الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
نيكولاس مادورو الرئيس الحالي لفنزويل

كراكاس - المغرب اليوم

خففت فنزويلا أول أمس القيود التي تفرضها منذ 15 عامًا على تداول العملة الأجنبية، وأصدرت مرسومًا يسمح للبنوك الخاصة وشركات الصرافة ببيع الدولار ولكن اقتصاديين أبدوا تشككًا في أن تحسن هذه الإجراءات الاقتصاد المختل الذي يعاني من أزمات.
وتلزم القيود المفروضة على العملة الشركات والأفراد بشراء الدولار من خلال الدولة، وكثيرا ما يتم وصف هذه القيود بأنها أحد المحركات الرئيسية للأزمة التي تتضمن ارتفاع معدل التضخم ونقص المنتجات.

إيجابيات الإجراءات الجديدة
وأعلن وزير المالية الفنزويلي سيمون زيبرا، عن الإجراءات الجديدة في تلفزيون الدولة، وقال إن النظام الجديد سيسمح للفنزويليين بشراء وبيع العملة الصعبة في صفقات صغيرة من أجل تغطية احتياجاتهم الشخصية.
وشدد زيبرا على أن قواعد تداول النقد الأجنبي ستصبح حرة وواضحة، وقال خبير لوكالة بلومبيرغ إن هذه القواعد قد تساهم في تفكيك ضوابط العملة الأجنبية الحالية أو على الأقل تخفف منها، وستنشئ الحكومة بمقتضى النظام الجديد منصة لتحديد أسعار العملات.

15 عامًا من الضوابط الصارمة
وكان الرئيس الفنزويلي السابق، هوجو شافيز، أسس ضوابط تداول للعملة الصعبة في 2003 في محاولة للحد من هجرة رؤوس الأموال، وأتت جهود تنظيم عمليات بيع العملة الصعبة بنتائج عكسية في ظل ما تواجهه الدولة من مصاعب في توفير الدولارات مع انخفاض أسعار النفط وممارسات الفساد، وهو ما شجع على تنامي السوق السوداء للعملة الأميركية، وفقا لوكالة بلومبيرغ.
ووفقا للوكالة فإن القواعد الجديدة تعيد ضوابط البنك المركزي على الموارد الدولارية المولدة من عوائد النفط، وتمنع شركة البترول الحكومية PDVSA من الاستحواذ على العملات الأجنبية بأكثر من 72 ساعة، وهي الشركة التي تمثل المصدر الرئيسي لموارد النقد الأجنبي للبلاد من نشاط التصدير.

البنك المركزي المسؤول
وأشار اقتصاديون إلى أن البنك المركزي ما زال المسؤول عن تحديد سعر الصرف تحت النظام الجديد، وقبل الإجراء الذي تم اتخاذه يوم السبت كانت الحكومة تبيع الدولار فقط من خلال البنك المركزي على الرغم من أن تعاملات كثيرة تحدث بشكل روتيني في السوق السوداء.
وقال الاقتصادي أسدروبال أوليفروس في رد على تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي "إن القيود على الصرف الأجنبي ما زالت موجودة على الرغم من أنها أكثر مرونة قليلا".
وأضاف النائب والاقتصادي خوسيه جيرا أن هذا الإجراء يمثل أبعد ما وصلت إليه الحكومة في تخفيف القيود ولكنه يعتمد بشكل كامل على كيفية تنفيذه.

وعود مادورو
وكان الرئيس الحالي لفنزويلا، نيكولاس مادورو، وعد مرارا خلال توليه السلطة منذ خمس سنوات بإنشاء أنظمة تعتمد على السوق لتحسين الحصول على العملة الصعبة، وباءت كل المحاولات بالفشل بسبب عجز هذه الأنظمة في توفير الدولارات الكافية للاقتصاد.
وتبيع الحكومة حاليا الدولار بنحو 62 بوليفارا في حين يبلغ سعره في السوق السوداء 90 بوليفارا، وتقول بلومبيرغ إن سعر العملة الخضراء يصل إلى مائة بوليفار.
وعلى الرغم من الإجراءات التنظيمية التضييقية على ممارسات السوق السوداء والهجمات البوليسية على هذه السوق فإن معظم الأسعار في فنزويلا تتحدد عبر السوق الموازية في ظل معاناة أصحاب الأعمال والمستوردين للحصول على الدولار بالسعر الرسمي.
وخلال الشهر الماضي قامت حكومة مادورو بتخفيض قيمة العملة المحلية 95 في المائة ورفعت خمسة أصفار من البوليفار في محاولة للحد من التضخم المرتفع.
ومن أبرز المحاولات الأخيرة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية في فنزويلا، طرح نظام مادورو عملة رقمية تحت اسم "البترو" كأول عملة تدعمها الحكومة، ووصفها مراقبون بأنها إحدى أدوات الدولة لإصدار أوراق دين حكومي.

