واشنطن - المغرب اليوم
أعلنت شركة “آبل”، في مؤتمر ضخم كالعادة، إطلاق سلسلة جديدة من منتجاتها إلى الأسواق العالمية ستصبح متوافرة في الأسواق بعد 22 من الشهر الجاري، وعلى رغم الإعلان، إلا أن أسهم الشركة انخفضت متأثرة من تأخر إطلاق “آيفون إكس” إلى تشرين الأول (أكتوبر)، كما تأثرت من المشكلات التي واجهت تقنية التعرف إلى الوجوه خلال حفلة الإطلاق، وأثارت هذه التقنية خوف المستثمرين، خصوصاً بعدما حاول نائب الرئيس في قسم البرمجيات في “آبل” غريغ فيديريغي تجربة هذه التقنية الجديدة أمام آلاف المشاهدين على المسرح، إلا أنه لم يتمكن من فتح الهاتف مرتين، وعلى رغم هذا الخطأ البسيط الذي قد يؤثر في مبيعات الشركة لاحقاً، إلا أنها تراهن من خلال هذا الإطلاق على البقاء كأكبر شركة لجهة القيمة السوقية في العالم، والاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من سوق الهواتف الذكية في العالم من منافستها المباشرة “سامسونغ”.
وأنهى سهم الشركة تعاملاته منخفضاً 0.4 في المئة ليسجل 160.82 بعد أن وصل إلى 163.75 عند إعلان الرئيس التنفيذي للشركة عن بعض التفاصيل المرتبطة بالهواتف الجديدة، مع الإشارة إلى أن سعر السهم عند بدء المؤتمر كان 161.37، وتشتعل المنافسة بشكل كبير بين الشركات الضخمة في مجال صناعة الهواتف الذكية، إذ سبق لـ “سامسونغ” أن طرحت هاتفها الجديد “نوت 8” قبل أسابيع عدة، في محاولة منها لإعادة صورتها في أذهان المستهلكين، خصوصاً أن النموذج الذي سبقه “نوت 7” سُحب من الأسواق، وكبد الشركة خسائر مالية هائلة وزعزعة لصورة الشركة.
وسجلت الشركة بعد الطرح الجديد إقبالاً كبيراً على الطلب المسبق لهاتف “نوت 8” خصوصاً في الأسواق الأميركية وهي الأسواق الرئيسة لـ “آبل”، إذ وصلت إلى أعلى مستوى من الحجوزات المسبقة على سلسلة “نوت”، من دون أن توضح عدد هذه الحجوزات، كما سجلت الحجوزات المسبقة في كوريا الجنوبية في اليوم الأول من فتح باب الحجز المسبق، 395 ألف وحدة لتتجاوز إجمالي الحجوزات المسبقة لجهاز “غالاكسي نوت 7”.
وأظهرت التقارير، أن “آبل” استطاعت أن تتجاوز “سامسونغ” في الحصة السوقية خلال الربع الرابع من العام الماضي، وأشارت شركة الاستشارات العالمية “غارتنر” إلى أن مبيعات الهواتف الذكية في الربع الرابع من العام الماضي بلغت 432 مليون وحدة، بارتفاع نسبته 7 في المئة عن الربع ذاته من العام الذي سبقه، كما شهد هذا الربع تفوق في مبيعات “آبل” على “سامسونغ” للمرة الثانية على التوالي، وأشارت إلى أن “سامسونغ” سجلت تراجعاً في مبيعات الهواتف الذكية للربع الثاني على التوالي، إذ انخفضت 8 في المئة في الربع الرابع، كما تراجعت حصتها بنسبة 2.9 في المئة على أساس سنوي، وسجلت مبيعات “آبل” 77038.9 ألف جهاز (نحو 77 مليون جهاز) في الربع الرابع ارتفاعاً من 71525.9 ألف جهاز في الربع ذاته من 2015، في حين سجلت “سامسونغ” بيع 76782.6 ألف جهاز بانخفاض من 83437.7 ألف جهاز في الربع ذاته من عام 2015.
