جنيف -المغرب اليوم
حافظ بنك "يو بي إس" السويسري على موقعه في صدارة ترتيب أكبر بنوك العالم من حيث حجم الأصول والثروات المدارة لديه، وفقًا للترتيب السنوي الذي تعده وتنشره مؤسسة "سكوربيو بارتنرشيب" اللندنية المتخصصة, وفي المراتب التالية بعد "يو بي إس"، أتت بنوك أميركية هي: "بنك أوف أميركا" و"مورغان ستانلي" و"ويلز فارغو".
أما البنك السويسري الآخر في التصنيف وهو "كريديه سويس" فقد تراجع في ترتيب عام 2016، وفقد المركز الخامس تاركًا موقعه لمصرف "رويال بنك أوف كندا" الذي حقق نسبة نمو في الثروات المدارة تساوي ضعف نسبة النمو التي حققها "كريديه سويس" في هذا المجال، أما التقدم اللافت في القائمة فقد حققه "تشاينا ميرشانتس بنك" الصيني الذي تقدم 5 مراكز إلى الموقع 15.
ودخل بنك صيني أخر في الترتيب هو "بنك أوف تشاينا" ليحتل الموقع 24؛ أي ما قبل الأخير في الترتيب الذي يصنف أكبر 25 مصرفًا استثماريًا حول العالم من حيث العمليات المصرفية الخاصة في إدارة ثروات عملاء يملك الواحد منهم مليون دولار فما فوق، وينتظر هذا الترتيب سنويًا كبار الأثرياء والمتمولين الدوليين، وكان عام 2016 صعبًا بالنسبة لعدد من البنوك، مثل "دويتشه بنك" الألماني الذي تراجع 5 مراكز إلى المرتبة 16 بأصول خاصة مدارة تراجعت 28 في المائة إلى 227 مليار دولار، وكانت وزارة العدل الأميركية اتهمت البنك الألماني ببيع "منتجات مسمومة" قبيل أزمة 2007 - 2009 وفرضت عليه العام الماضي غرامة باهظة وصلت إلى 7.3 مليار دولار أثرت في سمعته، فهرب منه عدد من العملاء الأثرياء كما يؤكد تقرير "سكوربيو"، الذي أضاف إلى ذلك أسبابًا أخرى مثل "تخلي البنك عن محفظة أميركية كبيرة العام الماضي قيمتها 50 مليار دولار، وإقفال أقسام صيرفة خاصة في نحو 50 بلدًا حول العالم لأسباب متعلقة بالتكلفة وبضرورة تبسيط المنتجات والخدمات التي يقدمها"،كما جاء ذلك في بيان للبنك ذاته أيضًا.
وكشف التقرير أن تحت إدارة هذه القائمة من البنوك 13.3 تريليون دولار، أي نحو 63 في المائة من إجمالي الأصول والثروات الخاصة المدارة في مجمل البنوك الاستثمارية العالمية، وتسيطر البنوك السويسرية والأميركية على رأس قائمة الترتيب، باحتلالها 9 مراكز من بين أول 10 تدير وحدها 7 تريليونات دولار. وارتفعت محفظة إدارة الثروات في "يو بي إس" السويسري 6.4 في المائة العام الماضي إلى أكثر من تريليوني دولار، وارتفعت في "بنك أوف أميركا" 1.6 في المائة إلى 1.97 تريليون دولار، و6.2 في المائة في "مورغان ستانلي" إلى 1.95 تريليون دولار، و11 في المائة في "ويلز فارغو" إلى 922 مليارًا، كما ارتفعت محفظة الثروات المدارة في "رويال بنك أوف كندا" 13.6 في المائة إلى 791 مليار دولار. وفي الجانب الفرنسي، أتى بنك "بي إن بي باريبا" في المركز العاشر بأصول مدارة قيمتها 360 مليار دولار، ويقول التقرير
: "شهدت معظم البنوك في القارة الأوروبية تراجعات في أصولها المدارة لأسباب متصلة بأعمال إعادة هيكلة داخلية، وبقرارات تقليص للحضور في الأسواق المالية غير الأساسية، فضلًا عن أسباب أخرى متعلقة بالسمعة"، أما في آسيا، فالأمر مختلف تمامًا، لا سيما لجهة تقدم بنوك صينية مثل "تشاينا ميرشانتس بنك" الذي أظهر نموًا قويًا خوله التقدم 5 مراكز في الترتيب، متجاوزًا "دويتشه بنك"؛ فالأصول التي تحت إدارته ارتفعت بنسبة الثلث بين عامي 2015 و2016 لتبلغ 238 مليار دولار
، كما دخل لأول مرة في التصنيف "بنك أوف تشاينا" بأصول مدارة ارتفعت 23 في المائة، فوصلت قيمتها إلى 143 مليار دولار. وذكر التقرير أن إجمالي الأصول المدارة في أكبر 25 مصرفًا ارتفعت في 2016 بنسبة 3.8 في المائة، وسجلت هذه المصارف في المتوسط العام نموًا نسبته 17.3 في المائة في نتائجها التشغيلية. وذكرت مصادر من المحللين أن "العملاء لم يستفيدوا بالنسبة نفسها، لأنهم فضلوا العام الماضي عدم المخاطرة، والركون إلى استثمارات بعوائد طفيفة؛ تحولت إلى سلبية بحساب التضخم، أما هذه السنة، فشهية الإقدام على المخاطر أفضل بكثير في موازاة صعود معظم الأسواق المتقدمة والناشئة