الدار البيضاء - ناديا أحمد
أكد وزير المال الهندي آرون جايتلي أن الهند تحتاج إلى شريك موثوق فيه كالمغرب، من أجل مواكبة التطورات المتسارعة التي تشهدها القارة الأفريقية.
وأوضح الوزير أن المكانة المهمة التي أصبحت تحظى بها المملكة في أفريقيا تجعلها الشريك المثالي للهند، في سعيها نحو تسريع آفاق التعاون والاستثمار في القارة السمراء.
كما أبرز أن المغرب أصبح يضطلع بدور محوري في تعزيز أسس التنمية شمال وغرب أفريقيا جنوب الصحراء، على أساس التعاون جنوب- جنوب.
كما أثنى على دور المغرب في تشجيع البلدان الأفريقية على مساعدة بعضها البعض لمحاربة الفقر ومواجهة التحديات الأمنية والتركيز على إبراز طاقات الشعوب الأفريقية، باعتبار أن السبيل الوحيد لكي تستفيد أفريقيا من ثمار التنمية المستدامة يكمن في إيجاد حلول أفريقية لمشاكل القارة، مؤكدًا أنها بالضبط الرسالة التي حاول المغرب توجيهها خلال الجولة الأخيرة لجلالة الملك محمد السادس في عدد من بلدان غرب أفريقيا.
وبعد أن تساءل عن الأهمية التي تكتسيها أفريقيا بالنسبة للهند، أكد وزير المال الهندي أن القارة السمراء لديها ثروة من الموارد الطبيعية، فضلاً عن أنه بإمكانها أن تشكل سوقًا ضخمة للمستثمرين الهنود، لاسيما وأن الكثير من المؤهلات التي تزخر بها القارة لا تزال غير مستغلة.
ولاحظ أن حكومة ناريندرا مودي منحت، حتى الآن، القليل من الاهتمام للبلدان الأفريقية، لافتًا الانتباه إلى أن تأجيل القمة الهندية الأفريقية، التي كان من المفترض أن تعقد العام الماضي بسبب مخاوف بشأن تفشي وباء (إيبولا) غرب أفريقيا، تم النظر إليه على أنه قرار سيء من جانب سلطات نيودلهي.
وللتعويض عن ذلك، ستعقد القمة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بعد أن تمت دعوة جميع رؤساء الدول الأفريقية.
وبالرغم من ذلك، اعتبر الاقتصادي الأول الهندي أن الوقت ما يزال مناسبًا أمام الهند من أجل التوغل الاستراتيجي في أفريقيا، القارة الحيوية التي تشهد نموًا متسارعًا بفعل ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتزايد عدد السكان، مشيرًا إلى أن التحسن الهائل للحكامة الاقتصادية في أفريقيا، من شأنه أن يؤدِ إلى خفض تكلفة الاستثمار في القارة بشكل كبير.
وأضاف، في هذا الإطار، أن منظمة الأمم المتحدة قدرت أنه بحلول العام 2035 سيعيش نصف الأفارقة في المدن، ما يعني أن أفريقيا تشهد أسرع نمو للطبقة الوسطى في العالم، لافتًا الانتباه إلى أن هذه المعطيات أجبرت الولايات المتحدة على تغيير نظرتها إلى أفريقيا، من قارة اعتبرت حالة ميؤوس منها وتعيش على المساعدات، إلى سوق ديناميكية ذات إمكانية اقتصادية غير محدودة.