الدار البيضاء -جميلة عمر
كشف تقرير ميداني عن مهمات مراقبة قامت بها السلطات في 70 مجزرة جماعية في المملكة على مدى 8 سنوات ماضية، عن إثارة معطيات صادمة ستجعل المواطنين يفكرون مليون مرة قبل أن يتناولوا اللحوم الحمراء.
والتقرير الثاني الذي أصدره مراقب المملكة ادريس جطو كشف النقائص التي تعتري جودة التدبير والظروف الصحية المحيطة بأعمال الذبح وتوزيع اللحوم، كما دعا التقرير الصادم السلطات بشكل ملح إلى اتخاذ التدابير المناسبة لمعالجة أوجه القصور وتصحيح الاختلالات التي تم رصدها، حيث أوضح التقرير الذي راقب 70 مجزرة لحوم في المملكة، منذ 2007 إلى حدود 2015، أن كلها لا تحترم معايير الجودة والصحة، وتوجد أغلبها وسط التجمعات السكنية، وهو ما يزيد من المخاطر الصحية الناتجة عن تصريف النفايات وانتقال الأمراض.
وكذلك فقد كشف التقرير الجديد لجطو أن غالبية المستخدمين وجزاري الجملة يدخلون إلى هذه المجازر، ويتنقلون بين المنطقة النظيفة والملوثة من دون المرور بنظام للتعقيم، ولم تقف المعطيات الصادمة عند هذا الحد بالنسبة لتقرير جطو، بل إن الأخطر أن جل هذه المجازر لا ترتبط بشبكات الماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير، مما يؤثر على السلامة الصحية لعملية الذبح، لأنه في أحيان كثيرة، تضيف معطيات التقرير، يتم التزود من آبار غير مراقبة صحيًا.
فضائح ما يجري داخل مجازر المملكة ليست هي الشيء الوحيد، بل إن خطر المس بصحة المواطنين يتعقبهم داخل بيوتهم، فقد كشف التقرير الأسود نفسه، أن شاحنات نقل اللحوم إلى المستهلكين لا تحترم المعايير الواجب توفرها في نقل اللحوم المعرضة للتلف سريعاً، ولا تتوفر على الموافقة من السلطات وغير مجهزة بآليات التبريد والعزل الحراري، ولا تخضع للفحص التقني والصحي.