الرباط - المغرب اليوم
في الوقت الذي مازال فيه إنتاج الهيدروجين مجالاً بكراً لا تتوفر بخصوصه العديد من الإجابات الدقيقة في المغرب والعالم، زار وفد أردني، يترأسه حسن الحياري، مساعد الأمين العام لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، المغرب للقاء العديد من ممثلي الجهات الرسمية المغربية في وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وفي الوكالة المغربية للطاقة المستدامة ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة.
وحسب بيان رسمي صدر عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، فإن هذه الزيارة، التي جرت أمس السبت، تأتي “بغاية الاطلاع على التجربة المغربية في مجال الهيدروجين”، بحيث تمت مناقشة التجربتين الأردنية والمغربية على مستوى السياسات والتشريعات وتطبيقات الهيدروجين المحلية والمعايير البيئية ومستوى الاستهلاك المحلي والتصدير والشراكات المحتملة مع مستهلكي الهيدروجين.
وأثناء الزيارة، اطلع الوفد الأردني على المشروع التجريبي المغربي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومشاريع طاقة شمسية بحثية ومختبرات البحث والتطوير، كما قام الوفد بزيارة ميدانية إلى مركز الطاقة الخضراء في منطقة بنجرير المغربية، التي تعتبر منصة للتجارب والبحث والتدريب في مجال الطاقات المتجددة.
محمد السحايمي، باحث في مجال الطاقات المتجددة، اعتبر أن المغرب فطن لارتفاع الكلفة الطاقية، فـ”انخرط مبكراً في تغيير النمط التقليدي في إنتاج الطاقة، وليس عبثًا رؤية دول أوروبية تخطب ود المملكة المغربية في استيراد الطاقة عبر وسائل متجددة ونظيفة”، لافتا إلى أن “بريطانيا، مثلًا، سيربطنا معها أطول كابل كهربائي في العالم سيُوفر لسبعة ملايين منزل بريطاني كهرباء مُنتَجا بشكل كامل من الطاقة النظيفة، تحديدا الريحية والكهربائية”.
وأضاف السحايمي، في تصريح لهسبريس، أن “المملكة المغربية منفتحة بشكل كامل لتوفير إنتاجها الطاقي لكل دول العالم الراغبة في الاستفادة من التجربة المغربية في ميدان الطاقة النظيفة، بما فيها الهيدروجين”، موردا أن “المغرب اليوم ما فتئ يرسم مساراً جديداً لإبراز جديته في المنتظم الدولي والأممي، وفي خدمته لقضايا المناخ من خلال رسمه لمسار جديد في إنتاج الطاقة عن طريق الهيدروجين الأخضر، باعتباره من البدائل المستقبلية”.
وأشار المتحدث إلى أنه “مازالت هناك تحفظات وسط البيئيين تلوح في الأفق من هذا المنتوج الطاقي نظرا لاستنزافه للماء وغيره مما يعتبرونه ضررا”، مفسرا بأنه “مع ذلك، لا أحد ينكر منافعه في صيانة الكوكب، ولذلك يبقى مسار الهيدروجين الأخضر، الذي يسير فيه المغرب بثبات، أحد الركائز المستقبلية العالمية لإنتاج الطاقة ووسيلة حتمية لتسيير العربات سواء الخفيفة أو الثقيلة”.
وشدد السحايمي على أن “الهيدروجين الأخضر صار خيارا يعول عليه ليكون في خدمة مجال الطيران أيضا، وهو ما رسمته أغلب الدول الأوروبية كمخطط محسوم في السنوات القليلة القادمة”، مفيداً بأن “المغرب اليوم من بين الدول المعول عليها في مد دول العالم بالطاقة المتجددة لما لبلدنا من ريادة وخبرة، وكذلك لموقعها الجغرافي المتميز والمحفز لإنتاج الطاقات النظيفة بكل أشكالها ووضعها رهن إشارة كل الدول الراغبة في خلق شراكة طاقية متجددة مع المملكة المغربية”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الهيدروجين الأخضر أهم البدائل النظيفة التي يراهن عليها المغرب أمام تقلبات أسواق الطاقة