لندن ـ سليم كرم
سجلت بورصة لندن مرة أخرى مستويات قياسية الليلة الماضية، كما أيد المستثمرون المتحمسون الشركات البريطانية، في دفعة قوية للمدخرين بالمال في صناديق التقاعد وغيرها من الاستثمارات، حيث أغلق مؤشر فاينانشال تايمز 100 في اليوم الأخير من التداول عام 2016، على 7.142.83.
وصعد المؤشر بنسبة 0.3في المائة ليحقق إجمالي أرباح هذا العام بنسبة 14.4 في المائة مضيفة 227.5 مليار جنيه إسترليني لأكبر 100 شركة في بريطانيا، في الـ 12 شهرًا الماضية، وهذا هو اليوم الثالث على التوالي في الارتفاع، حيث استثمر ملايين المدخرين المال في صناديق تعقب والمعاشات التقاعدية، وهذا يعني ارتفاعًا في سوق الأسهم يمكن أن تعزز بشكل كبير أرباحها.
وتظهر أرقام منفصلة أن المملكة المتحدة كانت الاقتصاد الأسرع نموًا في العالم هذا العام، وقال ديفيد بويك وسيط مدينة بانمور غوردون: "لم يتوقع أحد أن سوق الأسهم سيجري به الحال على النحو الذي حدث بعد الخروج البريطاني، حيث كانت هناك بعض الانتعاشات الهائلة هذا العام ، فقد كان أفضل عام في السوق منذ 2013، عندما كانت انتهت الأزمة المالية ".
ومن حيث النقاط، ارتفاع 900 درجة هذا العام كان الأفضل منذ عام 2009، عندما انتعشت الأسهم مرة أخرى في أعقاب الأزمة المالية، وتفوقت بريطانيا على منافسيها في القارة وذلك على الرغم من تحذيرات الخبراء الدوليين ورئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون أن التصويت لإنهاء الاتحاد الأوروبي سيضع قنبلة تحت الاقتصاد.
وانخفض مؤشر شركة MIB الإيطالية بنسبة 10 في المائة هذا العام بسبب مخاوف بشأن النظام المصرفي المتداعي، إلا أن مؤشر داكس الألماني ارتفع بنسبة 6.8 في المائة، في حين أغلق مؤشر كاك الفرنسي على نسبة 3.9 في المائة وسط الركود الاقتصادي، وتم الضغط على سوق الأوراق المالية في المملكة المتحدة جزئيًا بنسبة تراجع الجنيه الإسترليني الذي انخفض إلى ما يقرب من 17 في المائة مقابل الدولار منذ بداية العام، وهذا يعني أن الأرباح المحققة في الخارج بـ العملات الأجنبية أكثر عندما تبادلت بالجنيه الإسترليني، مما أعطى شركات الأدوية والتعدين دفعة قوية.
وعلى سبيل المثال، تضاعفت أسهم جلينكور العملاقة في القيمة خلال الأشهر الـ12 الماضية، ومن المتوقع انخفاض الجنيه الإسترليني مما يؤدي الي رفع الأسعار بالنسبة إلى المستهلكين بسبب زيادة تكلفة السلع المستوردة، ولكن من المتوقع أيضًا أن تؤدي إلى أكبر زيادة في إنفاق السياح لمدة أربع سنوات حيث تصبح العطلات والسلع الفاخرة التي يصنعها البريطانيين أرخص نسبيًا للزوار.
ووفقا لهيئة السياحة البريطانية، أنهم سينفقون 24.1 مليار جنيه إسترليني السنة المقبلة، بزيادة نسبته 8 في المائة، ويتوقع أن دخول المملكة المتحدة، بزيادة 4 في المائة، أكثر من 38.1 مليون سائح، وكان قبل الاستفتاء في يونيوحزيران، ادعى المستشار جورج أوزبورن وموظفي الخدمة المدنية أن هناك صدمة اقتصادية "فورية وعميقة" إذا أيد الناخبون الخروج البريطاني، مما تسبب في حالة من الركود لمدة عام، وقالت وزارة الخزانة "ملف من العذاب" الاقتصاد قد ينكمش بنسبة تصل إلى 1 في المائة في الأشهر الثلاثة بعد الاستفتاء.
ولكن الأرقام الرسمية تظهر أن الاقتصاد نما بنسبة 0.6 في المائة في الأشهر الثلاثة نفسها قبل التصويت، وقالت شركة الاستشارات العالمية IHS ماركيت، الخميس، أن الاقتصاد البريطاني نما بنسبة 2 في المائة في عام 2016، مما يجعله أفضل أداء، وقد حذر رئيس جمعية صناعة السيارات الألمانية رئيس الوزراء أن "الخروج البريطاني الصعب" الذي من خلاله أن تترك المملكة المتحدة كل جوانب الاتحاد الأوروبي سيكون "مهمة مستحيلة" لكل من بريطانيا وأوروبا.
وأوضح ماتياس فيسمان أن الانسحاب من الاتحاد الجمركي والسوق الواحدة لديها "آثارًا سلبية كبيرة" على جانبي القنال الإنكليزي، ويتعين على الاتحاد الأوروبي إبقاء بريطانيا في كليهما، مع إلزامها بدفع الاشتراكات في ميزانية بروكسل، وقبول حرية تنقل الأشخاص، وفي صحيفة زود دويتشه تسايتونغ، كتب فيسمان: "الخروج الصعب الذي تفضله تيريزا ماي سينتج عنه آثارًا جانبية خطيرة".