لندن - ماريا طبرني
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية إن أسعار الطاقة قد تسجل ارتفاعا هذا الشتاء على نحو يدفع الحكومات إلى التدخل ودعم الفواتير مرة أخرى. وأضاف فاتح بيرول أنه في ظل انتعاش الاقتصاد الصيني بسرعة، وهجوم الشتاء القارس، قد ترتفع أسعار الغاز، الأمر الذي يمثل ضغوطا على المستهلكين.
وقال إن الحكومات يجب عليها الضغط من أجل توفير الطاقة وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة. وعلى الرغم من ذلك قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن فواتير الطاقة ستتراجع بمتوسط 430 جنيها هذا الشهر.
وكانت أسعار الغاز قد ارتفعت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع فواتير الطاقة في جميع أنحاء العالم.
وتدخلت حكومات لدعم الأسر، من بينها المملكة المتحدة، في مسعى يهدف إلى تخفيف الضغط على المستهلكين.وقال بيرول لبرنامج "توداي" لبي بي سي إن العديد من الحكومات الأوروبية ارتكبت "أخطاء استراتيجية"، من بينها الاعتماد المفرط على روسيا في توفير الطاقة، مضيفا أن السياسات الخارجية "معصوبة العينين" بقرارات تجارية قصيرة المدى.
وقال إنه خلال هذا الشتاء "لا يمكننا استبعاد" تسجيل ارتفاع جديد في أسعار الغاز. وأضاف: "في حالة وجود سيناريو انتعاش الاقتصاد الصيني بقوة، وشراء الكثير من الطاقة من الأسواق، وهجوم شتاء قارس، قفد نشهد ضغطا تصاعديا قويا على أسعار الغاز الطبيعي، الذي يشكل بدوره أعباء إضافية على المستهلكين".
وكان الاقتصاد الصيني قد سجل انتعاشا مرة أخرى بعد رفع قيود كوفيد، بيد أنه تباطأ مؤخرا.
كما خفضت وكالة التصنيف العالمية "ستاندر آند بورز" الأسبوع الجاري توقعاتها بالنسبة للنمو الصيني، وقالت: "الخطر يكمن في أن تعافيها يفقد المزيد من قوته، وسط ضعف ثقة المستهلكين". كما خفضت البنوك الاستثمارية، من بينها بنك "غولدمان ساكس"، توقعاتها للنمو الصيني.
وعلى الرغم من ذلك قال بيرول إن الحكومات، بما في ذلك حكومة المملكة المتحدة، لابد أن "تواصل دفع الإجراءات لتوفير الطاقة، لا سيما مع دخول فصل الشتاء".
وأضاف أنه يتعين أيضا دفع التقنيات المتجددة حتى "ترى النور في أسرع وقت ممكن"، مع اختصار الوقت المستغرق لإصدار التصاريح، والبحث عن "خيارات الطاقة البديلة". وقال: "لن يُستبعد انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء كجزء من اللعبة".
وأضاف: "لا نعرف حتى الآن مدى قوة انتعاش الاقتصاد الصيني". وكانت الشبكة الوطنية للكهرباء قد تحدثت الشتاء الماضي عن احتمال انقطاع قصير للتيار الكهربائي، وفي النهاية ، لم يستلزم الأمر ذلك.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "أنفقنا المليارات خلال فصل الشتاء لحماية الأسر عندما ارتفعت الأسعار، بغية تغطية نحو نصف فاتورة الطاقة بالنسبة للأسر النموذجية، ومن المقرر أن تنخفض بنحو 430 جنيها في المتوسط اعتبارا من الشهر الجاري".
وأدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى "تدافع شديد" للتنقيب عن وقود أحفوري في مناطق جديدة، وتحدت المملكة المتحدة التحذيرات المناخية بإصدارها مجموعة ترخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال.
وتجاوز عدد الطلبات 100 طلب للتنقيب عن النفط والغاز الجديد في بحر الشمال. ويعد ذلك مناقضا لما يدعو إليه علماء المناخ الدوليين الذين يقولون إن مشاريع الوقود الأحفوري لابد من إغلاقها وليس التوسع فيها.
ويضيفون أنه لا يمكن أن تكون هناك مشاريع جديدة إذا كانت هناك فرصة للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية.
وقال فاتح "إذا كان العالم جادا" بشأن "قضية المناخ"، ففي ذلك الوقت "يتعين علينا تقليل استخدام النفط والغاز بشكل كبير في السنوات المقبلة".
وأضاف أنه إذا استطعنا خفض الاستهلاك، فإن حقول النفط والغاز الحالية ستكون كافية لتلبية الطلب المتناقص. وقال إنه أجرى مناقشات مع الرؤساء التنفيذيين لشركات النفط البريطانية.
وأضاف فاتح أنه "ليس لديه مشكلة" في أن تحقق شركات النفط أرباحا، ولكن إذا قالت الشركات: "سنزيد الإنتاج بمقدار أربعة ملايين برميل يوميا، وكانت استراتيجية الشركة تتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ، فهذا لا يجوز، وتوجد مشكلة هنا".
وثمة توقعات أن توافق الحكومة البريطانية على بدء العمل في حقل روزبانك في بحر الشمال، الذي لديه القدرة على إنتاج 500 مليون برميل من النفط، في غضون أسابيع.
وقالت الحكومة البريطانية إنها "ملتزمة بتسجيل صافي صفر بحلول عام 2050 بعد أن قطعت شوطا طويلا بالفعل لتحقيق هذا الهدف، وخفض الانبعاثات بشكل أسرع مقارنة بأي دولة أخرى من دول مجموعة السبع، مع الحفاظ على نمو الاقتصاد ومصادر منخفضة الانبعاث الكربوني مثل استخدام مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية في توليد نصف الكهرباء في المملكة المتحدة".
بيد أن متحدثا رسميا أضاف أن "التحول إلى طاقة أنظف لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، وسنظل بحاجة إلى النفط والغاز خلال العقود القادمة، كما أقرت بذلك لجنة تغير المناخ المستقلة".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وكالة الطاقة الدولية تؤكد أن الصين تقود نمو الطلب الآسيوي على الغاز