الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
مشروع ضخم يهدف إلى المساعدة في توليد الطاقة بالدول النامية

بيروت ـ العرب اليوم

ترسو سفينة ضخمة في ميناء بيروت على رصيف خاص يمتد بطول مئة متر تم إنشاؤه خصيصا لها، وهي ليست حاملة طائرات أميركية أو بارجة حربية أجنبية لمراقبة الأوضاع السياسية الهشة داخل لبنان، وإنما هي سفينة جاءت لأغراض سلمية تماما تتمثل في مساعدة لبنان على التغلب على مشكلة نقص الطاقة الكهربائية . وهي سفينة تملكها تركيا وتحمل اسم "فاتماغول سلطان" وتمثل أهم أجزاء مشروع مبتكر للتغلب على مشاكل نقص التيار الكهربائي المزمنة في الدول النامية التي تعاني من مواجهة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربية، وتعرف باسم سفينة الطاقة حيث إنها مزودة بإحدى عشر مدخنة عالية من الصلب أشبه بمحطة باترسي العائمة للطاقة على ضفة نهر التمس جنوب غرب لندن.
وقد وصلت هذه السفينة ساحل بيروت في مطلع هذا العام في إطار صفقة بقيمة 370 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات بين الحكومة اللبنانية وشركة الطاقة التركية كارادينيز هولدنغ، وتقوم السفينة بإمداد لبنان بـ 188 ميغا وات يوميًّا من خلال تأمين إمدادات نفطية ودمج محطات الشبكة الوطنية في لبنان، ومن المنتظر أن يرتفع هذا الرقم إلى 270 ميغا وات في شهر حزيران/ يونيو المقبل عندما تصل سفينة طاقة تركية ثانية إلى ساحل بيروت.
ويقول مدير عام شركة كهرباء لبنان، كمال حايك، إن إمداد الطاقة الإضافية الذي تقدمه السفينة فاتماغول سلطان للشبكة الوطنية اللبنانية تعادل ساعتين إضافيتين من الكهرباء يوميا لبلد يعاني من انقطاع التيار الكهربي، مشيرًا إلى أن وصول هذه السفن سوف يخفف من شدة حر الصيف عندما يزداد الطلب على الطاقة ويصل إلى 3000 ميغا وات.
ويقول وزير الطاقة اللبناني جبران باسل في حفل تدشين السفينة، إن العملية هي بداية مبكرة، وسوف تعود بالفائدة على كل من المواطنين اللبنانيين والأنشطة التجارية فيها، مشيرًا إلى أن الطلب على الطاقة في يتزايد بنسبة تتراوح ما بين 6 إلى 8 % سنويًّا ، ولكنه تزايد بصفة استثنائية خلال العامين الماضيين بسبب تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر الحدود على لبنان.
وقال باسل، إن سفن الطاقة لا تمثل الحل النهائي لمشكلة الكهرباء في لبنان ولكنها تعد بمثابة حل مؤقت لمدة ثلاث سنوات يسمح للحكومة بإعادة تأهيل محطات الطاقة الحالية التقليدية في لبنان.
ولو قامت الحكومة اللبنانية بتنفيذ مشاريعها بالكامل فإن لبنان سوف تحصل على إمداد الطاقة الكهربائية على مدى 24 ساعة بحلول عام 2015 ، وهنأ الشعب اللبناني مع بدء قيام السفينة بتوليد الطاقة قبل إسبوعين من الموعد المقرر لها بموجب التعاقد وهي الآن مرتبطة بشبكة الكهرباء اللبنانية.
وتعد هذه السفينة واحدة من بين سبع سفن تقوم بتشغيلها شركة كارادينيز التي بدأت مشروعها عام 2007 وقد باتت مثل هذه السفن محط اهتمام الحكومات في الدول النامية، وفي ضوء ذلك يتم الآن بناء خمس سفن أخرى من هذا النوع.
وتقول الشركة، إن هذه السفن صديقة للبيئة كما أنها فكرة مبتكرة ذات تكنولوجيا عاليا وهي تصلح لتلبية احتياجات توليد الطاقة المتوسطة، وقد سبق لسفن الطاقة أن عملت في ميناء البصرة في مرحلة ما بعد الغزو الأميركي للعراق التي شهدت انقطاع التيار الكهربائي، كما تقوم الشركة التركية بإمداد كراتشي جنوب باكستان ولكنها سرعان ما توقفت بسبب خلافات قانونية، وتعتزم الشركة تقديم خدماتها في ليبيا وبعض البلدان الأفريقية.
ويقول رئيس الشركة عثمان كارادينيز إن فكرة محطات الطاقة العائمة القادرة على الانتقال إلى كافة أنحاء العالم قد لاحت له أثناء تواجده في غرب أفريقيا حيث كان نقص إمدادات الكهرباء في المستشفيات يعني مزيدًا من وفيات الأطفال كما أن النقص المزمن في إمدادات الطاقة في البلاد تدمر جهود تنمية الطاقة المحلية، وفي ظل غياب البنية التحتية وفي ظل ارتفاع تكاليف توليد الطاقة بالمولدات العادية يدرس عثمان إمكانية بناء سفن أصغر حجما تناسب الأوضاع في دول غرب أفريقيا.
و لعب السفير التركي في لبنان عنان أوزيلديس دورا في هذه الصفقة مع الحكومة اللبنانية فقد طرح المشروع في سياق محاولات تركيا إحياء نفوذها في المنطقة التي سبق وأن تسيطر عليها في ظل الأمبراطورية العثمانية.
وتقول صحيفة الغارديان البريطانية، إنه على الرغم من النقص الحالي في إمدادات الطاقة في لبنان فإن الدولة يمكن أن تصبح منتجة للطاقة على مدار السنوات القادمة، حال اكتشاف أن حقول الهيدروكربون المتواجدة في شرق البحر الأبيض المتوسط تحتوي على كميات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي
والتقى الزعماء القبارصة واللبنانيون في يناير الماضي لمناقشة إمكانية التعاون في مجال الاستكشاف في المنطقة حيث تقع الحقول فيما بين كل من قبرص ولبنان وإسرائيل إلا أن الخلافات التي لم تحسم بعد بشأن الحدود البحرية يمكن أن تعوق عمليات الاستكشاف.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المندوبية السامية للتخطيط المغربية تُفيد نمو اقتصادي بنسبة 4.3…
لحسن السعدي يؤكد أن قطاع الصناعة التقليدية يشغل 22%…
الحكومة المغربية تُعلن ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17…
المغرب يستورد 900 ألف طن من القمح الروسي في…
نيسان وهوندا توقعان مذكرة تفاهم لدراسة تكامل أعمالهما وإنشاء…

