الجزائر - عمّــار قـــردود
كشفت مصادر جزائرية مقرّبة من وزير النقل والأشغال العمومية الجزائري الجديد عبد الغني زعلان، أنّ الوزير الجديد قد أعطى أوامره المشددة من أجل الإسراع في وتيرة الأعمال التقنية الجارية حاليًا على قدم وساق حتى يتم إطلاق مشروع خط القطار الرابط بين الجزائر وتونس في أقرب الآجال خاصة خلال فصل الصيف الجاري لتمكين ما يربو عن مليون جزائري بالتنقل إلى تونس لقضاء عطلة الصيف.
وأفادت ذات المصادر لـ"المغرب اليوم" أن وزير النقل الجزائري سيقوم بزيارة ميدانية لتفقد سير أعمال المشروع ولحث الشركات المسؤولة على تنفيذ الأعمال بالإسراع قدر المستطاع، وأشارت مصادرنا إلى أن السلطات الجزائرية تفنّد بشكل قطعي وجود أي عراقيل أو أسباب أخرى حالت دون إطلاق خط القطار بين الجزائر وتونس في وقته المحدد في شهر مايو/أيار الماضي باستثناء تلك المتعلقة بالجانب التقني البحت ولا شيئ غير ذلك.
وأوضحت أنه وبناء على التقارير التي ترد إلى الوزارة المعنية فإن الأعمال ستعرف بعض التأخر الاضطراري ولكن سيدخل الخط حيز الخدمة والاستغلال منتصف آب/أغسطس المقبل، وسيتم بمناسبة تدشين الخط المذكور دعوة وزير النقل التونسي ووزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي للإشراف بمعية السلطات الجزائرية على إعطاء إشارة انطلاق خط القطار الرابط بين الجزائر وتونس.
وتحدثت بعض المصادر عن مخاوف أمنية بسبب تزايد النشاط الإرهابي في المناطق الحدودية بين تونس والجزائر حالت دون إطلاق خط القطار الرابط بين الجزائر وتونس، حيث تقوم وزارة النقل والأشغال العمومية بإجراءات تأمين القطارات. وتعاني تونس من تزايد نشاط الجماعات الإرهابية وخاصة بعد عودة الإرهابيين من العراق وسورية. وتمكنت سلطات الأمن التونسية من القضاء الإثنين 1 مايو/أيار الماضي على إرهابيين من القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في منطقة "سيدي بوزيد" كانوا يخططون لتنفيذ عمليات في شهر رمضان الماضي.
وتسارع الشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية، الزمن من أجل الانتهاء من الأشغال التقنية التي حالت دون إطلاق مشروع خط القطار الرابط ما بين الجزائر وتونس، الذي كان من المنتظر شهر ماي الماضي، عقب توصل الطرفين الجزائري والتونسي إلى اتفاق أفضى إلى برمجة رحلات أسبوعية لتمكين ما يقارب مليون جزائري بالتنقل إلى تونس لقضاء عطلة الصيف. وأكد المدير العام للشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية "ياسين بن جاب الله" في تصريحات صحافية لوسائل الإعلام الجزائرية، اليوم الإثنين، أن إطلاق أولى الرحلات التجريبية للخط الرابط ما بين الجزائر وتونس، مرهونة في الوقت الحالي، باستكمال الأشغال التقنية، موضحًا أنه فور الانتهاء من جميع العراقيل سيعلن عن موعد أولى الرحلات التي ستسمح لما يقارب لمليون جزائري للتنقل إلى تونسو فند هو الآخر وجود أي عراقيل أو أسباب أخرى ما عدا تلك المتعلقة بالجانب التقني، حالت دون إطلاق خط قطار الجزائر و تونس.
