الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
زيادة ضرائب العقارات في دول منطقة "مينا"

الرباط -المغرب اليوم

دعا عمرو عدلي، في مقال نشره بموقع وكالة بلومبرغ للأنباء الدولية، الدول العربية إلى عدم إغفال الضرائب على العقارات على اعتبار أنها أفضل علاج لإعادة التوازن بين مداخيل المواطنين وتوزيع فعال للثروة.وجاء في مقال عدلي، وهو أستاذ مساعد بالجامعة الأمريكية في القاهرة، أن العديد من الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) تحرص على تسريع النمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل تحت ضغط متزايد من السكان الذين يطالبون بفرص اقتصادية وعدالة اجتماعية.

وأضاف صاحب كتاب "إصلاح الدولة والتنمية في الشرق الأوسط" أن سياسات هذه الحكومات، في الجزء الأكبر منها، تُعطي الأولوية لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية الخاصة على حساب إعادة توزيع الدخل والثروة.وفي نظر الاقتصادي المصري، فإن هذه الدول، ومن بينها المغرب، أغفلت فاكهة ناضجة وسهلة المنال تتمثل في زيادة الضرائب المفروضة على العقارات وتحسين جمعها وبالتالي المساعدة على تلبية المطالب الخاصة بالعدالة الاجتماعية، ناهيك عن تحفيز التنمية الاقتصادية.

وتُشكل ضرائب العقار 5,8 في المائة من إجمالي إيرادات الضرائب في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفق إحصائيات سنة 2017. وقد بلغت حصتها 9,5 في المائة في فرنسا، و12,5 في المائة في بريطانيا، و16 في المائة في الولايات المتحدة الأمريكية.لكن في المقابل، تشير الإحصائيات إلى أن بُلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديها حصيلة ضعيفة في هذا الصدد، حيث الضرائب العقارية ضعيفة مقارنة بالضرائب غير المباشرة والإيرادات غير الضريبة.

وحسب مقال بلومبرغ، ولدى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إمكانات محدودة فيما يخص تضريب اقتصاداتها، فعلى الرغم من أن هذا الأمر مرتبط تاريخياً بالريع النفطي فإن نفس الشيء لوحظ أيضاً في البلدان غير النفطية.في سنة 2018، كانت نسبة الإيرادات الضريبية بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي في حدود 21,9 في المائة في المغرب، و21 في المائة في تونس، وفي حدود 12,5 في المائة في مصر، مقابل 40,3 في المائة في الاتحاد الأوروبي.

وتكشف أرقام التقرير أن حصة ضريبة العقار من إجمالي الإيرادات كانت في حدود 0,92 في المائة في تونس وفق إحصائيات سنة 2017، وفي حدود 0,55 في المائة بالنسبة لمصر سنة 2016، ويشكل المغرب استثناءً في الصدد بحصة تصل إلى 5 في المائة سنة 2017.وكنتيجة لما سلف ذكره، وعلى الرغم من أن القطاع العقاري في دول المنطقة يجذب استثمارات كبيرة، فإنه لا يساهم إلا بشكل قليل في الإيرادات الضريبية.

كما لم يؤد الاستثمار العقاري إلى تطوير الأصول القابلة للتداول والإنتاجية بشكل يمكن أن يقلل من العجز المزمن في ميزان الأداءات في المنطقة عن طريق زيادة الصادرات أو تخفيض الواردات، وهذا الوضع يساهم في حدوث أزمات ضريبية طويلة الأمد، لا سيما بالنسبة للدول غير النفطية؛ وهو ما يزيد من التفاوتات في توزيع الدخل والثروة ويرفع الشعور بالظلم.وتُعرف ضرائب العقار بكونها ضرائب مباشرة، ويمكن أن تكون تصاعديةً لتخدم هدفا العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة، وهي ضرائب يمكن أن تستهدف الممتلكات التي يمكن تسجيلها بسهولة من طرف الدولة وبالتالي التغلب على مشاكل ضعف القدرة المؤسساتية لجمع الضرائب.