اخر الاخبار

مجلس المستشارين المغربي يؤجل تقديم السكوري لمشروع قانون الإضراب…
وفد مغريي يُمثل الملك محمد السادس في مراسم تنصيب…
مجلس الحكومة المغربية يدرس مشروع قانون يتعلق بإحداث وتنظيم…
يونس السكوري يُؤكد أن تعديلات إضافية ستطرأ على مشروع…

فن وموسيقى

المغربية سميرة سعيد تسّتعيد ذكريات طفولتها وشغف البدايات بفيديو…
المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…
لطيفة أحرار تؤكد أن الجمهور الذي يعرفها فقط كفنانة…
وفاة الأب الروحي للأغنية الشعبية في مصر أحمد عدوية…

أخبار النجوم

يبدأ تصوير "عقبال عندكم" لحسن الرداد وإيمي سمير غانم…
هيفاء وهبى تطرح أحدث أغانيها "سوبر وومان"
مدين ينشر كواليس أغنية "باركوا" لمى فاروق بعد تصدرها…
أحمد سعد يمازح ويل سميث قائلا "بسم الله ما…

رياضة

محمد صلاح على موعد مع إنجاز تاريخى مع ليفربول…
المغربي عبد الرزاق حمد الله يُعرب عن سعادته بقيادة…
أشرف حكيمي يُتوج مع باريس سان جيرمان بلقب النسخة…
المغربي حكيم زياش يشترط على غلطة سراي الحصول على…

صحة وتغذية

المغرب يشهد ارتفاعاً مقلقاً في عدد الوفيات بسبب الإصابة…
الولايات المتحدة تسجل أول وفاة بشرية بسبب إنفلونزا الطيور
تناول الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يُقلل من خطر…
المغرب يُعزز مكانته كمُصدٍر رئيسي للخضراوات الطازجة إلى بريطانيا

الأخبار الأكثر قراءة

المغرب يستعد لإطلاق عملة رقمية وطنية لتعزيز الابتكار المالي…
ترمب يعلن فرض رسوماً جمركية على المكسيك وكندا والصين…
الحكومة المغربية تُفعِّل تسهيلات استيراد زيت الزيتون وتحدد 10…
الحكومة المغربية تُصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم…
"إنفيديا" تصبح الشركة الأكثر قيمة في العالم بفضل طفرة…