تونس – المغرب اليوم
فاز فيلم "جوق العميان" للمخرج المغربي محمد مفتكر مساء السبت بجائزة التانيت الذهبي أهم مكافآت مهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي طغى عليه هذا العام هجومًا استهدف القوى الأمنية في العاصمة التونسية، ويعتبر الفيلم من النوع الكوميدي الاجتماعي فضلا عن أنه سيرة ذاتية للمخرج في جوانب عدة منه.
أما جائزة التانيب الفضي فكانت من نصيب الفيلم "ذي اندليس ريفير" لاوليفر هيرمانوس (جنوب أفريقيا) في ما منح التانيت البرونزي إلى المخرجة التونسية ليلى بوزيد عن فيلم "على حلة عيني"، وقد تنافس على جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة 17 فيلما من دول عربية وافريقية.
ونال فيلم "الزين لي فيك" للمغربي-الفرنسي نبيل عيوش جائزة لجنة التحكيم، والفيلم ممنوع في المغرب وقد عرض للمرة الأولى في المغرب العربي ضمن أيام قرطاج السينمائية، وأثار حماسة كبيرة وإقبالا لافتًا إذ أن البعض انتظر في طوابير لمدة ساعات لمشاهدته.
وقدم حفل الختام المقدم المصري الشهير باسم يوسف وقد أقيم وسط إجراءات أمنية مشددة في المسرح البلدي في العاصمة التونسية على بعد مئات الأمتار القليلة من مكان الهجوم الانتحاري الذي أودى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي بحياة 12 عنصرا من الحرس الرئاسي التونسي.
وهو ثالث اعتداء كبير يعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه هذا العام في تونس، حيث وقع هجوم أول أسفر عن سقوط 22 قتيلا بينهم 21 سائحا أجنبيا في متحف باردو في العاصمة التونسية في آذار/مارس الماضي، في ما أدى هجوم آخر إلى مقتل 38 سائحا في حزيران/يونيو في منتجع سياحي في سوسة في شرق البلاد.
وقالت النائب التونسية السابقة سلمى بكار للتلفزيون الرسمي قبل بدء حفل توزيع الجوائز: "لا نشعر في قلوبنا بالفرح نفسه كالعادة إلا أن المهرجان يشكل تحديا للأشخاص الذين يعتمدون ثقافة الموت".
واستبعد مدير المهرجان إبراهيم لطيف كليا بعد الاعتداء وقف الدورة السادسة والعشرين للمهرجان مؤكدا أن استمراره "هو الطريقة الفضلى للرد على هذه الأعمال الهمجية"، إلا أن مواعيد العروض عدلت لتتكيف مع حظر التجول الليلي الذي فرض على العاصمة التونسية "حتى إشعار آخر".
وأكدت الممثلة التونسية هند صبري من جهتها: "لم ندع الخوف يسيطر علينا. هناك حظر تجول لكننا هنا. هذه هي رسالة" الدورة الحالية، وقد رفع الكثير من المدعوين باللباس الرسمي العلم التونسي لدى مرورهم على السجادة الحمراء.
وأغلقت جادة الحبيب بورقيبة الشريان الرئيسي في العاصمة التونسية حيث يقع المسرح البلدي بجزء منها أمام حركة السيارات، وانتشر عناصر من الشرطة باللباس الرسمي أو المدني وقد وضعوا عصابات حمراء على سواعدهم فيما كان المارة يخضعون للتفتيش عند مدخل الجادة الرئيسية.
وانطلقت الدورة السادسة والعشرون للمهرجان في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر وضمت عددا من التظاهرات المختلفة مع عرض 400 فيلم من 56 دولة.