واشنطن - المغرب اليوم
استقرت أسعار النفط، الإثنين، فيما قوبل قرار خفض الإنتاج، الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، بارتفاع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة، ما يعني زيادة أخرى في الإنتاج الأميركي. وبلغت أسعار العقود الآجلة لبرميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 57.32 دولار، ولم يطرأ تغير على العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت"، عند 63.4 دولار. وتوقع بنك "غولدمان ساكس" التزامًا قويًا من "أوبك" والمنتجين الآخرين بخفض إنتاج النفط العالمي في النصف الأول من 2018. ولفت إلى أن استعادة النفط لتوازنه تتلقى دعمًا من التزام "أوبك" القوي، الذي بلغ مستويات مرتفعة جديدة في تشرين الثاني / نوفمبر، وكذلك من النمو الممتاز للطلب، لكن البنك لم يستبعد أن يرتفع إنتاج "أوبك" وروسيا 515 ألف برميل يوميًا، في النصف الثاني من 2018، مع عودة مستويات المخزون إلى طبيعتها بحلول الصيف المقبل، بفضل ارتفاع الطلب.
وأفاد مصدر في قطاع النفط، مطلع على خطط التصدير السعودية، لوكالة "رويترز"، بأن المملكة، أكبر مصدر للخام في العالم، تعتزم إبقاء صادراتها النفطية في كانون الثاني / يناير المقبل عند 6.9 مليون برميل يوميًا، إذ تتوقع نموًا قويًا للطلب. وأشارت وزارة الطاقة السعودية، في بيان لاحق، إلى أن شركة "أرامكو" تعتزم خفض صادرات النفط الخام إلى آسيا في كانون الثاني المقبل، بما يزيد عن 100 ألف برميل يوميًا، مقارنة بمستوياتها في كانون الأول / ديسمبر، بينما ستبقي على كميات صادراتها المتجهة إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وفيما يخص كانون الثاني المقبل، أوضحت أن "أرامكو" ستبقي على الإمدادات إلى كل المناطق عند المستويات المنخفضة لهذه السنة، وعلى مستويات إمداداتها الشهر المقبل عند مستوياتها المنخفضة الأخيرة.
وأكدت خمسة مصادر أن السعودية ستورد الكميات المتعاقد عليها لخمس شركات تكرير في شمال آسيا، في كانون الثاني، من دون تغيير عن الشهر السابق. ولفت مصدر في قطاع النفط، مطلع على الخطط التصديرية للمملكة، إلى أن الطلب على النفط قوي في آسيا خصوصًا، ويُرجح أن يظل قويًا بفضل موسم التدفئة في الشتاء. وقال ناطق باسم الوزارة، في بيان له: "إن ذلك يتفق مع مواصلة التزامنا بتعهداتنا في ظل إعلان التعاون، بل وتجاوزها في واقع الأمر، ونأمل أن نكون مثالاً يحتذى لشركائنا في أوبك ومن خارجها، كي تبقى نسب الامتثال فوق 100%، ولتسريع خطى إعادة التوازن للسوق.
وفي سياق متصل، قال وزير الطاقة الإماراتي، سهيل بن محمد المزروعي، إن "أوبك" والمنتجين المستقلين يعتزمون الإعلان عن استراتيجية خروج من تخفيضات الإنتاج في حزيران / يونيو. وأعلن أنه من السابق لأوانه الحديث عن شكل هذه الاستراتيجية قبل حزيران، وهو الموعد المحدد لاجتماع "أوبك" وروسيا والمنتجين الآخرين المشاركين في الاتفاق. وكشف عن الإعلان عن الاستراتيجية في اجتماع حزيران، قائلاً: "هذا لا يعني أننا سنخرج في الشهر ذاته، بل إننا سنضع استراتيجية، وآمل أن تكون السوق في وضع أفضل كثيرًا كي نتوصل إلى استراتيجية خروج ونعلنها". وشدد المزروعي على أن الاتفاق نجح تمامًا، مضيفًا: "نحن متفائلون يشأن النمو العام المقبل، سواء نمو الاقتصاد العالمي أو الطلب"، مشيرًا إلى أن "أوبك" ستفعل دائمًا الأفضل للسوق.
وأشارت وزارة النفط العراقية، في بيان لها، إلى إضافة وحدة تكرير جديدة إلى مصفاة كركوك، بما يرفع الطاقة الإنتاجية للمصفاة إلى 56 ألف برميل يوميًا. وأضاف البيان، نقلاً عن وزير النفط، جبار اللعيبي، أن بإمكان الوحدة الإنتاجية الجديدة معالجة 13 ألف برميل يوميًا من الخام، مبينًا أن القدرات الإنتاجية الجديدة المضافة ستلبي معظم الحاجات المحلية لمدينة كركوك النفطية، وتوفر العملة الصعبة نتيجة التقليل من نسبة استيراد الوقود من الخارج. وفي سياق منفصل، أكدت ثلاثة مصادر أنها تلقت إخطارًا من شركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك"، تفيد بأن الشركة طلبت رأي مشترين آسيويين بشأن تغيير آليتها للتسعير الشهري للخام، في إطار مراجعة تجريها للأسعار.