القاهرة – محمود الرفاعي
رحل الفنان عبدالعزيز مكيوي عن عالمنا، عن عمر ناهز 82 عامًا، ومن مفارقات القدر انه ودع عالمنا بعد وفاة الفنان الكبير حمدى احمد ومعروف ان الاثنان كتبا شهادة ميلادهما مع النجومية فى توقيت واحد حينما اشتركا سويا فى بطولة الفيلم العظيم (القاهرة 30) مع السندريلا سعاد حسنى لمخرج الواقعية صلاح ابوسيف .
وولد الفنان الراحل في يوم 29 يناير/كانون الثاني عام 1934 وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1954, وكان متميزًا بين زملائه وأبناء جيله ليس لتمتعه بموهبة مختلفة فحسب بينما لحرصه الدائم على تثقيف نفسه ومطالعة كافة أنواع الكتب والروايات العربية والأجنبية, فكان يتحدث عدة لغات أجنبية بطلاقة ومن هنا تنبأ له أساتذته بأنه سيكون أحد الفنانين الكبار والمتميزين وقد عرفه الجمهور أول ماعرفه من خلال ظهوره وتألقه في مسرحية (الطعام لكل فم) للأديب الكبير الراحل توفيق الحكيم.
ورغم قلة الأعمال التي شارك فيها, وعدم قيامه ببطولات مطلقة إلا في فيلم يتيم يعد أحد العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية والعربية هو (القاهرة 30) في منتصف الستينات من القرن الماضي إلا أنه نجح في صنع مكانة خاصة لنفسه, سواء بين فناني جيله أوالأجيال التالية فكلما كان يعرض هذا الفيلم أوغيره من الأعمال القليلة التي شارك فيها كان السؤال الدائم لعشاق السينما ومتابعيها أنه الفنان عبدالعزيز مكيوى الشهير بعلي طه الذي ودّع عالمنا الأسبوع الماضي داخل أحد دور المسنين في مصر الجديدة.
وكان أول ظهور سينمائي له عام 1961 في فيلم (لاتطفئ الشمس) قصة إحسان عبدالقدوس وبطولة شكري سرحان وفاتن حمامة وأحمد رمزي ونادية لطفي وعقيلة راتب. وبعد أن نجح فى لفت أنظار مخرج الفيلم صلاح أبوسيف بأدائه في هذا الفيلم وقع عليه الاختيار ليقدم دور أكبر في فيلمه التالي (لاوقت للحب) عام 1963 تأليف يوسف إدريس وبطولة فاتن حمامة ورشدى اباظة . وأثناء إخراج الفيلم أطلق صلاح أبوسيف عبارته الشهيرة بأن هذا هو نجم السنوات المقبلة, وفي الوقت المناسب لإطلاقه تحديدا فى عام 1966 قرر أبوسيف إسناد البطولة المطلقة له في فيلم (القاهرة 30) المأخوذ عن رواية الاديب العالمى نجيب محفوظ (مصر الجديدة) فأسند له شخصية علي طه واستعان بحمدي أحمد ليجسد شخصية محفوظ عبدالدايم وصالت سعاد حسني وجالت في تجسيد شخصية إحسان. وبعد عرض الفيلم وتحقيقه لنجاح كبير وإشادة النقاد والمتابعين باداء هذا الشاب الصاعد وتوقعهم له بمستقبل كبير وأنه سيكون أحد نجوم سينما السبعينات, فوجئنا بابتعاده تماما دون معرفة الأسباب لاكثر من 25 عاما .. لانعرف اين ذهب خلالها , حتى عاد عام 1989 في مسلسل (الكهف والوهم والحب) تأليف محمد جلال اخراج وفيق وجدي مع أنور اسماعيل ونبيل الحلفاوي وتيسير فهمي وشهيرة وامينة رزق .
ثم شارك عام 1991 فى الجزء الثالث لمسلسل (القضاء في الاسلام) تأليف محمد أبوالخير واخراج فايق اسماعيل مع اشرف عبدالغفور وجمال عبدالناصر وزهرة العلا ومحمد الدفراوي. ثم أطل علينا بشخصية ابولهب فى مسلسل (الوعد الحق) عام 1993 لعميد الادب العربى د. طه حسين سيناريو وحوار فاروق حلمي إخراج وفيق وجدي مع الشقيقان عبدالله وحمدى غيث وسهير المرشدي وسعد أردش وعبدالرحمن أبوزهرة .
وفى العام التالى 1994 اطل علينا فى مسلسل (ايام المنيرة) تاليف محمد جلال مع محمود ياسين وبوسي وجلال الشرقاوي وحسن حسني ومادلين طبر وعايدة عبدالعزيز. وفي نفس العام 1994 شاهدناه بدور مميز فى المسلسل الشهير (العائلة) تاليف وحيد حامد اخراج اسماعيل عبدالحافظ وبطولة محمود مرسى وليلى علوى وعبدالمنعم مدبولي.
واختفى بعد هذا ايضا لمدة أربعة أعوام دون معرفة الاسباب حتى عاد عام 1998 في الجزء الأول لمسلسل (اوراق مصرية) تأليف طه حسين سالم اخراج وفيق وجدى وبطولة صلاح السعدني وهالة صدقي وأمينة رزق ونهال عنبر وعزت أبوعوف وروجينا وعدد ضخم من الفنانين والفنانات .وعاد للاختفاء من جديد ولكن بلا عودة فنية هذه المرة لنفاجأ بعد عشرة اعوام من اخر ظهور ومشاركة فنية بصورة تتصدر الصحف والمواقع وهو فى تلك الحالة المحزنة التى وصل لها .