كييف - وسيم ياسين
أكدت أوكرانيا أنّ العمل قد بدأ في ثلاثة موانئ من أجل إنشاء "ممرات خضراء" لإتاحة المجال أمام تصدير الحبوب. وقال متحدث باسم الإدارة العسكرية لأوديسا إن فرق البحرية ستعمل على بناء مسالك خارج الموانئ الجنوبية في أوديسا وكورنومورسك وبيفدينيي. وقال المتحدث سيرهي براتشوك إنه حالما يتم فتح الطرق، ستبحر "قوافل" من السفن التي تقودها سفن البحرية الأوكرانية عبر البحر الأسود. وكانت كييف وموسكو قد عقدتا اتفاقاً الأسبوع الماضي للسماح بخروج صادرات الحبوب. ووافقت روسيا، بموجب الاتفاق الذي تم بوساطة من تركيا ومن الأمم المتحدة، على عدم استهداف الموانئ أثناء نقل شحنات الحبوب، بينما تعهدت أوكرانيا بقيادة سفن الشحن عبر المياه الملُغمة.
لكن الاتفاق دخل حالة من الفوضى بعد أقل من 24 ساعة على توقيعه عندما استهدف صاروخان روسيان ميناء في مدينة أوديسا. وقالت روسيا إن الهجوم استهدف سفينة تابعة للبحرية الأوكرانية كانت راسية في الميناء. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم أثبت أن موسكو لا يمكن الوثوق بالتزامها بالاتفاق واتهم روسيا بارتكاب أعمال "همجية". وفي صباح الأربعاء، حذر نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو من أن الاتفاق قد ينهار إن لن تزل المعوقات أمام الصادرات الزراعية الروسية، حسبما أفادت وكالة أنباء انترفاكس الروسية. وعلى الرغم من حالة الغموض، إلا أن براتشوك قال إن أوكرانيا تعتزم الالتزام بالاتفاق وتعهد بتنفيذ ما عليها من التزامات، على الرغم من خطر "عدوان" روسي.
وقال إن الجيش والمتخصصين المدنيين "سيبحثون بعناية عن الأجسام تحت الماء، ويركّبون وسائل خاصة من المعدات الملاحية التي ستساعد على سلامة الملاحة". يأتي هذا في الوقت الذي افتتح فيه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مركز تنسيق مشترك للحبوب في اسطنبول. وسيعمل هذا المركز، الذي يضم مسؤولين أوكرانيين وروس، إضافة إلى مراقبين أتراك وأمميين على ضمان المرور الآمن للسفن الأوكرانية وتفتيشها بحثاً عن الأسلحة لدى دخولها وخروجها من البحر الأسود. وقال أكار الصحفيين إن "طاقم العاملين في هذا المركز يدركون أن أعين العالم مسلطة عليهم. ونحن نأمل بأن المركز سيقدم المساهمة العظيمة الممكنة للاحتياجات الإنسانية والسلام".
وأضاف أكار بأن حوالي ثُلث إمدادات العالم من القمح تأتي من أوكرانيا وروسيا.
وأعرب إلنور جيفيك، كبير مستشاري الرئاسة التركية، في حديث لبي بي سي، عن أمله بصمود الاتفاق. وقال: "أنا متفائل للغاية بأن الاتفاق سينجح. وتركيا قامت بعمل جيد في جلب الطرفين المتحاربين والأمم المتحدة معاً. لذا أنا متفائل للغاية. لقد تواصلنا مع الروس وهم جديون للغاية. فالاتفاق هو لمصلحة روسيا ولمصلحة أوكرانيا. وبالتالي عندما كان الوضع مربحاً للطرفين وافقوا عليه". هنالك حوالي 20 مليون طن من الحبوب المعدة للتصدير عالقة في أوكرانيا، والرئيس زيلينسكي حذر من أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 75 مليون طن بعد حصاد موسم هذا العام. في هذه الأثناء، يتواصل القتال العنيف في أوكرانيا، حيث لا يزال الهجوم المضاد الجنوبي الذي شنته كييف يواجه مقاومة صلبة.
وأكد المسؤولون الذين عينتهم روسيا في مدينة خيرسون المحتلة أن هجوماً بالمدفعية الأوكرانية دمر بشكل كبير جسر أنطونيفيسكي، مما أدى إلى إغلاقه. وقال أنطون جيراشينكو، وهو مستشار بارز للرئيس زيلينسكي، إن الهجوم "وجه ضربة قوية أخرى لواحد من الجسرين اللذان يستخدمهما الغزاة لنقل الجنود بأعداد كبيرة". وكانت القوات الروسية تعتمد على هذا الجسر، الذي يعتبر أحد معبرين فوق نهر دنيبرو بالقرب من خيرسون، في إعادة إمداد القوات الموجودة إلى الغرب من النهر. واستهدفت كييف هذا الجسر بكثافة خلال الأيام الأخيرة على أمل عزل قوات موسكو. وقال سيرغي خلان، وهو مسؤول أوكراني رفيع، إن الهجوم المضاد يحقق أهدافه وإن المنطقة "سيتم تحريرها بالتأكيد بحلول سبتمبر/ أيلول". لكن وزارة الدفاع البريطانية قالت إن أوكرانيا عانت على الأرجح من نكسات في أماكن أخرى.
قد يهمك ايضاً