الدار البيضاء : جميلة عمر
أكد وزير العمل و الإدماج المهني، محمد يتيم، أنه يجب على الجميع أن يفكر في نموذج نمو يستفيد منه جميع المواطنين في جميع الأقاليم والمناطق، مما يمكن من تحقيق التماسك الاجتماعي والنفسي الذي ينعكس على الاستقرار السياسي و الاقتصادي للمجتمع
و أضاف يتيم، في كلمته بمناسبة انعقاد الدورة 32 للجنة الخبراء التابعة للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة إلى الأمم المتحدة تحت عنوان "نمو وفوارق وبطالة الشباب"، أن هناك قناعة مشتركة بأن النمو الاقتصادي الصرف كأرقام وتوازنات ومؤشرات ماكرواقتصادية وربما حتى على مستوى عدد رؤوس الأموال التي يتم استقطابها من أجل تدشين استثمارات في عدد من البلدان ، لا ينعكس على توفير فرص العمل اللائق للجميع، وهو ما يطرح سؤال نموذج النمو الذي يجب التفكير به حتى تنعكس كل تلك المجهودات على حياة المواطنين جميعا
و أشار يتيم، إلى أن المغرب انطلق من هذه الرؤية من أجل وضع استراتيجية خاصة للعمل حيث تم وضعه في صلب السياسات العمومية، في إطار مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية المرتبطة بهذا الموضوع، وتستهدف مختلف أشكال الخصاص المسجلة على سوق العمل والفئات المستهدفة من أجل إنعاش العمل
و شدد يتيم على أن توفير فرص عمل يقتضي يقظة استراتيجية تقوم على رصد تطورات سوق العمل، بل حتى على المستوى الدولي، كما يقتضي رصدا متواصلا واستباقيا للتحولات التي ستشهدها أنماط العمل ومستقبل سوق العمل مما يتطلب خططا استباقية على مستوى التكوين وتأهيل الشباب كي يكونوا مهيئين للانخراط في مهن المستقبل وللقدرة على التلاؤم مع متغيرات العالم الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والمعرفية، كما يقتضي كذلك التقييم المستمر لفعالية برامج إنعاش العمل وتطورها وهو ما يعمل عليه المغرب وسيواصل العمل عليه، كما دعا الوزير ، إلى مسائلة كل إجراء يتعلق بالاستثمار وكل استراتيجية قطاعية عن محتواها من العمل ، لابد من البرامج الإرادية التي تجيب على إشكالية حقيقية وهي بطالة الشباب وحين نقول بطالة الشباب "نقول فراغ الشباب أي أن الشباب يتحول إلى فريسة سهلة لكل أنواع الانحراف السياسي والاجتماعي والديني وكل أشكال التطرف وما نراه اليوم من مظاهر مزعجة ومفزعة هي في حقيقة الأمر نذير يسائل نموذجنا في النمو ويسائل توزيع ثمار هذا النمو هل هي أقرب إلى العدالة، وهل هو نمو مستدام يراعي التحولات".