الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
الباعة المتجولين في المغرب

كلميم - صباح الفيلالي

تواصل السلطات العمومية في مدينة كلميم حملاتها ضد ظاهرة فوضى احتلال الملك العمومي، لاسترداد وتحرير الطرقات من الفراشة والباعة المتجولين في كلٍ من شارع الجيش الملكي وشارع الواد الذي يصطف فيه الباعة بعراباتهم التي تباع فيها المواد والسلع المختلفة، والذي يشكل موقعًا تجاريًا مهمًا يدر أرباحًا جيدة باعتباره منطقة استقطاب للزبائن من الشرائح الاجتماعية المختلفة. وأدت الحملة إلى عمليات كر وفر بين السلطة والباعة، خصوصًا أصحاب المحلات والمقاهي الذين تجاوزوا المساحة المحددة لهم من الرصيف، واحتلوه بالكامل معرضين حياة الراجلين للخطر، خصوصًا في ظل الفوضى والازدحام الذي يعرفه الشارعان سواء بمناسبة الأعياد أو بمناسبة الموسم الدراسي، والتي خلفت ردات فعل غاضبة من الباعة المتجولين وحتى بعض المواطنين الذين يرون في هذه السلع المعروضة ضالتهم المنشودة.
واستحسن أصحاب المحلات التجارية هذه العملية وطالبوا باستمرارها بعد تضررهم من المنافسة الغير الشريفة التي فرضها عليهم هؤلاء الباعة المتجولين، وما ترتب عليه من كساد بضائعهم، وهددهم بالإفلاس نظرًا لتأديتهم للضرائب وغيرها من الالتزامات التي أثقلت كاهلهم.  وفي الوقت ذاته تحتل الفئة الأكبر منهم، هي الأخرى، الملك العمومي بشكل فاضح وتنشر بضائعها في الخارج للاستفادة من ربح مضاعف.
وتبقى الانتقادات الموجهة للباعة المتجولين، والذين اشتكوا من هذه الحملات، التي يعتبروها تأتي لقطع أرزاقهم، محملين المسؤولية للجهات المختصة، لأنها لم توفر لهم فضاءات أو أماكن لتنظيم نشاطهم التجاري واحتوائهم في أسواق أو ما شابه تكون مناسبة وقادرة على استقطاب نسبة كبيرة من الزبائن، ويتعلل هؤلاء بظروفهم المعيشية القاسية والبطالة التي يرزخون تحت ثقلها. وأنهم لم يلجئوا إلى هذه المهنة بشكل اختياري بل فرضتها عليهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي أجبرتهم على الهجرة من مدنهم الأصلية، آملين في حل مشاكلهم. ويعد هذا النشاط مصدر عيش وحيد لهم، خصوصًا أنهم يعيلون أسر تتكون من العديد من الأفراد في غياب أي مورد رزق آخر.
أما بالنسبة لأبناء المنطقة الحاصلين على شهادات تعليمية جامعية، فإن مزاولة النشاط جاءت إرغامية لهم، لعدم إيجاد أي فرص عمل تمكنهم من تحقيق ذواتهم، وللفرار من شبح البطالة الذي طال أبناء الإقليم، الذي يقدر العاطلين عن العمل فيه، ما بين 2500 و3000 من حاملي الشهادات. ونظرًا لكون المنطقة تفتقر لآليات التنمية والتشغيل في غياب تام لقطاع خاص كإنشاء المصانع والمقاولات التي من شأنها ضمان أو توفير فرص عمل على غرار ما هو معمول به في الأقاليم الشمالية، على الرغم من توفر الإقليم على مؤهلات طبيعية ضخمة وموقع استراتيجي مهم، تبقى البطالة والتي بلغت 17% هي الطاغية، ويبقى معها الحل البديل، هو الالتجاء إلى هذا نشاط لانتشالهم من أوضاعهم الصعبة.
وبالتالي فبدل المحاربة والمطاردة والتهديد بمصادرة سلعهم وبضائعهم التي تعد مصدر رزقهم، كان بالأحرى العمل وضع هذه الوضعية الاجتماعية في الحسبان والعمل على توفير فرص عمل، وقتها يبدي هؤلاء الباعة استعدادهم التام على مغادرة المكان فورًا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في…
بنك المغرب يُفيد بأن احتياجات السيولة لدى البنوك بلغت…
البنوك المغربية تُواجه تحديات متزايدة مع الاتحاد الأوروبي لتشديد…
نشوة الانتخابات تضع إنفيديا على رأس الشركات الأكثر قيمة…
أسعار الذهب تتراجع عالميًا بعد فوز ترامب في الانتخابات…

اخر الاخبار

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
إنعقاد المؤتمر الدولي بالداخلة حول "المبادرة المغربية للحكم الذاتي
وزير الداخلية المغربي يدعو إلى التصدي للنقل "غير القانوني"…
رئيس الحكومة المغربي والشيخة المياسة يفتتحان منتدى الأعمال القطري…

فن وموسيقى

حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تشعل حماس جمهورها في الكويت استعدادًا…
مروان خوري يحيي حفلا غنائيا في الكويت 12 ديسمبر
عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الاقتصاد اللبناني يؤكد أن بلاده لن تتحمل أي…
مطالب باستجواب وزيرة الانتقال الطاقي أمام البرلمان المغربي عن…
ارتفاع أسعار الدواجن يجر وزير الفلاحة المغربي للمساءلة البرلمانية
التوصل إلى اتفاق ينهي أزمة المصرف المركزي في ليبيا
والي بنك المغرب يرفض تحميل مسؤولية ارتفاع الكاش إلى…