واشنطن ـ يوسف مكي
تواجه شركة "أوبر" تحقيقا جنائيا في استخدامها لبرمجيات "سرية" سمحت لها بالتعامل مع الأسواق غير المرخص لها العمل فيها. وقد طورت الشركة أداة "الكرة الرمادية " Greyball، لتحديد المسؤولين المحليين الذين يُمكن أن يسعوا الى وقف الخدمة والسماح للسائقين بتجنبها.
وتستخدم الشركة الأداة البرمجية لمساعدة السائقين على تجنب منظمي خدمات النقل المحلية، حيث يمكن تجاهل أو الابتعاد عن الطرق التي يتواجد فيها مسؤولو تنفيذ القانون باستخدام التطبيق، وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" في مارس/آذار الماضي.
واعترفت الشركة بأن هذه الأداة البرمجية ساعدتها في التعرف والالتفاف على المسؤولين الحكوميين الذين كانوا يحاولون كبح جماح "أوبر" في المناطق التي لم تتم الموافقة عليها بعد مثل مدينة "بورتلاند" في ولاية أوريغون الأميركية.
ويعتبر التحقيق الذي أجرته وزارة العدل الأميركية أحدث سلسلة من التحديات القانونية التي تواجه أوبر في دول العالم. وكشفت مدينة بورتلاند عن وجود التحقيق الفيدرالي في تقرير الأسبوع الماضي. وأطلقت المدينة تدقيقها الخاص لأداة "الكرة الرمادية" بعد استخدامها في المدينة. ولم تعلق "أوبر" على التحقيق الحالي. وتقوم مدن أخرى، بما في ذلك "سان فرانسيسكو"، بالتحقيق في استخدام "أوبر" للبرامج.
وأفادت وكالة "رويترز"، بأن التحقيق من النوع الجنائي، إذ يتولى مكتب المدعي العام للولايات المتحدة لمنطقة شمال كاليفورنيا القضايا الجنائية عموماً، وبعض القوانين التي خالفتها "أوبر" لها عقوبات جنائية، علماً أن التحقيق الفدرالي لا يؤدي، في معظم الأحيان، إلى إحالة الاتهامات. وقالت الوكالة إن "أوبر" استأجرت شركة محاماة شيرمان والاسترليني لإجراء تحقيق داخلي.
ودافعت الشركة عن الأداة بعد الكشف عنها، قائلة إن البرنامج لديه استخدامات مشروعة، مثل رفض طلبات ركوب للمستخدمين الاحتيالية أو التي تهدف إلى إلحاق الضرر البدني بالسائقين.
وقد توسعت الشركة، التي تقدر قيمتها بحوالي 68 مليار دولار (52.6 مليار جنيه استرليني)، بقوة في الأسواق في جميع أنحاء العالم، مما تسبب في موجة من الجدل لأنها عطلت شركات سيارات الأجرة التقليدية. وفي شباط / فبراير، أطلقت أوبر تحقيقاً عاجلاً في ادعاءات التحرش الجنسي من جانب الموظفين. وهاجم المستثمرون الشركة لفشلها في التصدي لثقافتها من "البلطجة"، و"عدم وجود تنوع" و "التحرش في كل شكل".
وبعد أيام من الادعاءات اعترف الرئيس التنفيذي ترافيس كالانيك بانه يحتاج إلى "التعقل". وكتب في رسالة إلى الموظفين، نشرت على الأنترنت: "هذه هي المرة الأولى التي كنت على استعداد للاعتراف بأنني بحاجة إلى مساعدة القيادة وأنا أعتزم الحصول عليه".
وفي آذار / مارس، استقال باحث الأمن الشهير في "أوبر" دون ذكر أي أسباب، مما أدى إلى تكهنات حول ما إذا كان هناك رابط بأداة "غري بول". وقد حظرت عدة بلدان في جميع أنحاء العالم التطبيق تمامًا أو فرضت لوائح تجعل من المستحيل على الشركة العمل.