت بين أسبانيا والمملكة المغربية حول تلك الصخرة القابعة في قلب البحر الأبيض المتوسط.
ويعتمد هذا العمل الكبير على مجموعة من المصادر التوثيقية والجدية التي تم إتخاذها من أجل تجسيد أطوار تلك الأزمة التي عكرت صفو العلاقة التي تربط بين البلدين الجارين، كما أنّ المخرج بولان فضل أيضًا دمج عنصر آخر في الفيلم، وهو عنصر الكوميدية التي إتخذت طابعًا انسانيًا مُميزًا، والتي تتمحور حول قصة البطل المسمى إبراهيم وهو الدور الذي يجسده الممثل المغربي الكوميدي ذو الأصل المراكشي عبد الله فركوس، حيثُ يُجسد عنصرًا من القوات المساعدة، والذي يتم إرساله إلى جزيرة خالية في وسط البحر الأبيض المتوسط من أجل تأدية مهمة المراقبة تجاه عمليات التهريب والهجرة السرية التي تشهدها المنطقة.
وتتوالى أحداث الفيلم، لتتحول تلك الجزيرة القريبة من الساحل المغربي إلى موضوع حملة عسكرية أسبانية من أجل هدف يُشبه محاربة طواحن الهواء، وهو طرد الجندي المغربي الوحيد على الصخرة، حيثُ يرغب المخرج في هذا الفيلم الكبير إلى توجيه رسالة السلام التي تحتاجها البشرية، لا سيما في ظل الحروب والأحداث التي أصبح العالم يتخبط فيها، حيث جاء هذا الفيلم الذي يوضح العلاقة الأخوية التي أصبحت تربط بطله إبراهيم مع مُهاجر سري من إفريقيا، والذي يقدم خلاصة التوتر الذي اقترب على الانفجار بين المغرب وأسبانيا، ويدعو البلدين إلى الحفاظ على علاقتهما التاريخية، والعريقة، والعلاقة المصلحية التي تربط بينهما، لا سيما في ظل تشارك عدة عوامل بين البلدين.
ويعتبر فيلم "جزيرة ليلى" عملًا سينمائيًا مُميزًا أرجع المخرج أحمد بولان، إلى الوقوف مرة أخرى خلف الكاميرا بعد غياب شرف على 4 أعوام، بعد فيلمه "عودة الابن"، ويعد المخرج بولان من مواليد 1956 في مدينة سلا، والذي أنجز الكثير من الأعمال الفنية المشهورة، والأكثر تميزًا من بينها "علي ربيعة والآخرون" عام 2001، وفيلم "أنا أمي وبثينة" عام 2013، إضافةً إلى "ملائكة الشيطان" عام 2007، وهو الإنتاج المشترك بين أحمد بولان وأنطونيو بيريز.