تدهور اقتصادي وانخفاض أسعار
وتدهور الوضع الاقتصادي في البلد الذي كان غنيا جدا ويملك أكبر احتياطيات نفطية في العالم، مع انخفاض الأسعار العالمية للنفط بدءا من النصف الثاني من 2014.
ويؤمن النفط 96 في المائة من عائدات فنزويلا لكنه تراجع إلى مستوى هو الأقل منذ 30 عاما. وقد بلغ 1.4 مليون برميل يوميا في يوليو (تموز) مقابل معدل إنتاج قياسي حققته البلاد قبل عشرة أعوام وبلغ 3.2 مليون برميل.
ويبلغ العجز 20 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي والدين الخارجي 150 مليار دولار بينما لا يتعدى احتياطي النقد الأجنبي التسعة مليارات دولار.
وتعاني البلاد من تضخم مفرط، وبلغ معدل التضخم السنوي في فنزويلا مائتي ألف في المائة خلال أغسطس (آب)، بحسب ما أعلنه البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة قبل أيام. ويعني ذلك أن مؤشر الأسعار ارتفع بنسبة 35 ألفا في المائة تقريبا منذ مطلع العام ومائتي ألف في المائة منذ 31 أغسطس 2017. وتوقع صندوق النقد الدولي وصول التضخم إلى مليون في المائة في 2018.

إصلاحات مادورو
وتبنى مادورو تطبيق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية سعيا لوقف أربع سنوات من الركود وأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى مغادرة مئات آلاف الفنزويليين بلادهم.
وشملت تلك الإصلاحات رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 3400 في المائة، وطرح أوراق نقدية جديدة بعد إزالة خمسة أصفار وخفض قيمتها بنسبة 96 في المائة وربطها بالعملة الافتراضية "البترو".
ورفع مادورو أيضا الضريبة على القيمة المضافة وخفض مبالغ الدعم للوقود وأعلن ضريبة جديدة على الأموال المرسلة من الخارج.
وتوقف البنك المركزي عن نشر مؤشرات الاقتصاد الكلي في فبراير (شباط) 2016 وبدأ المجلس الوطني يقوم بهذا الدور العام الماضي. ويقول الخبراء إن الأزمة التي تعانيها فنزويلا في الوقت الحالي نجمت عن قيام الحكومة بشكل متهور بطباعة أوراق نقدية بهدف تجاوز المشكلات التي برزت في 2014 بسبب الهبوط الكبير لأسعار النفط الخام.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في المغرب بعد إعلان الحكومة…
رئيس الحكومة المغربية يؤكد أن صادرات الصناعة حققت 377…
وزيرة الاقتصاد المغربية ترفض تشكيك المعارضة في صلابة الأرقام…
البنك الدولي يكشف أن لبنان تكبّد خسائر اقتصادية بأكثر…
موديز تطلق توقعاتها لـ 2025 وتسلط الضوء على التهديدات…

اخر الاخبار

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
وزير العدل المغربي يُجري مباحثات مع عدد من نظرائه…
بوريطة يُجري مباحثات مع الوزير الأول لغرينادا لتعزيز التعاون…
أخنوش يُجري مُباحثات ثنائية مع الوزير الأول بجمهورية غينيا…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…

صحة وتغذية

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل…
التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

الأخبار الأكثر قراءة

الحكومة المغربية تُشدّد مراقبة مسالك التوزيع بالأسواق لقطع طريق…
الحكومة المغربية تدعم صندوق المقاصة وتضُخ 20 مليار درهم…
رفع الدعم إلى 250 درهم لكل طفل و350 درهم…
اكتشاف احتياطي ضخم من النفط يُقدر ب 1.4 مليار…
انطلاق قمة خليجية - أوروبية في بروكسل للمرة الأولى…