الدار البيضاء- جميلة عمر
دعا وزير الشغل والإدماج المهني السيد محمد يتيم، في كلمة خلال الندوة الدولية للجمعية الوطنية لمدبري ومكوني الموارد البشرية بشأن موضوع " أي دينامية للموارد البشرية من أجل مواكبة تحول أفريقيا"، الجمعة في مراكش، إلى ضرورة الاستثمار أكثر في الموارد البشرية وإيلائها أهمية كبرى حتى تكون في صلب الإنتاج والتطور في أفريقيا.
وأبرز يتيم عن أهمية تأهيل الرأسمال البشري باعتباره عنصرا مساهما في تطوير مهارات العامل والرفع من إنتاجيته وكذلك الرفع من معدلات النمو الاقتصادي، وفي تخفيض معدل البطالة والانتقال إلى المجتمع الحديث.
وفي هذا السياق، اقترح الوزير، مسارات للتفكير من أجل إرساء ثقافة اجتماعية جديدة من خلال التجديد والمسؤولية واتخاذ المبادرة المتجددة، داعيا المسؤولين عن الموارد البشرية إلى الانخراط والإنصات للمستخدمين ومنحهم الثقة وحل مشاكلهم لتشجيعهم على المضي قدما لتحقيق المردودية في الإنتاج.
وأكد السيد يتيم أن الدول التي نجحت في تحقيق رهان تحويل الطاقات البشرية إلى عنصر تطوير وتنمية، هي من تقود تجاربها الناجحة العالم الآن.
وبعد أن ذكر أن إشكالية البطالة على العموم مرتبطة بعدة عوامل أهمها ضعف محتوى النمو الاقتصادي من التشغيل وارتفاع وتيرة النمو الديمغرافي، إضافة إلى عدم ملاءمة التكوين مع حاجيات سوق الشغل التي تعتبر إحدى عوامل ارتفاع بطالة الشباب حاملي الشهادات، أشار الوزير، إلى أن هذه الإشكالية ترتبط أحيانا بعوامل ذاتية وباطنية يصطلح عليها بالمهارات الحياتية، التي أصبحت تشكل اليوم عنصرا أساسيا في تأهيل الرأسمال البشري والاستفادة من مناصب الشغل التي يخلقها الاقتصاد الوطني.
وأكد السيد يتيم أن الكثير من الدراسات ركزت على أهمية تأهيل الرأسمال البشري باعتباره مساهما في تطوير مهارات العامل والرفع من إنتاجيته، ملاحظا أن التحديات التي يحملها العصر الجديد بالنسبة للدول النامية على الخصوص، لن يتصدى لها إلا رأسمال بشرى دائم الترقي والنمو، سواء على المستوى الفردي أو على صعيد المجتمع.
ومن هذا المنطلق، يضيف الوزير أن المغرب ما فتئ يولي اهتماما بالغا للتكوين وتطوير المهارات خصوصا لدى الشباب، إيمانا منه بأهمية العنصر البشري في إحداث التغيير والتأثير على المعطيات المادية والبيئية.
وذكر في هذا السياق، بالبرامج والتوجهات التي انتهجها المغرب حول التكوين وتأهيل الشباب، وبخاصة المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل الذي يهدف إلى الارتقاء بمنظومة التكوين والتكوين المهني والتكوين المستمر، وكذلك جميع التكوينات التي من شأنها أن تشكل قاطرة تواكب التطور الاقتصادي وتساهم في خلق الدينامية المرجوة في سوق الشغل.
وأبرز أن هذا المخطط يرتكز على خمسة محاور أساسية تتعلق بدعم خلق مناصب الشغل من خلال وضع إجراءات تهدف دعم الاستثمارات المنتجة لفرص الشغل كميا ونوعيا، وبملاءمة التعليم والتكوين مع متطلبات سوق الشغل، وبتكثيف البرامج النشيطة للتشغيل ودعم الوساطة، ثم تحسين ظروف العمل واشتغال سوق الشغل، وأخيرا دعم البعد الجهوي في التشغيل.
وأشار الوزير، من جهة أخرى، إلى أن هذا اللقاء يعتبر خطوة بالنسبة للجميع، كل من زاويته، لرفع تحدي وضع الثروة البشرية في موقعها الطبيعي ألا وهي وضع القيادة والمحرك الأساسي للتنمية، وبالتالي رفع تحدي تحويل الطاقات البشرية إلى عنصر تطوير وتنمية.
ويناقش المشاركون في هذا اللقاء المنظم على مدى يومين، بمشاركة على الخصوص وزيرة الشغل والتعليم التقني والتكوين المهني بمدغشقر السيدة ليديا رحاريمالاطا توتو، ورئيس الكونفدرالية الأفريقية للموارد البشرية السيد أريف سالورو، ومسؤولين وخبراء في مجال الموارد البشرية من عدة بلدان إفريقية، محاور تهم بالخصوص "محرك التنمية بأفريقيا" و"كيف يمكن تطوير الكفاءات التي تحتاجها أفريقيا"و"دور ومهمة الموارد البشرية في تسريع وتيرة الرقمنة في أفريقيا".