الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
الثروات الإقتصادية للمحيطات

واشنطن - رولا عيسى

أعلن الصندوق العالمي للطبيعة، أن المحيطات هي سابع أكبر مورد اقتصادي في العالم إذ تبلغ قيمة ثرواتها الاقتصادية 24 تريليون دولار أميركي.

 وتابع الصندوق، في التقرير الذي أصدره أن القيمة الاقتصادية العظمى من المحيطات في العالم، تكمن في صيد الأسماك والسياحة والشحن، محذرة من أن الصيد الجائر والتلوث وتغير المناخ يفرض عبئًا غير مسبوق على النظم الإيكولوجية البحرية.

 ويعد الصندوق العالمي للطبيعة، منظمة دولية غير ربحية، تعمل أساسًا على القضايا المتعلقة بالحماية والحفاظ على البيئة.

 وينص التقرير الذي صدر بتكليف من الصندوق العالمي للطبيعة "دبليو دبليو إف" على أن قيمة أصول المحيطات هي 24 مليون دولار، وتقدّر السلع والخدمات السنوية التي تقدمها، من المواد الغذائية بـ 2.5 تريليون دولار.

وقد يجعل هذا النفوذ الاقتصادي من المحيطات سابع أكبر مورد اقتصادي في العالم على الرغم من أن معدي التقرير، ومن ضمنهم مجموعة بوسطن الاستشارية، يشيرون إلى تراجع القيمة الإقتصادية للمحيطات على أرض الواقع، لأنها ليست عاملًا رئيسيًا في إنتاج النفط أو توليد طاقة الرياح، أو في تنظيم المناخ.

وتتألف القيمة الاقتصادية للمحيطات من مصايد الأسماك، والسياحة، والممرات الملاحية وحماية السواحل التي تقدمها الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف.

وتواجه المحيطات ضغوطًا متزايدة، حيث تمتص نحو نصف كمية ثاني أكسيد الكربون التي يتم ضخها في الغلاف الجوي الناتجة عن النشاط البشري، مما تتسبب في ارتفاع درجة حرارة المياه وزيادة تحمض المحيطات.

ويحذر التقرير من أن ما يقرب من ثلثي مصائد الأسماك في العالم يتم استغلالها بشكل كامل، معظمها يتم الإفراط في استغلالها بشكل مبالغ فيه، وتتسبب في تراجع التنوع البيولوجي للمحيطات بنسبة 39٪ بين عامي 1970 و 2010، في حين اختفت نصف الشعاب المرجانية وثلث الأعشاب البحرية في العالم اختفت تقريبًا في هذا الوقت.

وذكر المؤلف الرئيسي لهذا التقرير ومدير معهد التغيرات العالمية ومقره أستراليا، أوفي هوغ-غولدبرغ، أنه يتوجب على مجتمع رجال الأعمال أن يعي قيمة المحيطات، بحيث يضع استراتيجية لوقف تدهور أحوالها.

وأضاف: "إذا لم تُتخذ التدابير اللازمة للعناية بالمحيطات، فستتراجع قيمتها الاقتصادية، ولذلك فمن المهم البت في حل هذه المشاكل على صعيد دولي".

 وتابع:  "إن المحيطات  الآن في حالة يُرثى لها، وتتدهور أوضاعها بسرعة، وبدأت مصائد الأسماك تنهار، وهناك مستويات قياسية من التلوث، مثل التلوث البلاستيكي، وتغيّر المناخ ".

وأردف "هوغ-غولدبرغ" أن معدل التغيير في محيطات العالم كان صادمًا، والذي كشفه أحدث تقرير صادر عن فريق علم المناخ التابع للأمم المتحدة، والذي ينص على أن التغيرات في كيمياء المحيطات جاءت نتيجة للزيادة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون السريعة، التي جاءت أسرع مما كانت عليه طوال الـ65 مليون سنة الماضية.

ويشكّل ارتفاع درجة حرارة المحيطات، تحديًا بالنسبة لبعض الأنواع البحرية، في حين أن تحمض المحيطات يعيق قدرة مخلوقات مثل المرجان والرخويات على تشكيل قواقعها وهياكلها العظمية.
 
وأضاف: "التغييرات التي نقوم بها تأخذ عشرة آلاف سنة على الأقل لإحداث تحول ملموس، لذلك لا نريد السير في هذا الطريق، وهذا الجيل من البشر يقع على عاتقه مسؤولية تحديد مستقبل 300 جيل قادم من البشر،  فنحن نجري هذه التجارب على العالم البحري على الرغم من عواقب ذلك على الناس"
وأشار "هوغ-غولدبرغ" إلى أن الدول يجب أن تفعل المزيد لإدارة قضايا محلية مثل التلوث والصيد الجائر لمساعدة المحيطات على التعامل مع تغير المناخ.

وذكر المؤلف الرئيسي للتقرير: " ستظل الشعاب المرجانية على قيد الحياة وستقاوم أثر تغير المناخ، في حالة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المناطق البحرية وتنظيم الصيد، وإذا تم حل هذه المشاكل سريعًا، يمكن أن يتوفر المزيد من الوقت للتعامل مع قضية المناخ العالمي".

وأوضح: "في حالة لم تعمل الحكومات على الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، فستبوء كل المحاولات للسيطرة على العوامل المحلية بالفشل، وستصبح الشعاب المرجانية  ذكرى بعيدة و ستتدهور القدرة على إطعام الناس بشدة".

ويدعو التقرير إلى ثمانية خطوات أساسية لإحياء صحة المحيطات، بما في ذلك إيلاء اهتمام أكبر باتفاقيات الأمم المتحدة بشأن المحيطات، والحد بشكل كبير من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، على الأقل بنسبة 30٪ ، حتى تتوفر الحماية اللازمة للمناطق البحرية بحلول عام 2030، واتخاذ كافة التدابير اللازمة للتصدي للصيد غير المشروع.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

سويسرا تكشف عن قيمة أموال سوريا المجمدة في بنوكها…
رئيس الحكومة المغربية يتسلم التقرير السنوي لهيئة مراقبة التأمينات…
اللجنة الوطنية للاستثمارات برئاسة أخنوش تُصادق على 56 مشروعاً…
مجلس النواب المغربي يُصادق على مشروع قانون يتعلق بإصلاح…
أبرز 7 دول عربية إنفاقاً على مشروعات البنية التحتية…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

صندوق النقد الدولي يُشيد بالتقدم الذي يحققه المغرب في…
لقجع يُؤكد أن أسعار أدوية في المغرب تضاعف نظيرتها…
عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في…
بنك المغرب يُفيد بأن احتياجات السيولة لدى البنوك بلغت…
البنوك المغربية تُواجه تحديات متزايدة مع الاتحاد الأوروبي لتشديد…