الرباط - كمال العلمي
قالت مجلة “ماريتيم اكسوكتيف” العالمية إن موقع المغرب المتميز في شمال إفريقيا، المواجه للبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، جعله شريكا تجاريا هائلا مع الدول الأوروبية الصناعية في خططها لتحقيق الاستقرار في سلاسل التوريد.وأضافت المجلة أن “الاستثمار الهائل للمغرب في قطاعي النقل والخدمات اللوجستية جعله مركزا تجاريا استراتيجيا. من الموانئ والمجمعات الصناعية الواسعة في طنجة المتوسط في الشمال إلى البناء الجاري لميناء الداخلة الأطلسي في جنوب المغرب، من الواضح أن الحكومة المغربية تسعى إلى وضع البلاد كمركز للتصنيع والشحن”.
وتابعت “ماريتيم اكسوكتيف” بأن هذا هو سبب تجديد ألمانيا مؤخرا تركيزها على تعميق الشراكة التجارية مع المغرب. قائلة: “لقد أصبح المغرب مكانا مفضلا لشبه التقارب للشركات الألمانية التي تسعى إلى تثبيت سلاسل التوريد الخاصة بها، وساعدت حرب روسيا ضد أوكرانيا في تحفيز هذه العملية”.وبحسب المصدر نفسه، ترتبط الشراكة الاقتصادية بين ألمانيا والمغرب بسلاسل قيمة صناعة السيارات؛ فوفق بيانات الجمارك المغربية، صدر المغرب سلعا بقيمة 1.1 مليار دولار إلى ألمانيا في عام 2020، وكانت السيارات هي المنتجات الرئيسية.
وأوضحت المجلة أن “نهوض قطاع السيارات في المغرب قد تيسر من خلال خطة التسريع الصناعي للرباط 2014-2020، التي حفزت، جنبا إلى جنب مع التطوير المتزامن للنقل عالي السرعة وعالي السعة، مصنعي السيارات الأجانب على إقامة مصانعهم في المغرب مع تمثيل الشركات الألمانية من بينهم”، حسب تصريح للبروفيسور مايكل تانشوم، خبير شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ورقة نشرها مؤخرا المعهد المغربي لتحليل السياسات.
وأضافت “ماريتيم اكسوكتيف” قائلة: “ستثبت سلسلة توريد السيارات المغربية أنها ذات قيمة بالنسبة لمصنعي السيارات الأوروبيين بعد أن غزت روسيا أوكرانيا، مما أدى إلى تعطيل إمدادات أسلاك المركبات”. وتابعت: “لحسن الحظ كان لدى الشركات الألمانية خيار تحويل التركيز إلى المغرب”.يذكر أن أوروبا تستحوذ على 63,4 في المائة من إجمالي المبادلات التجارية للمغرب مع العالم برسم سنة 2021.
وبحسب معطيات صادرة عن مكتب الصرف، فقد بلغ حجم المبادلات التجارية للمغرب مع القارة الأوروبية حوالي 543 مليار درهم، منها 323 مليار درهم واردات و219 مليار درهم صادرات.وكان روبرت دولغر، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية المعتمد لدى المملكة المغربية كشف في حوار مع أن العديد من الشركات الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات باتت مهتمة بالاستثمار في المغرب في ظل تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أسعار النفط تقفز إلى أعلى مستوياتها منذ 2008 مُتأثرة بالأزمة الروسية الأوكرانية