بعد توقف دام 10 سنوات هل سينطلق قطار الجزائر تونس أوت المقبل؟
فبعد توقف ما يربو عن 10 سنوات، يستعدّ التونسيون والجزائريون، منتصف شهر آب/أغسطس المقبل-إذا لم يحدث طارئ ما-، لعودة نشاط خطّ القطار الرابط بين تونس و الجزائر. ومن المنتظر أن يشهد هذا الخطّ الذي يمتدّ على طول 1200 كم من الجزائر العاصمة و حتى تونس العاصمة-فيما تصل الطريق البرية بين تونس العاصمة و مدينة عنابة الجزائرية إلى 324 كيلومترًا-، في رحلة تستغرق ست ساعات، حركية كبيرة خاصة مع انطلاق الموسم السياحي وتصاعد وتيرة نقل المسافرين خاصة من الجزائر نحو تونس، حيث أن الشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية أعلنت في وقت سابق، عن دخول الخط حيز الخدمة بداية شهر مايو/أيار الماضي، والذي قد يتأخر إلى منتصف أوت المقبل، حسب وتيرة الأشغال التقنية التي ذكرها المسؤول الجزائري.ومن المنتظر أن يساهم استئناف خطّ القطار في تخفيف الازدحام على المعابر البرية وتسهيل حركة المسافرين، حيث من المتوقع أن يصل عددهم 600 ألف مسافر، وذلك من خلال تأمين 6 رحلات أسبوعيًا.
فقد برمجت الشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية 6 رحلات في الأسبوع تربط الجزائر العاصمة بتونس حيث سيتمكن من نقل ألف و800 مسافر في الأسبوع، بقيمة 6 ألاف دينار جزائري-حوالي 150 دينار تونسي- للتذكرة ذهابًا وإيابًا، على أن تكون تلك التذاكر صالحة لغاية 3 أشهر.
واتفق الطرفين الجزائري والتونسي في الاجتماع الأخير الذي عقد في تونس شهر نيسان/أبريل الماضي، الى ضبط برنامج الرحلات بالقطار بين الجزائر وتونس، بمعدل رحلة كل يومين، حيث ستكون رحلة الانطلاق الأولى من الجزائر يوم الأحد، فيما تنطلق الرحلة الأولى من تونس يوم الإثنين. وفي يوم الثلاثاء تنطلق رحلة ثانية بالقطار من الجزائر الى تونس، على أن تنطلق رحلة الإياب من تونس نحو الجزائر في اليوم الموالي، أي يوم الأربعاء.
وسينقل القطار الواحد 300 مسافر في كل رحلة، ما يعني أن الشركة الجزائرية للتقل بالسكك ستتمكن من نقل ألف و800 مسافر في الاسبوع.و هو ما أكدته الرئيسة المديرة العامة للشركة التونسية للسكك الحديدية ،سارة رجب،عندما قالت إن هذا الخط، الذي يعدّ الخط الوحيد الذي يربط الجزائر تونس، سيتيح نقل 300 مسافر في الرحلة الواحدة، وستكون هناك رحلة كل يومين، متحدثة عن أن الخط سيشهد كذلك استكمال إجراءات أمنية على الحدود التونسية، كوضع ماسح ضوئي (سكانير) في محطة غار الدماء، بأقصى شمال غرب تونس بالقرب من الحدود الجزائرية، والتنسيق مع شرطة الحدود والجمارك.
التأشير على جوازات السفر يتم داخل القطار على الحدود
وبشأن التفاصيل التقنية المتعلقة بكيفية عبور الحدود، ومراقبة المسافرين ووثائقهم، أفادت مصادرنا أن عملية التأشير على جوازات السفر وتفتيش المسافرين من طرف فرق الجمارك وشرطة الحدود لكلي البلدين، ستتم داخل القطار على مستوى منطقة حدودية.وخلال حديثه عن الاجتماع الاخير الذي جمع بين مسؤولي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ونظيرتها التونسية، أرجعت ذات المصادر أسباب تأجيل الرحلات التجريبية المزمع انطاقها بداية مايو/أيار الماضي، إلى بعض الأسباب التقنية، مؤكدة أنه سيتم برمجة رحلات تجريبية فور الانتهاء من الأشغال.
بشرى سارة للجزائريين الراغبين في زيارتها.....الدخول إلى تونس عبر الحدود البرية سيكون في 5 دقائق فقط
وكشف مصدر جمركي جزائري لـ"المغرب اليوم" أن" الجمارك الجزائرية أعلنت عن إجراءات و تدابير جديدة من أجل تسهيل عبور المسافرين الجزائريين عبر المعابر الحدودية نحو الأراضي التونسية وأن الأمر لن يتطلب إلا 5 دقائق فقط كأقصى حد بعدما كان ذلك يستغرق في السابق نصف ساعة أو أكثر على الأقل، وذلك حسب ذات المصدر بفضل اعتماد تطبيق نظام رقمي خاص بالإجراءات.
