الدار البيضاء - ناديا أحمد
تستعد الأسر ومحلات بيع المأكولات في الدار البيضاء لشهر الصيام بإعداد أكلات عديدة ومتنوعة ، تأتي في صدارتها "الشباكية" التي تشكل سيدة الحلويات المتربعة على المائدة البيضاوية، في جل أسواق العاصمة الاقتصادية، وفي كل المنازل، إلى جانب "السفوف" وحلويات أخرى.
ويعتبر قدوم "الشباكية" بشيرًا لاقتراب حلول شهر الصيام، إلى جانب "السفوف"، و"الغريبات"، وحلويات أخرى، والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل يتجاوزه إلى عرض كل المواد الأولية التي تستعمل في إنتاج "الشباكية" في الأسواق، ويتم وضعها رهن إشارة الأسر والمحلات المتخصصة في إعداد هذه الحلوى العجيبة.
وحسب شهادات تم استقاؤها من أماكن متعددة من الدار البيضاء، فإن إعداد "الشباكية" يتطلب مواد عديدة ومتنوعة منها، الطحين، والجنجلان، والنافع، والقرفة، واللوز، وحبة الحلاوة، والمسكة الحرة، والزعفران "الحر أو العادي"، والزيت، والزبدة، وزيت الزيتون، والعسل "الحر أو العادي".
ويتناقص عدد هذه المواد، حسب الإمكانيات المتاحة بشكل عام، وفي ضوء متطلبات الزبائن، خصوصًا بالنسبة للذين لا يستطيعون اقتناء أنواع جيدة من "الشباكية" التي قد يصل ثمنها إلى 120 درهما للكيلوغرام الواحد، في الوقت الذي يتراوح فيه ثمن أنواع أخرى ما بين 15 و60 درهم.
وأكدت سيدة متخصصة في إعداد وتسويق "الشباكية" في أحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، أن العبرة كلها في الموهبة، ومراكمة الخبرة، والتحلي بالصبر، ومراعاة شروط النظافة، قبل الحديث عن ما أسمته "كثرة القوام" ، أي توفير مواد متنوعة وغالية الثمن.
وأضافت أن العديد من الأسر التي تعض بالنواجد تحرص على عادات مناطقها الأصلية، بإضافة أكلات مغايرة لموائد إفطارها خلال رمضان .
وأوضحت سيدة منحدرة من منطقة الجنوب الشرقي، وتقطن في الدار البيضاء منذ مدة طويلة، أن "الحساء أو الحسوة" أحد أنواع الحريرة المغربية، لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للأسر التي هاجرت من ورزازات وزاكورة، مشيرة إلى أن المواد والأعشاب التي تستعمل في إعداد "الحساء"، تتميز بكونها صحية وغير مضرة بالجهاز الهضمي، منها مواد يطلق عليها محليا "الكيكر، والفسيخة ".
وذكرت أن أسرا أخرى تحرص على تأثيث موائد إفطارها خلال رمضان بالسمك نظرًا لفوائده الصحية الكبيرة، وأن الأسر المنحدرة من مناطق الغرب، لا تفارق "الحرشة" موائد إفطارها.
وتعتمد موائد الإفطار البيضاوية بشكل عام على أكلات أصيلة وصحية ضاربة في القدم مثل "التمور، الحريرة، والحلويات ، والشباكية"، مع إدخال مواد غذائية أخرى، لكن الأهم هو الاستعداد النفسي والمادي للشهر الكريم، وهو ما تحرص عليه الأسر كطقس أساسي لاستقبال شهر عزيز، وذلك ضمن طقوس أخرى منها لجوء العديد من الأسر إلى تنظيف كل أفضية المنازل كمؤشر على المكانة الرفيعة لشهر الصيام في نفوس المغاربة.