الرباط-المغرب اليوم
يطفو إلى السّطح ترقّبٌ مغربي جديد؛ إلى جانب بروز مخاوف من تباطؤ معدّلات النموّ بالمغرب، وذلك بسبب تداعيات ارتفاع أسعار النفط في السّوق العالمية؛ فأمام توَتّر الأوضاع في الشّرق الأوسط وتصاعد الأزمة العالمية مع إيران، شهدت هذه الأسعار ارتفاعا بنسبة قدرُها اثنين بالمائة مساء يوم الإثنين.
ويُعرف أن المغرب من أبرز البلدان التي تلجأ باستمرار إلى استيراد حاجاتها الطاقية من الخارج، إذ إن قيمة وارداته من المحروقات والمشتقات النفطية نمت بنسبة 5.8 بالمائة خلال الربع الأول من 2018، وهو ما يضع مزيدا من الضغوط على الميزان التجاري للبلاد.
وتستورد المملكة 90 بالمائة من حاجتها من الطاقة من الخارج. وحسب وزارة الطاقة والمعادن، يعدّ قطاع النقل أول مستهلك للطاقة بـ40 في مائة من إجمالي الطاقة المستهلكة، وتعدّ المحروقات أهم طاقة مستعملة من قبل الاقتصاد المغربي.
إقرأ أيضا:
السعودية والكويت تبحثان استئناف إنتاج النفط في الحقول المشتركة بـ"المنطقة المقسومة"
وقال مصدر رسمي لـ"هسبريس"، في هذا السّياق، "إنّه من المرتقب أن ترتفع أسعار المحروقات بالمغرب، على اعتبار أنّ أسعار البترول هي المحدّدة لما يُعادل 51 في المائة من بنية تكلفتها"، مُبرزا أن ارتفاع هذه الأسعار من شأنه أن "يضعف القدرة الشرائية للأسر".
وأضاف المصدر ذاته، أنّ "انعكاسات ارتفاع أسعار النفط في السّوق الدولية لا ترتبط بالمغرب فقط، بل بكل الدّول التي تستورد حاجاتها الطاّقية، لأنّه كلما ارتفعت الفاتورة الطاقية بالبلاد انعكس ذلك سلبا على الاحتياطات من النقد الأجنبي، وهذا ما يُعمّق عجز الميزان التجاري".
"وبما أنّ الصادرات لا ترتفع بنفس الوتيرة التي ترتفع بها الواردات بالمغرب، من المُرجّح أن تنخفض معدلات النمو أيضا"، يقول المصدر ذاته، الذي يؤكّد أنه "كلّما ارتفعت أسعار منتجات الاستهلاك النهائي والاستهلاك الوسيط المتعلّقة بالمواد الطاقية كلما تضررت القدرة الشرائية للأسر".
ويقترح المتحدث جملة من الحلول للوقوف في وجه معيقات النموّ، كأن "يُساهم مغاربة الخارج في الرفع من احتياطي المغرب من النقد الأجنبي، وأن يُحافظ البلد على حصته في السوق الدولية في ما يتعلّق بالقطاع الفلاحي، وتصدير السيارات والفوسفاط".
وأمام غياب الاستقرار في العديد من الدّول واستمرار المشاكل الجيو-استراتيجية والسياسية حول مضيق هرمز، توقّع المصدر ذاته أن "ترتفع أسعار النفط بشكل أكبر، خصوصا في حال ما اندلعت الحرب في الخليج"، على حدّ قوله.
ويُذكر أنّ مضيق هرمز هو الطريق الوحيدة لنقل النفط من الخليج إلى محيطات العالم، إذ يُعتبر من أكثر الممرّات المائية حركةً للسفن، كما يُشكّلُ 40 في المائة من تجارة النفط العالمية، إلاّ أنه أضحى حلبة للصراع بين إيران وقوى غربية أخرى، وذلك بعد أن احتجزت الأولى ناقلة نفط بريطانية في المضيق.
قد يهمك أيضا:
أسعار النفط ترتفع إلى نحو 64 دولارًا بعد إسقاط أميركا لطائرة إيرانية
النفط يرتفع وسط زيادة التوترات عقب احتجاز إيران ناقلة بريطانية