وبيّن ذات المصدر، أن الجمارك الجزائرية اطلقت منذ 18 حزيران/يونيو الماضي، تطبيقًا على موقعها الالكتروني، يقوم بتزويد المسافرين باستمارة يستطيعون ملأها وطبعها في بيوتهم، قبل تقديمها أمام المراكز الحدودية.
وجاء هذا التسهيل كبديل للإجراء التقليدي و المعقد الذي كان معمولاً به في السابق، حيث كانت تذكرة العبور عبر الجمارك، تتكفل بها مصالح الجمارك على مستوى الحدود .
و أوضح نفس المصدر ان الخدمة عبر الانترنت تندرج ضمن الخطوات التي اعتمدتها ذات المصالح من أجل توفير تسهيلات إضافية لتنقل المسافرين، ومن أجل القضاء على الطوابير الطويلة الي كانت تتعب المسافرين وتسهيل تنقلاتهم أيضا، كذلك المسافرين الذين يعتمدون الطريقة القديمة، قد يتسببون في تأخير أولئك الذين يحوزون على استمارة العبور المحملة من الموقع الإلكتروني.
وأعلن نفس المصدر، أن هناك وثيقة متوفرة على الموقع الإلكتروني للجمارك الجزائرية، مخصصة للأشخاص ذوي الحركة المحدودة، الذين يمرون عبر ممر مخصص لهم، مباشرة بعد تقديم تذكرة العبور للجمارك.
وتمثل تذكرة العبور، وثيقة تتضمن معلومات خاصة بالمسافر، وكذا المركبة التي يقودها، كما تسمح للمركبات الجزائرية، المعفاة من الحقوق والرسوم، عند شرائها الخروج والدخول من دون الخضوع لإجراءات الجمركة.
وأضاف مصدرنا ان تذكرة العبور، التي يتم تقديمها على مستوى الحدود عند الدخول والخروج من التراب الجزائري، تسمح كذلك تتبع مسار المركبات التي تمر عبر الحدود، وتجنب محاولات الغش، من خلال مراقبة المركبات سواء تلك التي تغادر أو التي تعود الى الجزائر.
أزيد من 90 بالمئة من الرحلات المبرمجة للجزائريين خلال هذه الصائفة ستكون نحو تونس
هذا وقد كشف القائمون على الوكالات السياحية في الجزائر لـ"المغرب اليوم" أن أكثر من 90 بالمئة من الرحلات المبرمجة خلال هذه الصائفة ستكون نحو تونس، التي لا تزال الوُجهة السياحية المفضلة لمعظم الجزائريين دون استثناء بالرغم من دخول عدة دول على الخط و قيامها بتقديم عروض سياحية جد مغرية كمصر، وتركيا، وماليزيا وروسيا.
ومن المرتقب، حسب القائمون على الوكالات السياحية الجزائرية أن تستقبل تونس بداية من عيد الفطر السعيد ما يربو عن 2000 سائح جزائري أسبوعيًا، مؤكدين أن من أهم الأشياء التي تستهوي الجزائريين من أجل التوجه إلى تونس الخضراء هو الأسعار المغرية للرحلات المنظمة إلى أجمل المناطق السياحية التونسية على غرار "جربة و المهدية و المنستير و سوسة و حمامات الياسمين".
وذكر رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، إلياس سنوسي لـ"المغرب اليوم"، أنّ دخول خط النقل بالسكك الحديدية الجزائر- تونس سيسمح للعائلات الجزائرية بقضاء عطلة الصيف بأقل تكلفة، وأوضح أن إطلاق خدمة نقل نوعية ومريحة سيدفع الوكالات السياحية للتعاقد مع الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، على غرار ما هو معمول به مع الخطوط الجوية الجزائرية والشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، للاستفادة من امتيازات الأسعار، والتي بدورها ستخفض عروض قضاء العطلة في تونس.
