واشنطن - المغرب اليوم
يتفاجأ البعض من ارتفاع المخزونات التجارية للنفط الأميركي في الأسبوع الماضي، وقد يتوقع البعض أن الارتفاع قد يكون علامة على انتهاء «شهر العسل» الذي حظي به المنتجون حتى الآن، والذي استمر لمدة 10 أسابيع شهدت كلها انخفاضات في المخزونات الأميركية، وقد يرى البعض أن الفترة المقبلة ستشهد تقلبات في المخزونات وفي الأسعار أيضاً، مع تكهنات بوصول إنتاج الولايات المتحدة مستويات تاريخية العام الجاري. ولكن في حقيقة الأمر فإن ارتفاع المخزونات التجارية الأميركية الأسبوع الماضي بنحو 6.8 ملايين برميل جاء متأخراً بعض الشيء، وهو معاكس للوضع الطبيعي للمخزونات في يناير (كانون الثاني)، ويعكس نجاح الاتفاق الحالي للمنتجين الذي ساهم في خفضها على مستوى العالم.
وبحسب البيانات الأولية لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن المخزونات النفطية خلال شهر يناير/كانون الثاني انخفضت بواقع 20 مليون برميل، وهذا الرقم مخالف للاتجاه المعتاد للمخزونات خلال شهر يناير، الذي يبدأ فيه عادة الطلب على النفط بالتباطؤ، وتسجل فيه المخزونات ارتفاعاً. وفي يناير العام الماضي، ارتفعت المخزونات التجارية الأميركية بنحو 26 مليون برميل، كما أظهر تقرير لشركة «كورنرستون أناليتيكس». والانخفاض هذا العام دليل على أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها نجحوا في مهمتهم لخفض المخزونات النفطية في العالم.
وكان مدير وحدة الأسواق في وكالة الطاقة الدولية نيل اتكينسون قد قال للحضور في مؤتمر نفطي في الكويت إن منظمة أوبك وحلفاءها قد نجحوا في خفض المخزونات إلى مستويات قريبة من متوسط الخمس سنوات، والتي أصبحت في الدول الصناعية بنهاية العام الماضي فوق المتوسط بنحو 70 مليون برميل. فيما تشير أرقام أوبك إلى أن المخزونات في الدول الصناعية انخفضت إلى مستوى 98 مليون برميل في يناير.
ومن الأمور المدهشة للسوق هذا الأسبوع هو ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بفضل نمو الإنتاج في منطقة خليج المكسيك، إضافة إلى الولايات المنتجة للنفط الصخري مثل تكساس وداكوتا الشمالية والتي ساهمت بزيادة قدرها 159 ألف برميل يومياً، ففي حين كان متوسط بيانات الإنتاج الأسبوعية الصادرة من إدارة معلومات الطاقة يظهر أن إنتاج أميركا في نوفمبر بلغ 9.67 مليون برميل يومياً، أعلنت الإدارة نفسها أمس في تقديراتها الشهرية المعدلة أن إنتاج نوفمبر بلغ 10.038 مليون برميل يومياً، بزيادة 384 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق. وهذا الرقم قريب جدا من المستوى القياسي المرتفع البالغ 10.044 مليون برميل يوميا الذي وصل إليه إنتاج الخام الأميركي في نوفمبر عام 1970، وعدلت إدارة المعلومات إنتاج النفط لشهر أكتوبر (تشرين الأول) بالرفع بمقدار 17 ألف برميل يوميا، إلى 9.654 مليون برميل يوميا. وقالت أيضا إن صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت إلى 1.534 مليون برميل يوميا في نوفمبر، من 1.731 مليون برميل يوميا في أكتوبر.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية مساء أول من أمس الأربعاء إن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة سجلت زيادة أكبر من المتوقع الأسبوع الماضي، بينما تراجعت كل من مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وأظهرت بيانات من إدارة المعلومات أن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 6.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السادس والعشرين من يناير الجاري، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 126 ألف برميل.
وأشارت البيانات إلى أن المخزونات في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينغ بولاية أوكلاهوما انخفضت بواقع 2.22 مليون برميل. وتراجع استهلاك مصافي التكرير من الخام بمقدار 470 ألف برميل يوميا، بينما انخفضت معدلات التشغيل بمقدار 2.8 نقطة مئوية. وسجلت مخزونات البنزين هبوطا غير متوقع بلغ مليوني برميل، بينما كان محللون شملهم استطلاع لـ«رويترز» قد توقعوا زيادة قدرها 1.8 مليون برميل، وهبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 1.9 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تنخفض 1.5 مليون برميل. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي انخفض بمقدار 35 ألف برميل يوميا إلى 6.67 مليون برميل يوميا.