لندن _ المغرب اليوم
يعمل الاتحاد الأوروبي جاهدًا على تفادي أي أزمة تتعلق بوصول إمدادات الغاز الروسي إلى دول التكتل الموحد خلال فصل الشتاء عبر أراضي أوكرانيا، على غرار الأزمة التي وقعت قبل سنوات. وفي هذا السياق، يقوم الاتحاد بالتدخل لحل أي خلافات بين أوكرانيا وروسيا تتعلق بهذا الملف. وكان آخر الاجتماعات في هذا الصدد استضافته المفوضية الأوروبية في بروكسل الأسبوع الماضي، وقد نجحت في تحقيق نتائج أشادت بها المفوضية. وقال نائب رئيس المفوضية، ماروس سيفوفيتش، عقب المحادثات الوزارية الثلاثية بشأن نقل الغاز الروسي إلى أوروبا على المدى الطويل: "لقد نجحنا في إقامة عملية ثلاثية مع روسيا وأوكرانيا، وبعبارة أخرى لدينا اتفاق مشترك واتفقنا على أننا بحاجة إلى فصل القضايا القديمة عن الجديدة".
وقالت مفوضية بروكسل في بيان، إن الأطراف الثلاثة قامت بتكليف خبراء رفيعي المستوى بالعمل على 4 قضايا؛ أولاً احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز، وثانياً السبل التي يؤثر بها قانون الاتحاد الأوروبي المطبق في أوكرانيا على عقد النقل العابر مستقبلاً، وثالثاً مُشغل نظام الإرسال المعتمد، ورابعاً ملف التعريفات.
وستكون هناك اجتماعات للخبراء في سبتمبر/أيلول المقبل لوضع الأسس للاجتماع الثلاثي المقبل المقرر منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل على المستوى الوزاري. وأوضحت المفوضية الأوروبية أنه في مطلع يناير /كانون الثاني 2020 سيكون هناك اتفاق بشأن نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا على المدى الطويل وبطريقة مجدية تجارياً، وتأمل المفوضية في التوصل إلى اتفاق حول هذا الأمر في نهاية هذه المحادثات، لأن مثل هذا الاتفاق سيكون في مصلحة الجميع.
وفي تصريحات سابقة، شدد المفوض الأوروبي المكلف بملف الطاقة على أهمية علاقات الطاقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا والترابط بين الجانبين في شؤون الطاقة، باعتبار أن الاتحاد الأوروبي عميل رئيسي لصادرات الوقود الأحفوري الروسي، ويدفع الاتحاد الأوروبي التزاماته في الوقت المناسب وبالعملة الصعبة، ولديه الرغبة في استمرار شراء الغاز الروسي في المستقبل.
يذكر أنه لتفادي تكرار أزمة الغاز التي وقعت في شتاء 2009 في دول الاتحاد الأوروبي، تحرص دول ومؤسسات الاتحاد على إجراء مفاوضات مع كل من روسيا وأوكرانيا لضمان إمدادات غاز مستقرة خلال الشتاء. وتسعى بروكسل لإنهاء الخلافات التي تطرأ بين روسيا وأوكرانيا، وقد تعرقل مسألة إمدادات الطاقة، وبالتالي تؤثر في وصول الغاز الروسي إلى الأراضي الأوروبية عبر أوكرانيا، خصوصاً أن مشتريات الغاز من روسيا تمثل 39 في المائة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز، وتغطي 27 في المائة من حاجته الاستهلاكية.
وقالت مصادر داخل مقر المفوضية ببروكسل، إن مؤسسات الاتحاد وبالتنسيق مع الأطراف الأخرى تعمل على استضافة الجولة المقبلة من المحادثات الثلاثية، بعد أن أثبتت الجولات السابقة نجاحاً، من منطلق أنه من الأفضل للجميع الجلوس على طاولة واحدة؛ روسيا كدولة مصدرة، وأوكرانيا كدولة عبور، والاتحاد الأوروبي كمستورد رئيسي، وبالتالي من الأنسب أن يبحث الجميع ملف إمدادات الغاز للتدفئة في فصل الشتاء. وأضاف المصدر نفسه، أن هناك علاقة طويلة الأمد بين الجانبين في مجال الطاقة، في إطار المصلحة المتبادلة، وشكلت الطاقة عنصرًا أساسيًا في تجارة أوروبا مع روسيا لسنوات كثيرة، وسيظل الأمر كذلك في المستقبل.
وأضافت المفوضية الأوروبية إنه يحق للمنتجين استكشاف إمكانيات لتطوير أسواق جديدة، وفي الوقت نفسه يحق للمستهلكين الحصول على أسعار تنافسية وتنويع مصادر الطاقة واستقرار عملية تدفق الإمدادات، وهي أمور مفيدة لكل من الاتحاد الأوروبي وروسيا. وحسب مفوضية بروكسل، يعمل الاتحاد الأوروبي منذ وقت على مشروع كبير لتطوير اتحاد للطاقة، الذي سيلتزم بضمان أمن الطاقة لجميع الدول الأعضاء، بالإضافة إلى الدول الشريكة ومنها أوكرانيا.