لندن - سليم كرم
دعا قادة وزعماء أوروبيين إلى " ثورة ثقافية مضادة " من أجل إصلاح ما يرونه بمثابة الأزمة في القيم التي يعاني منها الإتحاد الأوروبي. ويصرُّ القادة الشعبيون للمجر و بولندا على أن خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي سيتيح فرصة للتغيير، محذرين من أن تجانس القارة ربما يتسبب في طمس الهوية الوطنية ويشهد نمواً في الثقافة الشعبية و الأميركية.
وذكر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للمندوبين الذين تجمعوا هذا الإسبوع خلال المنتدى الإقتصادي الإقليمي داخل المنتجع الجبلي البولندي الجنوبي في "كرينيكا" Krynica بأن اللحظة قد حانت ومن الممكن بأن تكون هناك ثورة ثقافية. وأضاف أوربان في حديثه يوم الثلاثاء بأن المواطنين لا يتغيرون، ولا تزال الهوية الدينية والوطنية لم يطرأ عليها تغيير بالنظر إلى عدم وجود هوية أوروبية يمكن أن تكون بديلاً لهما.
ووفقاً لأوربان، فقد كان هناك إصرار على مدار العشرين عاماً الماضية من النخبة الأوروبية على أنه ليس من العصري وجود قطب سواء مجري أو تشيكي مسيحي أو لأي معتقد آخر. وقد إقترحوا هوية جديدة – الهوية الأوروبية – إلا أن البريطانيين قالوا " لا " وأعلنوا رغبتهم في الإستقلال.
وكانت بريطانيـا قد أقامت إستفتاء في حزيران / يونيو جاء فيه التصويت لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي سيطر في جانب كبير منه المخاوف من قضايـا الهجرة وعدم اليقين الإقتصادي، فضلاً عن التصور بأن هناك نخبة في بروكسل هي ما تقوم بوضع اللوائح والقوانين.
ووصف ياروسلاف كاتشينسكي زعيم الحزب اليميني الحاكم في بولندا خروج بريطانيـا من الإتحاد الأوروبي بأنه "جزء من أزمة الوعي الأوروبي". حيث يصر على أن هناك حاجة إلى إجراء إصلاحات كبيرة داخل الإتحاد الأوروبي لمعالجة المشاكل التي يعاني منها الإتحاد بما في ذلك تلك الناجمة عن الأزمة المالية العالمية عام 2008 فضلاً عن الديون في منطقة اليورو وأزمة المهاجرين.
كما أشار كاتشينسكي إلى أن موقف الهيمنة لألمانيـا يعد أيضاً مدعاة للقلق، وأن التغيير هو الحل الوحيد بحسب ما يقول، والذي ينبغي بأن يكون بمثابة ثورة ثقافية مضادة تذكرنا بأن أوروبا تمتلك ثروة من الثقافات الأوروبية، محذراً من أن محاولات التجانس للتنوع الأوروبي يزيد معها مخاطر صعود الثقافة الأميركية.
و حثَّ زعماء وسط أوروبا الآخرون بمن فيهم رئيس وزراء التشيك وسلوفاكيـا على ضرورة إجراء الإصلاحات التي من شأنها أن تعطي البرلمانات الوطنية دورًا أكبر في الاتحاد الأوروبي. ودعا هؤلاء القادة أيضاً إلى وجود جيش مشترك للإتحاد الأوروبي قبيل عقد القمة الرئيسية في "براتيسلافا" Bratislava والمقررة بتاريخ 16 أيلول / سبتمبر لرسم مستقبل الإتحاد الأوروبي في أعقاب مغادرة بريطانيـا.