الرباط - المغرب اليوم
يواصلُ فيروس "كورونا" امتداده الواسع على مستوى الجهات والأقاليم، من الأحياء الشّعبية إلى المصانع والمعامل الصّناعية، وذلك ببروز بؤر مهنية جديدة على مستوى مدينتي آسفي وطنجة؛ وهو ما يجعل "تدخّل" الدّولة على مستوى تدبيرها التّقني والإداري لتطوّر الجائحة على المحكّ.وتحاولُ الدّولة بمؤسّساتها المركزية والجهوية السّيطرة على الوباء، من خلال التّدابير المتخذة قانونياً وإجرائياً؛ لكن هذا "التّدخل" لمْ يثبت نجاعتهُ على مستوى تطويق الجائحة داخل البؤر الصّناعية، بحيث في أقلّ من أسبوع، شهد المغرب موجة جديدة من الإصابات؛ مما جعلَ عدّاد "كورونا" يواصلُ الارتفاع مجدّداً.
وبينما استعادت غالبية المدن المغربية وضعها الطبيعي في ظل رفع الحجر الصحي، يعود التّخوف من جديد من ظهور بؤر جديدة داخل المجموعات الصّناعية، وبالتّالي استمرار تسجيل عدد مرتفع من الإصابات؛ وهو ما يحتّم تغييراً إستراتيجياً على مستوى تدبير الجائحة، سواء من حيث تدخّل الدّولة أو على مستوى تتبّع مسارات الجائحة.
وما زالَ الوباء يشكّل تحدياً حقيقياً للسّلطات المغربية مع تسجيل العشرات من الإصابات الجديدة بفيروس "كوفيد 19" داخل مصنع لتصبير السمك بمدينة أسفي. وقبل أسابيع، استنفرت السّلطات المغربية أجهزتها لتطويق انتشار الجائحة على مستوى حقول "الفراولة" بجماعة لالة ميمونة، حيث تمّ تسجيل مئات الحالات.
ويشير الحقوقي المغربي عبد الإله الخضري إلى أن "الدولة المغربية حاولت تدبير جائحة كورونا بطريقة فعالة، قوضت من خلال التدابير المتخذة قانونيا وإجرائيا تحركات المواطنين، مما عطل الأنشطة الاقتصادية لمعظم الوحدات والمؤسسات، ومنعت أصحاب المهن الحرة من مزاولة أنشطتهم".
وأضاف الفاعل المدنيأنّ "أصحاب الوحدات الصناعية المرتبطة بالاستثمارات الكبرى، خاصة الأجنبية منها (IDE)، والتي لها التزامات تجارية خارجية، مارست ضغوطا هائلة على الحكومة، وربما عبر طرق غير تقليدية، لتخفيف الإجراءات على سلاسل الإنتاج لديها، من أجل الاحتفاظ على التدفق الإنتاجي لوحداتها الصناعية".
ويعتقد محدّثنا أنّ "الحكومة المغربية كانت متساهلة إلى حد ما إزاء هذه الوحدات الصناعية، خشية أن يجعل هؤلاء المستثمرون من التدابير المشددة في حقهم ذريعة لنقل وحداتهم الإنتاجية خارج المغرب"، مذكّراً بأن "العديد من الدول أقدمت على تخفيف تدابير الحجر الصحي في محاولة لإنقاذ اقتصادها من كساد محقق بسبب استمرار الإغلاق".
وتابع: "لا يزال المغرب في وضعية التحكم في تداعيات فيروس كورونا، وحتى إذا تبثث عملية الفحص إصابة بضع مئات من المواطنين والمواطنات بفيروس كورونا، في بؤر صناعية على وجه الخصوص"، مبرزاً أن الفحص لا يفرق بين أنواع فيروسات الكورونا (أكثر من سبعة أنواع، نوع واحد وفصيلة واحدة من فصيلته هي التي لها نسبة الفتك عالية).
وأشار الخضري إلى أن جل من كانت نتائج فحصهم إيجابية لا تظهر عليهم أعراض خطيرة، بل أغلبهم لا يشعرون بأي أثر ملموس، محمّلاً "المسؤولية للدولة لتقييم الوضع بطريقة علمية مدروسة واتخاذ التدابير الكفيلة بتفادي الأسوأ، خاصة أن الأخبار التي ترد من بعض الدول بخصوص تطور الوضعية الوبائية لا تبشر بالخير".
قد يهمك ايضا
تسجيل 319 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المغرب خلال 24 ساعة
وزارة الصحة المغربية تكشف عن التوزيع الجغرافي الجديد لحالات الإصابة بكورونا