ويأتي هذا الانخفاض في شكل رئيس جراء سحب هواتف “نوت 7” الذي أطلق في آب (أغسطس) 2016، من الأسواق وقرار الشركة إلغاء تصنيع السلسلة نهائياً، وتركيز المبيعات على هواتف “أس 7” التي أطلقت في آذار (مارس) 2016، وهواتف “آس 8” التي أطلقت في نيسان (أبريل) 2017، وعلى رغم الانخفاض الذي سجلته “سامسونغ” في الربعين الأخيرين من العام الماضي، إلا أنها لا تزال الشركة الأكبر مبيعاً للهواتف الذكية حول العالم وفقاً للمعدل السنوي، إذ باعت في العام الماضي بأكمله 306446.6 ألف جهاز انخفاضاً من 320219.7 ألف جهاز في عام 2015، بحصة سوقية سجلت 20.5 في المئة من الحصة السوقية العالمية انخفاضاً من حصتها في 2015 التي سجلت 22.5 في المئة، أما “آبل” فباعت 216064 ألف جهاز بحصة سوقية بلغت 14.4 في المئة في 2016، انخفاضاً من 225850.6 ألف جهاز وبحصة سوقية بلغت 15.9 في المئة في 2015، ويأتي هذا التراجع في مبيعات “آبل” التي سجلت أول انخفاض منذ إطلاق أول هاتف “آيفون” في 2007، بسبب عدم تقديمها أي تطوير فعلي في الأجهزة التي طرحتها، إضافة إلى تباطؤ سوق الأجهزة الذكية ونضوجها في شكل عام، إذ يعتبر رئيس مركز “جاك داو” للدراسات جان داوسون أن “السوق العالمية بدأ بالتباطؤ مع تشبع الأسواق الرئيسة بعدد كبير من الهواتف الذكية، وحتى أن أسواقاً ناشئة مثل الصين، بدأت تشهد تباطؤاً بالنمو”، وأشار تقرير آخر من “غارتنر” صدر نهاية 2015 إلى أن نمو أسواق الأجهزة الذكية وبيعها شهد أبطأ نسبة نمو منذ 2008”، ما يُفسر إطلاق الشركات هواتف ذكية موجهة إلى الأسواق الناشئة، كالهند على سبيل المثال لا الحصر، ولا يُمكن نسيان الشركات الصينية التي تلعب دوراً بارزاً في إشباع الأسواق بمنتجات “ذكية” وبأسعار أقل، خصوصاً إذا ما قورنت بأسعار منتجات “سامسونغ” “آبل”، وشهدت الشركات الصينية الرئيسة مثل “هاواوي” و”أوبو” تطوراً واضحاً في حجم مبيعاتها خلال السنة الماضية، لتصل حصة الأولى السوقية في عام 2016 إلى 8.9 في المئة ارتفاعاً من 7.3 في المئة خلال 2015، بـ 132824.9 ألف جهاز مباع، أما “أوبو” فاستطاعت الاستحواذ على 5.7 في المئة من الحصة السوقية، بارتفاع من 2.8 في المئة عام 2015، بعدد أجهزة يصل إلى 85299.5 ألف جهاز.
وأظهرت دراسة فرنسية أن الهواتف الذكية، التي غالباً ما يعمد مستخدموها إلى تغييرها بوتيرة كبيرة ولا يعاد تدويرها بنسبة كافية، تخلف أضراراً بيئية متزايدة، خصوصاً في مرحلة التصنيع، ومنذ العام 2007، مع صدور أول طراز من هواتف “آي فون”، بيع 7 بلايين هاتف ذكي حول العالم، وهذا الرقم إلى ازدياد، فبعدما كان عدد الأجهزة المبيعة في العالم 139 مليوناً عام 2008، ارتفع ليتجاوز البليون عام 2013، قبل أن يقترب من 1.5 بليون عام 2016، وأضاف التقرير، الذي نشرته “الوكالة الفرنسية للبيئة” ومنظمة “فرانس ناتور أنفيرونمان” البيئية غير الحكومية قبل إطلاق شركة “آبل” الطراز الجديد من هواتف “آي فون”، أن “أثر كل هاتف يزداد كلما كبر حجم الشاشة أو زادت دقة الكاميرا الموجودة في الجهاز”، وفي المعدل، هناك نحو 50 نوعاً من المعادن موجودة في تركيبة الهاتف الذكي، أي ضعف عدد المعادن في الهواتف المحمولة من الجيل القديم، وغالباً ما تصعب إعادة تدوير هذه المواد لأنها عادة ما تكون خليطاً من المعادن، ولفتت الدراسة إلى أن “استخراج المعادن يطرح مشكلة خاصة في الدول المعنية تتعلق بالتلوث، كما الحال في الصين، أو بالاضطرابات السياسية، مثل النزاعات المسلحة في الكونغو الديموقراطية في شأن استخراج عنصر التنتالوم”، وأضافت: “يغير الفرنسيون في المعدل هواتفهم الذكية بمعدل مرة كل سنتين، على رغم التباطؤ الطفيف في هذه الوتيرة بفعل تغيير النموذج التجاري المعتمد لدى شركات الاتصالات، وفي 88 في المئة من حالات التجديد، تكون الأجهزة التي يستغني مستخدموها عنها لا تزال تعمل بشكل طبيعي”.