واشنطن - يوسف مكي
تتواجد سفن حرس السواحل الصينية بشكل شبه ثابت حول الشعاب المرجانية التي ادعت ماليزيا سيادتها عليها في بحر الصين الجنوبي، وفقا لما كشفته بيانات تتبع السفن لصحيفة "الغارديان". وتظهر النتائج مدى طموحات بكين العسكرية جنوب حدودها، والعداء لدول جنوب شرق أسيا، مما يعمِّق أزمة السياسة الخارجية المحتملة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وخلال الشهرين الأوليين من عام 2017، قامت ثلاث سفن صينية بدوريات في لوكونيا شوالس، وهي منطقة من الجزر والشعاب المرجانية التي تبعد أكثر 1600 كم عن البر الرئيسي للصين، وحوالي 145 كم شمال جزيرة بورنيو الماليزية.
وتم تتبع السفن عبر مبادرة الشفافية البحرية في آسيا (أمتي)، وهي جزء من مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، ومركز الدراسات المتقدمة للدفاع المتقدم (C4ADS). وقالت المؤسسة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها أن هذين الشهرين غير عاديين حيث شهدا دوريات منتظمة وصلت الي نحو 11 سفينة دورية صينية في المنطقة منذ أواخر عام 2015.
وقد أصبحت السيطرة على بحر الصين الجنوبي، وهو طريق لنصف عمليات الشحن التجاري العالمية، نقطة نزاع دولية كبرى، حيث أكدت بكين سيادتها على المناطق البحرية التي ادعت أيضا كلا من فيتنام وتايوان وماليزيا وبروناي والفلبين واليابان سيادتها عليها.
وأمضت الصين سنوات في استعادة الشعاب المرجانية وأكملت الشهر الماضي ثلاث قواعد عسكرية كبرى في المنطقة، وهي منشآت بحرية وجوية ورادار وقاذفات صواريخ. ومن المتوقع أن تكون القضية على رأس جدول أعمال اجتماع ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الذي سيزور الولايات المتحدة الأميركية الخميس. وقد شوهدت سفن صينية تحمل أفرادا مسلحين كانوا على متنها ترافق قوارب صيد صينية حول لوكونيا شوالز من قبل. ويقول الصيادون الماليزيون إن هذه السفن قد طاردتهم بعيدا عن المنطقة.
وفي عام 2015، ابتعدت ماليزيا عن نهجها الناعم عادة في النزاع على بحر الصين الجنوبي احتجاجا على ما قالته إنه اقتحام. وقيل إن السفن الصينية انسحبت في أواخر عام 2015، بيد أن كلا من "امتى و" C4ADS " عادتا على الفور تقريبا". وفي مارس/أذار 2016، استدعت ماليزيا السفير الصيني لشرح سبب وجود عدد كبير من القوارب التي ترفع علم الصين في المياه الماليزية.
وخلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من هذا العام، قامت سفينة واحدة تابعة للحكومة الماليزية بدوريات في المياه الضحلة، وفقا لما ذكرته وكالة "امتى" و"C4ADS"، وأضافت أنها اقتربت على بعد أربعة أميال من سفينة صينية "، مشيرا إلى أن الغرض من ذلك هو مراقبة وجود المجموعة.
ولم ترد وزارة الدفاع الماليزية على طلب التعليق. وغالبا ما يتم تسليح أسطول خفر السواحل في الصين بمدافع رشاشة ويمكن وضعه تحت سيطرة الجيش خلال الحرب. وتنكر الصين أنها تسيطر على بحر الصين الجنوبي. وتقوم الولايات المتحدة الأميركية بدوريات جوية وبحرية منتظمة لتأكيد حقوقها في المرور. وقال ريكس تيلرسون في يناير/كانون الثاني الماضى أن الولايات المتحدة الأميركية يجب أن تمنع وصول الصين إلى الجزر التي بنتها في بحر الصين الجنوبي.