الرباط - المغرب اليوم
تم استعراض التجربة المغربية في قطاع المعادن والفرص الاستثمارية الواعدة التي تتيحها المملكة يوم أمس الجمعة أمام المستثمرين، خلال الدورة الـ10 لمنتدى «الصين – آسيان» للتعاون المعدني التي احتضنتها على مدى ثلاثة أيام مدينة «نانينغ» حاضرة محافظة « قوانغشي » بجنوب الصين. وتمحورت أشغال هذا المنتدى الذي شارك فيه وفد مغربي برئاسة نائب سفير المغرب في بكين مراد العياشي، ومسؤولون بوزارة الطاقة والمعادن والبيئة، وممثلون عن إقليم خنيفرة، ومسؤول شركة « شرفة » المغربية للمعادن، حول التطور والتحديات التي يعرفها قطاع المعادن، وإبراز التجارب المختلفة في مجال تدبير القطاع المعدني والنهوض به، وكذا تقاسم الخبرات وتعزيز التعاون والشراكات في المجال.
وأبرز كل من مصطفى وارفو، رئيس مصلحة الصناعة المعدنية، ونعيمة أجنيوي رئيسة مصلحة تدبير الاتفاقيات والرخص المعدنية بوزارة الطاقة والمعادن والبيئة خلال هذا المنتدى، الاستراتيجيات الطموحة التي اعتمدها المغرب في القطاع المعدني، والدينامية التي تشهدها الصناعة المعدنية، وكذا الفرص الاستثمارية الواعدة التي يتيحها القطاع أمام المستثمرين. وأوضحا المسؤولان أن القطاع المعدني يشكل مكونا أساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب وذلك بفضل توفره على بيئة جيولوجية مواتية الغنية بالموارد المعدنية، مبرزان أن المغرب لديه خبرة في المجال المعدني كما يشهد على ذلك تواجد استغلالات ومناجم معدنية في مختلف مناطق المملكة.
وأشارا إلى أن أهمية القطاع المعدني بالمغرب تتجسد في مساهمته في الناتج الداخلي الخام بنسبة 10 في المائة، وحصته المهمة في قيمة الصادرات الوطنية التي تصل إلى 21 في المائة، وكذا عائداته الإيجابية على التنمية الإقليمية. وذكرا أن الانتاج المعدني الوطني بلغ العام الماضي ما مجموعه 36,8 مليون طن، شكل فيه الفوسفاط حصة الأسد بأزيد من 90 في المائة، فيما بلغ رقم المعاملات 62,5 مليار درهم، إلى جانب مساهمته في توفير مناصب شغل تزيد عن 40 ألف منصب.كما تطرقا إلى مجمل الإصلاحات التي اعتمدها المغرب للنهوض بالقطاع المعدني وكذا الفرص الاستثمارية الواعدة التي يتيحها للمستثمرين المغاربة والأجانب. وأكد العياشي في كلمة خلال هذا المنتدى، أمام نائب وزير الطاقة والمعادن الصيني ووزراء ومسؤولين من بلدان الآسيان وإفريقيا، وفاعلين اقتصاديين ومحليين، على الأهمية التي يوليها المغرب للنهوض بالقطاع المعدني وتعزيز الشراكات والتعاون والاستثمار في المجال، داعيا الفاعلين الى المشاركة في الدورة المقبلة لملتقى مراكش الدولي للتعدين التي ستنظم في اواخر شهر يونيو 2020.
وأشار إلى فرص الاستثمار الواعدة المتاحة بالمغرب أمام الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال الصينيين والآسيويين بشكل عام للاستثمار في القطاع المعدني، مبرزا أن المملكة تزخر بثروات وإمكانات معدنية مهمة على الصعيد العالمي والإقليمي وخاصة الفوسفاط. وأبرز سفير المملكة عمق العلاقات القائمة بين المغرب والصين، والتي شهدت دينامية أكبر عقب الزيارة التي قام بها الملك محدد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية سنة 2016، وأرست شراكة استراتيجية تشمل مختلف المجالات فضلا عن توقيع المغرب على مذكرة تفاهم حول مبادرة « الحزام والطريق » في نونبر 2017 ،والتي تعتبر خطوة مهمة نحو تكثيف التعاون بين البلدين.
وعلى هامش هذا المنتدى وقع المدير العام للمصالح بالمجلس الإقليمي لخنيفرة، محمد العلوي المدغري، ومدير عام مكتب البحث الجيولوجي والمعدني بغوانتشي، السيد « شان ماو ثانغ » على مذكرة تفاهم للتعاون في عدد من المجالات من بينها القطاع المعدني، بين إقليم خنيفرة وغوانتشي وذلك في إطار التعاون اللامركزي بين البلدين. وتهم مذكرة التفاهم التعاون بين الإقليمين في ثلاثة محاور أساسية تهم مجال الموارد المعدنية، وتطوير السياحة المستدامة والثقافية، وتطوير التعاون الجامعي. ويأتي هذا الاتفاق عقب سلسلة من الزيارات التي قام بها مسؤولو محافظة « قوانغشي » إلى إقليم خنيفرة، ومباحثاتهم مع المسؤولين المحليين حول إمكانات تعزيز التعاون بين الجانبين.
وحضر حفل هذا التوقيع كل من نائب سفير المغرب في بكين والمدير العام للوكالة الحضرية لخنيفرة مراد عامل، وممثل جامعة السلطان مولاي سليمان لحسن شيلاس، ومولاي يوسف بنيشو المدير العام لشركة « شرفة » للمعادن، التي تعتبر عضوا في الجمعية الوطنية لتنمية التعاون المغربي الصيني. وتميز هذا الحدث بتقديم الخطوط العريضة لمخطط تهيئة إقليم خنيفرة من قبل المدير العام للوكالة الحضرية بالإقليم، والذي يتضمن إحداث منظومة إيكولوجية ومؤسسة جامعية بتعاون مع الجانب الصيني.
قد يهمك أيضًا :
عمال جرادة يعتصمون ضد تماطل وزارة الطاقة والمعادن
فضيحة تهزّ أركان وزارة الطاقة والمعادن المغربية