القاهرة - سعيد أبو زيد
عبر عدد من الفنانين المصريين عن فرحتهم بتنصيب المرشح عبدالفتاح السيسى رئيسًا للجمهوريَّة، موضحين أنها مرحلة فارقة في تاريخ الفن المصري. ومشيرين إلى أنّ تولي الرئيس السيسى رئاسة الجمهوريَّة سيعضد من الأمن والاستقرار في البلد, وهو ما يساعد على زيادة معدلات التصوير في الأماكن المفتوحة والموجودة في الشارع، على عكس ما كان في الأعوام الـ3 الأخيرة بعد الثورة.
وأكّد الفنانون أنّ فوز السيسى بالرئاسة بشرة خير لمصر على النواحي الفنيَّة والاقتصاديَّة والسياسيَّة المختلفة، لأنه رئيس قوي يعرف تمامًا أهمية الإبداع في حياة الشعوب ودور الفنانين "كرسل للسلام والمحبة"، وإشاعة البهجة في قلوب الناس. ووصفوا العام الذي وصلت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" إلى السلطة بأنه كان عام "شؤم" على الفن وعلى معدلات إنتاج الأعمال الفنيَّة، لأن البوصلة كانت غائبة ولم يعرف أحد ماذا يقول أو ماذا ينتج.
ولفت المخرج محمد فاضل، إلى أنّ حضور عشرات الفنانين والمبدعين المصريين حفل تنصيب الرئيس السيسى وتوليه مسؤولية الرئاسة، يؤكد احترام هذا النظام للإبداع لأنه أشرك أهله من الفنانين والمبدعين الكبار في هذه اللحظة التاريخية التي لايمكن أنّ تنسى, مشيرًا إلى أنّ حالة الفرحة التي تنتاب الفنانين المصريين حقيقية، فالكل يعرف الآن أنّ الأمن سيعود للدولة، وأنّ كل مبدع سيركز في إبداعه وعمله، خصوصًا بعدما تعهد السيسى في خطاباته الأولى بدعم الإبداع وتعزيز دور الدولة في مناحي الحياة في مصر، ويؤكّد أنّ هذا الدور سيوجد في الإبداع مثلما يوجد في الاقتصاد وغيره, وسيعود تلفزيون الدولة إلى سابق ريادته كما ستعود الدولة للإنتاج وذلك " لفضح القبح"، وتعزيز الوعي وإشاعة البهجة لبين الناس.
وبشأن المقارنة بالنظام السابق، أوضح فاضل أنه ليست هناك أدنى مقارنة بين النظامين، متهمًا نظام مرسي بانتهاك أعراض الفنانات والتشنيع بهن، ومنهن إلهام شاهين ولو استمروا أكثر من ذلك لاعملوا الحسبة وساروا وراء الناس والفنانين في الشارع بالسياط والكرابيج. كما لفت إلى ان خلو جماعة "الإخوان المسلمين" من أي إبداع أو مبدعين صغار أو كبار وكراهيتها له سواء في الشعر أو الفن أو المسرح، كان أكبر دلالة على ما أسماه جهلها بدور مصر التنويري في العالم العربي، ودور إبداع فنانيها في الوصول للناس، فالفن المصري هو أكبر وسائل القوة الناعمة وأكثرها قابلية لإعادة تشكيل وجدان الجماهير، وفق قوله.
وألمح المؤلف بشير الديك، أنه لم يقابل فنان مصري طيلة العام الأخير، وبعد الإطاحة بـ"الإخوان المسلمين"، من الحكم إلا وكان سعيدًا ومتفائلاً بالمستقبل, متهمًا "الإخوان" بأنهم كانوا يتعاملون بمنطق وزير إعلام النازيَّة الذي كان يقول إنه يتحسس مسدسه عندما يسمع كلمة ثقافة, مشيرًا إلى أنّ جلوس الرئيس السيسى على عرش مصر سيعيد "وهج الإبداع" إلى القاهرة مرة ثانية، كما سيشعر الفنانين في أنحاء العالم العربي، أنّ قاهرة المعز استردت أمانها الذي كان يتحاكى به العالم، وسيتذكروا قول الله "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، وفق قوله.
ولفت إلى أنه وطوال عمله بالفن والكتابة السينمائية والإبداع التلفزيوني طيلة أربعة عقود، لم يشعر بالخوف على الإبداع مثلما حدث أيّام "الإخوان". وشدد على أنّ السيسى واعٍ جدًا ومتحضر ونادى في خطابه الأول للناس وعبر حملته الانتخابية بالعمل على تجديد الخطاب الديني، ما يؤكّد سعادته بالإبداع والفكر ورفضه للقبح. وأشار إلى أنه مستبشر خيرًا بالمقبل، لكنه يخاف جماعة متحفظة قد تقفز على أكتاف النظام الجديد وتطلب منه زيادة الرقابة على الإبداع مثلما حدث في "حلاوة روح" رغم اختلافي مع الفيلم لكنى مع الانتصار للحرية والإبداع، على حد تعبيره.
وأشار عزت العلايلي إلى أنه انتخب السيسى وأعلن ذلك دون مواربة، لأنه يعلم في قرارة نفسه أنّ هذا الرجل سيعيد وجه مصر الحضاري وسيعمل على استعادة ريادتها الغائبة، موضحًا أنه تناسى فترة مرسى.
وبشأن ما يمكن أنّ يفعله الرئيس السيسى للإبداع، موضحًا أنه يستطيع أنّ يفعل الكثير والكثير، ويستطيع أنّ يدب روح الحياة في مؤسسات الدولة المتهالكة أو الميتة ويستطيع أنّ يواجه الفساد ويشيع الأمن والاستقرار، فالهواء الذي يتنفسه الإبداع في أي مكان في العالم، وكذلك الاقتصاد هو هواء الأمن والاستقرار ودونهما لا يمكن المراهنة على شئ.