ويوضح مقال بلومبرغ أن الأصول العقارية، عكس الأصول المالية، لا يمكن تحويلها إلى الخارج كما لا يمكن إخفاؤها، وبما أن القطاع غير المهيكل يمثل جزءًا كبيراً من اقتصادات منطقة "مينا" فإن العقارات بمثابة وكيل جيد للدخل والثروة وبالتالي مُحاربة التفاوتات.وبالإضافة إلى ذلك، فإن ضرائب العقارات تعتبر أداء للتنمية الاقتصادية، وهي ليست ضريبة على الرأسمال بالنسبة للدول التي تفتقر إلى هذا المُنتج وينبغي عليها تشجيع الاستثمار، ولذلك من غير المرجح أن تساهم هذه الضريبة في هروب الرأسمال أو تقليل الاستثمار اللازم للنمو وخلق فرص العمل.

ويرى صاحب المقال أن "على العكس من ذلك، من المُحتمل أن تساعد ضرائب العقار في تصحيح مشكلة هيكلية في جميع اقتصادات الدول العربية المتمثلة في الانتشار الكبير للقطاعات غير القابلة للتداول، إضافة إلى القطاعات التي تخضع للمضاربة مثل البناء والخدمات العقارية التي تسود فيها حالات الفساد والرأسمالية المبنية على المحاباة.وتشير معطيات بلومبرغ إلى أن العقارات تستحوذ في العديد من الدول العربية على مُعظم مدخرات الطبقة الوسطى؛ وهو ما يخلق أصولاً "ميتة" ويحد من احتمالات تطوير الأسواق المالية لخدمة الاستثمار في القطاعات الأكثر إنتاجية والقابلة للتداول، وبالتالي التأثير إيجابياً على وضع ميزان الأداءات.ويعتقد الكاتب المصري المختص في الاقتصاد أن "الضرائب العقارية يُمكن أن تساعد على تصحيح هيكل التحفيزات، وتوجيه الادخار نحو القطاعات الأكثر إنتاجية؛ مثل التصنيع والخدمات ذات المهارات العالية.

قد يهمك ايضا :

الملك المغربي يبعث برقية تهنئة إلى شكيب العلج بانتخابه رئيسًا لـ "اتحاد المقاولات"

تشيلي تبحث عن ترويج الاتفاقيات التجارية في المغرب وزيادة الفرص بين البلدين

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

صندوق النقد الدولي يتوقع أن يُحقق الاقتصاد المغربي نمواً…
صندوق النقد الدولي يُعرب عن قلقه بشأن آفاق الاقتصاد…
بنك عودة اللبناني يبيع مصرفه أودي في تركيا لصندوق…
المندوبية السامية للتخطيط في المغرب تُعلن تباطئ معدل التضخم…
الحكومة المغربية تُشدّد مراقبة مسالك التوزيع بالأسواق لقطع طريق…

اخر الاخبار

المغرب يُرحب باعتماد مجلس الأمن "القرار 2756" الذي يقضي…
وزارة الخارجية تُعلن استعدادها لتقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق…
الحكومة المغربية تُصادق على مرسوم يعيد هيكلة المديريات العامة…
24 شهرا حبسا بحق الشعايري بعدما أدين بالاستيلاء على…

فن وموسيقى

يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…
الموت يغيب الفنان القدير مصطفى فهمي عن عمر 82…
رحيل الفنان حَسَن يُوسِف عن عمرٍ ناهز التِّسعين عامًا…
هند صبري تتحدث عن مشوارها الفني وأبرز الموقف التي…

أخبار النجوم

الكينج محمد منير يعبر عن سعادته بالمشاركة في احتفالية…
حسين فهمي في فعاليات مهرجان الجونة السينمائي
محمود حميدة يحكي أن لا غنى للمجتمع عن الفن…
عمرو يوسف ومي عز الدين يفتتحان "موسم الرياض" المسرحي

رياضة

وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية
لاعبين مغاربة خارج المرشحين لجائزة الأفضل في إفريقيا
ميسي يتقاضى أكثر من إجمالي رواتب لاعبي 22 فريقاً…

صحة وتغذية

عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…
تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام…
آثار التدخين يُمكن أن تظل في عظام الشخص لقرون…

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يُطلّق عملته الرسمية من الفضة الخالصة وستكون مرفقة…
المملكة المغرببة واليابان يوُقعان اتفاقية قرض بقيمة 1,85 مليار…
أسعار المواد الغذائية المحرك الرئيسي لارتفاع التضخم في المغرب…
الناخبون منقسمون بين كامالا هاريس ودونالد ترامب حول من…
المغرب يعتمد استراتيجية جديدة لتطوير التمويل المناخي في أفق…