الرباط - كمال العلمي
يبدو أن إسبانيا تسعى جاهدة عبر شركاتها إلى استثمار تقاربها الأخير مع الرباط، والشراكات الاقتصادية التي تجمع بين البلدين، من أجل منافسة الشركات الفرنسية في الاستفادة من صفقات المشاريع التي أطلقتها المملكة المغربية لتطوير بنياتها التحتية.صحيفة “لا إنفورماسيون” الإسبانية أوردت في تقرير لها أن المبالغ المالية المهمة التي خصصتها الرباط لتوسيع خطوط سككها الحديدية ومطاراتها بدأت “تسيل لعاب” كبريات الشركات الإسبانية التي بدأت التنسيق مع حكومة سانشيز من أجل الظفر بصفقات في هذا الإطار.
وأشارت “لا إفورماسيون” إلى مباحثات القمة الإسبانية المغربية في فبراير الماضي، واللقاء الذي جمع وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، ووزير التجهيز والماء نزار بركة، بوزير النقل الإسباني راكيل سانشيز، الذي أكد أن بلاده “تريد أن تكون حاضرة في مشاريع المغرب لتطوير بنياته التحتية”.الصحيفة ذاتها أفادت بأن إبداء الجانب الإسباني اهتمامه بالمشاريع الكبرى التي أطلقتها المغرب بدأ يثير قلق الحكومة والشركات الفرنسية، “المدعومة بعلاقاتها التاريخية مع المغرب والمسؤولة عن إطلاق أول خط سككي فائق السرعة في المملكة”.ويبدو أن الرباط، التي تمر علاقاتها مع باريس بفترة حرجة، بات أمامها اليوم عدد من الخيارات والعروض الدولية على غرار العرضين الإسباني والصيني، فيما يستبعد محللون أن تظفر فرنسا بإحدى هذه الصفقات في ظل الأزمة الصامتة بين البلدين.
أرضية مواتية
خالد بن علي، الخبير الاقتصادي، قال إن “اهتمام الدول الأوربية بالاستثمار في المشاريع المغربية كان نتيجة الأرضية القانونية التي وفرها المغرب، وأهمها الميثاق الجديد للاستثمار، والاستقرار السياسي الذي يتمتع به البلد”.وتابع الخبير ذاته بأن “المغرب فتح على امتداد السنوات الماضية مجموعة من الأوراش لتحديث بنياته التحتية”، مسترسلا بأن “المملكة أصبحت تتوفر اليوم على جميع الإمكانيات التي تجعلها قطبا للاستثمار”.
وحول العروض التي تلقاها المغرب في هذا الصدد، أفاد بن علي، في تصريح، بأن “الرباط سبق أن أكدت على لسان ملك البلاد أن التعامل مع المغرب يجب أن يكون ذا بعد شمولي وليس الاستفادة اقتصاديا والتعبير عن مواقف غامضة على المستوى السياسي”، في إشارة إلى فرنسا.
وضع مريح
من جهته قال بدر زاهر الأزرق، محلل اقتصادي، إن “الشريك الإسباني للمملكة يتمتع بوضع مريح في المشهد الاستثماري المغربي”، مضيفا أن “حالة التباعد السياسي بين الرباط وباريس تزكي طرح تفضيل الوجهة الإسبانية على نظيرتها الفرنسية”.وشدد المتحدث ذاته، في تصريح ، على أن “إسبانيا من الدول الرائدة على مستوى تشييد السكك الحديدية وشبكات القطارات السريعة على المستوى الأوربي”، مؤكدا أن “مدريد بإمكانها تقديم عروض مغرية من أجل الظفر بحصة من المشاريع الاستثمارية بالمغرب، على غرار العروض الصينية”.وأشار الخبير عينه إلى أن “الأزمة السياسية بين فرنسا والمغرب ألقت بظلالها على واقع الشراكة بين البلدين، وتعطي أفضلية للشركات الإسبانية في ظل التقارب بين مدريد والرباط”، مشددا في الوقت ذاته على أن “المغرب رغم ذلك يأخذ بعين الاعتبار مسألة الكلفة والجودة في ترجيحه كفة طرف على حساب آخر”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وزير النقل واللوجيستيك المغربي ونظيره الإماراتي يخطُوان نحو تطوير التعاون في مجال النقل بين البلدين
وزارة النقل المغربية تُقلص "الفاتورة الطاقية" بنسبة 30 بالمئة في البنايات الإدارية