فاس ـ حميد بنعبدالله
فاز فيلم "نحو حياة جديدة" للمخرج المغربي الشاب عبداللطيف أمجكاك، بالجائزة الكبرى للمسابقة الرسمية للدورة الأولى لمهرجان الحي المحمدي للفيلم القصير في مدينة الدار البيضاء "دورة عمر التلباني" الذي نظمته جمعية نادي السينما في المركب الثقافي للحي المحمدي.
وذهبت الجائزة الثانية إلى فيلم "داخل الإطار" للمخرج نبيل جوهر من مدينة سطات، فيما فاز فيلم "عقل حر" للمخرج كمال بلقايد من مدينة وجدة، بالمرتبة الثالثة في هذه المسابقة المنظمة على هامش الدورة طوال خمسة أيام تحت شعار "التأسيس لثقافة سينمائية من أجل إبراز مواهب شابة".
وعرف برنامج الدورة تنوع في فقراته بين الماستر كلاص وفقرات غنائية ومسابقة رسمية للأفلام القصيرة مع مناقشتها بحضور مخرجيها مع الجمهور بعد كل عرض، مع الزجال والشاعر الغنائي عمر التلباني والممثل والإذاعي عبد الكبير حزيران، لما قدماه للساحة الفنية المغربية طيلة سنوات عملهما الفني والإبداعي المستمر.
وشهدت هذه الدورة، ماستر كلاص للمخرج والباحث في تاريخ السينما، خالد حباش مع عرض فيلمه "تشاش" بطولة الفنان عدنان باط، فيما سهرت على المسابقة لجنة تحكيم ترأسها الفنان والممثل والمخرج والإذاعي عبد العظيم الشناوي، وضمت في عضويتها أحمد بوعروة ومحمد نجدي وعبد اللطيف حجيب.
وليست المرة الأولى التي يحوز فيها فيلم "نحو حياة جديدة" جوائز، بل سبق له أن حصد عدة جوائز في مجموعة من المهرجانات السينمائية في المغرب وخارجه.
"نحو حياة جديدة"، عنوان الفيلم هو اختزال لقصته، وجوهر إشكاليته، فهذه الحياة الجديدة، التي يبحث عنها الطفل ''سعد''، تعني بالنسبة له الكثير كطفل، ولكل طفل قاصر اختار الهجرة السرية، كحل أخير للهروب من معاناته النفسية أو الاجتماعية، هي في نفس الوقت تعبير عن هاجس أبطال الفيلم، الذين يبحثون عن حياة جديدة، ويغامرون بحياتهم من أجل بلوغها، فيما الطفل وحده من سيعيش هذه الحياة، بعد أن أدرك أن حياة الأمس، يؤكد مخرجه.
ويضيف أمجكاك "هي حياته الجديدة التي كان سيضع لها حدا بتهوره، بينما هاجر رفقاء دربه، نحو حياة جديدة، كما اعتقد بعدما استيقظ من النوم، لكن حياة جديدة في دار البقاء، فعاد مرة أخرى ليجد نفسه وحيدا من جديد بعد وفاة، المرأة الشابة و الفنان، الذين استطاعا أن يخرجاه من وحدته لمدة من الزمن وكانا سبابا في نجاته من الموت، وذلك بتعمدهما عدم إيقاظه، فكان موتهما بمثابة صدمة ثانية، بعد صدمة وفاة والدته، الشيء الذي دفعه يفكر من جديد في مفهوم الوحدة، وبالتالى عدم التواكل على الآخر القريب؛ الأم، الأب، الأخ، الصديق وكل عزيز أو الآخر البعيد؛ المسـؤولين، الحكومة، الدولة، الغرب".