الرباط - المغرب اليوم
ساهمت تقنيات مبادرة “المثمر” لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في تحسين مردودية زراعة الخضراوات، خلال الموسم الفلاحي السابق، بنسب تتراوح ما بين 6 إلى 21 في المائة في عدد من الأقاليم عبر المملكة.وحسب المعطيات التي قدمها المهندسون الزراعيون التابعون للمبادرة خلال لقاء وطني نظم عن بُعد الأربعاء حول نتائج المنصات التطبيقية لمبادرة المثمرة الخاصة بزراعة الخضراوات، فإن هامش ربح الفلاحين ارتفع بنسبة مهمة.
وتعتمد المنصات التطبيقية على مقارنة علمية تستند على التطبيق والتعلم من خلال المعاينة بهدف عقلنة عملية التسميد وترشيد كميات السقي والوقاية والحد من الأمراض والرفع من المردودية وتحسين جودة الإنتاج مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.وتندرج مبادرة “المثمر” في إطار حرص مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط على ترسيخ الممارسات الفلاحية الجيدة لدى الفلاحين واتباع مسار تقني معقلن للحفاظ على الموارد الطبيعية ورفع وضمان استقرار الإنتاجية، بدءا من تحليل التربة مرورا بالتسميد والمعالجة وصولا إلى قطف المحصول.
واستفاد من المنصات التطبيقية الخاصة بزراعة الخضراوات، خلال الموسم الفلاحي 2020-2021، حوالي 386 فلاحا من خلال 926 منصة تطبيقية جرى إعدادها في 27 إقليما تشمل حوالي 88 جماعة ترابية في مختلف جهات المملكة.وحسب المعطيات التي قدمها المهندسون الفلاحيون التابعون لمبادرة “المثمر”، فقد ناهز متوسط مردودية البطاطس حوالي 43,2 طن في الهكتار بزيادة قدرها 13,1 في المائة، كما وصل محصول البصل إلى 62,1 طن في الهكتار بزيادة 13,9 في المائة.
وبخصوص الطماطم، فقد زاد محصولها في الهكتار الواحد بحوالي 5,7 في المائة ليناهز 89,3 أطنان، والبطيخ بحوالي 36,4 أطنان في الهكتار بزيادة تقدر بـ8,3 في المائة، والدلاح بحوالي 51,9 أطنان في الهكتار الواحد ما يمثل نموا قدره 9,7 في المائة.وعلى مستوى جودة الإنتاج الزراعي، فقد ساهم التدبير التقني المحسن واستخدام التقنيات الجديدة في تحسين وزن الثمار بنسبة تتراوح ما بين 5 إلى 23 في المائة.
وكانت لتقنيات مبادرة “المثمر” آثار إيجابية أيضا على مستوى استهلاك الماء، حيث استفادت كل المنصات التطبيقية من نظام الري؛ وهو ما سمح باستخدام فعال للموارد المائية، بدءا من تحليل التربة واختيار أنسب الزراعات والأصناف المناسبة والمواكبة على طول مراحل النمو.وعلى مستوى هامش الربح بالنسبة للفلاحين، فقد سمحت التقنيات المعتمدة بتحسين هامش الربح بحوالي 23 في المائة إلى 34 في المائة، وهكذا بلغ هامش الربح بالنسبة إلى البطاطس حوالي 49313 درهما في الهكتار الواحد مقارنة بـ41130 درهما في المنصات العادية، أي بنسبة تحسن تناهز 23 في المائة.
وبالنسبة إلى البصل، فقد وصل هامش ربح الفلاح في المنصات التطبيقية حوالي 27089 درهما في الهكتار الواحد بزيادة قدرها 24 في المائة، وفي الطماطم ناهز الربح 65023 درهما في الهكتار الواحد بتحسن نسبته 33 في المائة.وخلال عرض هذه النتائج، قدم عبد الله بلاج، من مبادرة “المثمر”، توصيات تهم أساسا تبني برامج مندمجة للزراعات متكيفة حسب كل حوض إنتاج وحسب أنظمة الري المتبعة؛ وذلك من أجل ضمان عقلنة استعمال المدخلات الفلاحية ورفع المردودية والحفاظ على البيئة.
كما دعا بلاج، ضمن اللقاء الوطني، إلى استعمال تركيبات السماد المشخصة المبنية على تحاليل التربة كسماد العمق بالنسبة لجميع أنواع الخضراوات وفي مختلف أنظمة الري المعتمدة، وترشيد استخدام مياه الري عن طريق وضع برنامج يأخذ بعين الاعتبار المعطيات المناخية ونوع التربة والمراحل المختلفة للنمو.
وتضمنت توصيات المهندس الفلاحي أيضا ضرورة استعمال المحفزات الحيوية، مثل الأحماض الأمينية والمركبات العضوية ومزيج العناصر الصغرى، من أجل المساهمة في الرفع من المردودية وجودة الإنتاج وتحقيق أكبر قدر من الربح للفلاحين.وتسعى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، عبر مبادرة “المثمر”، إلى مواكبة المزارعين لدعم تحول القطاع الفلاحي في المغرب وإفريقيا والعالم؛ من خلال المساهمة في بروز نماذج تنمية زراعية شاملة تخلق قيمة مرتفعة وتأثيرا مستداما.
وتعمل المجموعة، في إطار شراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على حشد فرقها من المهندسين الزراعيين ضمن مبادرة المثمر لمواكبة الفلاحين في مناطق اشتغالهم، وخصوصا الصغار منهم.وتقدم المجموعة، عبر مبادرتها، مجموعة من الخدمات المعتمدة المبنية على النهج العلمي؛ منها تحليل التربة، ونشر تقنية البذارات الذكية، وبرنامج المنصات التطبيقية، وبرنامج الزرع المباشر، والتطبيق الهاتفي “أثمار”، وبرنامج بناء ودعم قدرات الفلاحين.
قد يهمك ايضًا:
صديقي يكشف أن وزارة الفلاحة المغربية زارت 23 ألف خلية نحل لإيجاد حلول لظاهرة الاختفاء
وزارة الفلاحة المغربية تقطع الطريق على استغلال أراض في الربح غير المشروع