الدار البيضاء ـ ناديا احمد
تسلم مستشار الملك محمد السادس أندري أزولاي في لشبونة، جائزة "شمال جنوب 2014" التي يمنحها مجلس أوروبا، من رئيس الجمهورية البرتغالية أنيبال كافاكو سيلفا.
ومنحت جائزة شمال - جنوب 2014 لـ أزولاي تقديرًا له على إسهامه في إحلال السلام في الشرق الأوسط، بخاصة تعزيز المصالحة بين اليهود والمسلمين واعتراف بدوره في خدمة النهوض بالحوار الاقتصادي في منطقة حوض المتوسط.
وأعرب أزولاي، في كلمة لخ بهذه المناسبة، عن سعادته العميقة واعتزازه وتأثره لكون الحملة التي سار فيها منذ أكثر من نصف قرن اختارت معسكر المقاومة، حتى لا يتم استغلال الديان والتاريخ والهوية، حسب تعبيره، أو يتم اتخاذها رهينة من قبل أي كان.
وأضاف: "لقد كان لي، من خلال ما منحني إياه بلدي المغرب، شرف تجسيد فن كل شيء ممكن، فالمواطن المغربي الذي جسده هو على حد سواء يهودي وأمازيغي وعربي، فأنا موجود وأقاوم هذا التقهقر الذي يقوض ويضعف المجتمع الدولي".
واعتبر أزولاي ، أنه من الضروري، القياس الدقيق لهذا الانقسام وهذا التراجع الذي يغذيه نفي الآخر"، موضحًا أن العدو الحقيقي والوحيد للإنسان هو الجهل.
وأكد أزولاي أنه لا يمكن الاحتفال بالحوار والتسامح والسلام، والبقاء في موقع المتفرج السلبي على هذا التقهقر.
وتابع "يتعين على مجتمع الأمم أن يعيد بناء نفسه، لاسترجاع الحداثة الاجتماعية التي ميزت العلاقات الدولية، منذ أمد غير طويل".
ونوه الرئيس البرتغالي، إلى أهمية الدور الذي يضطلع به أزولاي في تعزيز الحوار بين الثقافات والتقارب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، التي مازالت تواجه تحديات كبرى.
وأشاد الأمين العام لمجلس أوروبا بريادة الملك محمد السادس للمغرب، الذي عمل على نهج حكامة ترتكز على الإصلاح الدائم والتطور السلمي والتوافقي للمجتمع المغربي.
وحضر الحفل رئيس اللجنة التنفيذية لمركز شمال جنوب، جان-ماري هيدت ووزير الخارجية البرتغالي روي ماشيت، وسفيرة المغرب في لشبونة كريمة بن يعيش، والعديد من كبار الشخصيات.
يذكر أنه تمنح هذه الجائزة سنويًا منذ عام 1995 لشخصيتين تميزتا من خلال تفانيهما والتزامهما وعملهما من أجل تعزيز المجال الاقتصادي وحقوق الإنسان والتعددية الديمقراطية، فضلًا عن دورهما في تعزيز التضامن شمال- جنوب، وبموازاة مع مساره البارز في مجال الاقتصاد كرس أزولاي حياته لتعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب وبين النساء والرجال بحوض المتوسط، وسبق له أن تولى منصب رئيس مؤسسة "آنا ليند الأورو-متوسطية" للحوار بين الثقافات 2008-2014.