الدار البيضاء- جميلة عمر
أتاح المركز السينمائي المغربي عرض فيلم "الخروج: ملوك وآلهة" داخل القاعات السينمائية بعد الاتفاق مع مسؤولي الشركة الأميركية "فوكس" ومخرجه ريدلي سكوت على حذف مشاهد "تجسيد الذات الإلهية" داخل الفيلم المثير الذي رافقه الكثير من الجدل لمسّه المشاعر الدينية للمغاربة.
ورافق قرار منع عرض الفيلم داخل القاعات السينمائية في المغرب ضجة كبيرة داخل المملكة.
وبحسب بيان صادر عن المركز السينمائي المغربي، فإنَّ المحادثات التي جرت بين المدير العام للمركز صارم الفاسي الفهري ومسؤولي الشركة المنتجة للفيلم ومخرجه، والتي تميزت بالمهنية والحوار البناء توجت بإبداء أصحاب الفيلم تفهمهم للتحفظات الموجودة على عدد من مقاطعه من طرف لجنة المشاهدة.
ومن جهة أخرى، عبّر كل من مسؤولي شركة "فوكس" بجانب المخرج سكوت عن غياب أيّة نية لديهم من خلال هذا العمل للمسّ بمشاعر وقيم المغاربة والمسلمين عمومًا، كما أنهم وافقوا بشكل استثنائي على التحفظات الموجودة حول بعض مقاطعه وقبلوا بالتعديلات المطلوبة بما فيها حذف المقاطع التي يوجد بها "تجسيد للذات الإلهية".
وفي هذا الإطار، سلم المدير العام للمركز السينمائي المغربي النسخة الجديدة لفيلم "الخروج: ملوك وآلهة" للجنة المشاهدة ومنح بعد هذا الإجراء حق الاستغلال التجاري للفيلم وبالتالي عرضه داخل القاعات السينمائية المغربية.
وورد في البيان، أنه ليس من حق المخرجين في كل بلدان العالم بما فيها الديمقراطية منها قول كل شيء وإظهار كل شيء بإسم حرية الإبداع، كما أنَّ هذه الحرية لا تمنح أصحابها الحق في المسّ بمشاعر الناس لاسيما في شقها الديني.
وكان المركز السينمائي المغربي في وقت سابق وبعد الإعلانات الترويجية للفيلم واستعداد القاعات السينمائية لعرضه، سحب الترخيص فجأة وتم منع عرض الفيلم في القاعات.
إلا أنَّ بعض الأحزاب السياسية تدخلت مثل التقدم والاشتراكية، إذ صرَّح بأنَّ قرار منع عرض الفيلم أصبح متجاوزًا، مضيفًا: "غير المعقول أنَّ يمنع الفيلم ولم يكن في علمنا آنذاك أنَّ الحل الذكي الذي اقترحناه حينما قلنا إنَّ هناك حلاً ذكيًا لجأت إليه بالفعل السلطات المعنية في شخص كل من وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي باتصالهم بالشركة المعنية لمطالبتها بحذف الفقرة التي خلقت الجدل والضجة داخل الفيلم، لكن يبدو أنَّ الشركة المعنية لم تذهب في هذا الاتجاه".