وكان من المبرمج أن يبدأ خط القطار الرابط بين عنابة-الجزائر- و تونس صيف عام 2016 وفق ما أعلنه بيان سابق للشركة التونسية للسكك الحديدية إلّا أن الانطلاقة تأجلت بسبب عدم تمكن الشركة التونسية من إعادة تهيئة النفق الواقع في الجانب التونسي للسكة الحديدية. وكان من المنتظر أن تنطلق أول رحلة بتاريخ 1 أيار/مايو قبل أن يتمّ تأجيل الرحلة قبل ساعات لدواعي تقنية
. ولفت البيان ذاته أن ثمن التذكرة بين النقطتين سيبلغ ألفي دينار جزائري أو 40 دينارًا تونسيًا (18 دولارًا)، وهو ثمن أرخص بكثير من سعر سيارات الأجرة التي كانت الوسيلة الوحيدة للتنقل، لمن لا يملك سيارة، بين حدود البلدين، غير أن هذا الثمن قد تتم مراجعته نظرًا لخدمات جديدة اشتملها القطار.وتوقف الخط عام 2006 لأسباب تقنية في الغالب، وجرى الاتفاق على إحيائه من جديد إثر لقاء جمع رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد برئيس الوزراء الجزائري السابق عبد المالك سلال. ومن المنتظر أن ينعش الخط حركة السياحة، لا سيما وأن السياح الجزائريين يعدون الجنسية الأجنبية الأولى في قطاع السياحة بتونس بتعداد قدره 2 مليون سائح حسب تقديرات السنة الماضية.وكانت الخطوط الحديدية تجمع المغرب بالجزائر بتونس، إلّا أن التوتر الذي طرأ بين المغرب والجزائر عام 1994 وما تلاه من قرار إغلاق الحدود البرية بينهما أوقف الجزء الغربي من القطار، وبقي جزءه الشرقي يشتغل حتى عام 2006، ممّا خلق ضغطًا كبيرًا على المعابر البرية بين تونس والجزائر.
توافد أكثر من 220 ألف سائح جزائري عبر المعبر الحدودي بملولة حتى 31 ماي الماضي
وزارت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية التونسية "سلمى اللومي" مطلع شهر تموز/يوليو الجاري ، ولاية "جندوبة" التونسية بغية الإطلاع عن كثب على سير العمل بالمعبر الحدودي بـــ"ملولة" وظروف استقبال السياح الجزائريين خاصة بعد إنقضاء شهر رمضان و بداية موسم الصيف و العطلات.واطّلعت الوزيرة التونسية على تقدم أشغال تهيئة وتطوير المعبر الحدودي وتزويده بالمرافق الضرورية كفضاءات الراحة ومراكز الخدمات على غرار تواجد مكاتب لصرف العملة ووكالات أسفار لتقديم أفضل الخدمات للسائح الجزائري واستقباله في أفضل الظروف.
وحسب ما افادت به وزارة السياحة التونسية فقد سجّل المعبر الحدودي بملولة الى غاية 31 مايو/أيار الماضي توافد أكثر من 220 ألف سائح جزائري بنسبة تطور بـ85 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2016.
نصف مليون جزائري زاروا تونس منذ بداية 2017
وتصدّر الجزائريون قائمة السيّاح الوافدين على تونس من منطقة المغرب العربي بتسجيل أكثر من نصف مليون سائح منذ بداية سنة 2017.
وشكّل الجزائريون، حسب إحصائيات رسمية جزائرية وفقا لآخر التقارير حول السياحة في العالم، ثلث عدد السياح الأجانب الذين زاروا تونس منذ بداية السنة الجارية، حيث بلغ عددهم 517 ألف سائح من ضمن مليون و700 ألف سائح مقارنة بالليبيين الذين احتلّوا المرتبة الثانية بأقلّ من 500 ألف.
وأفادت الإحصائيات الخاصة بقطاع السياحة في تونس أن نسبة السياح الجزائريين ارتفعت بـ51 بالمائة مقارنة بـ2016، وأن قطاع السياحة انتعش بـ491 مليون دينار تونسي وبزيادة قدرها 25 مليون دينار تونسي أي بزيادة 5.2 بالمائة مقارنة بـ2016.
ومن المتوقع أن تزيد نسبة انعاش السياح الجزائريين للسياحة التونسية بعد إطلاق خط القطار الرابط بين الجزائر و تونس شهر أوت المقبل بعد سلسلة من التأجيلات و التأخيرات لأسباب تقنية مثلما تم الإعلان عنه من طرف السلطات الجزائرية و التونسية على حد سواء.