مراكش_ثورية ايشرم
احتضنت مدينة أسفي فعاليات مهرجان " بصمات بالنون " الذي ينظم في دورته الأولى والذي خصصها للاحتفال بالمرأة في يومها العالمي الذي يصادف يوم 8 آذار / مارس من كل عام، والذي عاشت المدينة الرائعة على إيقاعاته على مدى 4 أيام متواصلة من الاحتفالات المتميزة والأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية المتنوعة التي خلقت الحدث في المدينة، وساهمت في نشاطها السياحي والثقافي الفني وانعاشها بشكل متنوع ومميز ،وهو الحدث الكبير الذي سهرت على تنظيمه مندوبية الثقافة في مدينة الثقافة والفنون وفضاء الخزانة الجهوية في أسفي .
وتميزت الدورة الأولى من المهرجان بالاحتفاء بالمرأة الفلسطينية التي كانت ضيفة شرف هذه الدورة بحضور وفد من الفلسطينيات منهن شاعرات متميزات وصحفيات مرموقات، بتنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية منها تنظيم معارض لمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية النسائية لا سيما تلك التي تزخر بها المدينة الرائعة وتشتهر بها عن غيرها من المدن المغربية الأخرى ، إضافة إلى معارض للفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي التي تميزت بتقديم مجموعة من الأعمال المتميزة لفنانين مرموقين من مختلف المجالات ، هذا وتميز أيضا باحتفاليات متعددة تنوعت بين أمسيات شعرية جمعت عددا من النساء المغربيات والفلسطينيات اللواتي تم الاحتفاء بهن وبعطائهن المتعددة في شتى المجالات لا سيما فيما يتعلق بالكلمة المعبرة والشعر الموزون .
وعَرَف المهرجان أيضا احتفالات متنوعة منها توقيع الكتاب الفلسطيني الجماعي الذي شاركت فيه عدد من الصحفيات الفلسطينيات من غزة واللواتي وصل عددهن إلى 32 صحفية ،إضافة إلى أن المهرجان تميز أيضا في هذه الدورة التي خصصت لتكريم وفد من النساء الفلسطينيات اللواتي حضرن كضيف شرف هذه الدورة المنظمة في مدينة تمتاز بموروثها الثقافي الشعبي والفني ، إضافة إلى سهرات فنية نسائية جمعت بين فنانات مغربيات متألقات على الصعيد الوطني ، كسعيدة شرف وفاطمة الزهراء لعروسي ، هذا بالإضافة إلى تقديم عرض أزياء من الحجم الثقيل والذي قدمت فيه مصممات مغربيات آخر إبداعاتهن المميزة والراقية في لمسة القفطان المغربي الذي يعتبر أيضا من الخامات المغربية العريقة التي لا يمكن الاستغناء عنها في كل المناسبات والذي يُعدُّ أيضا موروثا ثقافيا مميزا أصبح سفيرا للثقافة المغربية في كل أنحاء العالم .
كما عرف المهرجان تنظيم مجموعة من الندوات الفكرية والأدبية التي تتمحور حول " إكراهات العمل الصحفي النسائي في العالم العربي " والتي تميزت بحضور نخبة مهمة من الأسماء الصحفية النسائية المرموقة في الوسط ، إضافة إلى تنظيم حفل توقيع ديوان شعري لكل من الشاعرة المغربية "مثال الزيادي" التي اختارت له عنوانا مميزا " هسيس "، والشاعرة المغربية " مليكة ضريبين" التي اختارت لديوانها عنوان " يا أنت "، كما تميز الحفل بقراءات شعرية راقية من الديوانين بإلقاء الشاعرتين المتميزتين ، في أجواء راقية يسودها الشعر والكلمة المعبرة بكل إحساس ومشاعر تنبع من القلب لتصل إلى القلب .
وتميز ختام الندوات الخاصة بالدورة الأولى من المهرجان التي نوع فيها المنظمون وأبدعوا حيث لقي اهتماما كبيرا من طرف الكثيرين بندوة مميزة تمحورت حول " التراث اللامادي : وسيلة للتنمية وفن العيش " والتي قام بتأطيرها كل من الأستاذ "عز الدين كارا " والفنانة المغربية المتألقة " بشرى إيجورك" التي جمعت بين التمثيل والشعر والصحافة والإخراج لتقدم تجربتها المتميزة وأطروحتها الرائعة عن " التراث اللامادي" في ندوة الختام التي حظيت بتدخلات متميزة وجد مهمة أغنت النقاش وفتحت بابا للتواصل مع شخصيات مهمة من مجال الانتروبولجيا والاقتصاد وكذا علم الاجتماع والذين حضروا الندوة واجتمعوا حول مائدة مستديرة لمناقشة مجموعة من النقاط التي تهم هذا الموروث الثقافي الذي تتميز به المملكة المغربية بصفة عامة ومدينة أسفي على وجه الخصوص.
كما حظي حضور الندوة المميزة بزيارة خاصة إلى متحف أسفي الذي يعتبر من أروع المتاحف المغربية التي تحمل في طياتها مجموعة من البصمات التاريخية التي تحكي قصصا وتسافر بالزائر إلى حقب زمنية قديمة جدا يجد فيها تاريخ أسفي المدينة الرائع التي تشتهر بالخزف وسمك السردين .
واختتمت فعاليات الدورة الأولى من مهرجان " بصمات بالنون " الذي جعل المدينة الصغيرة والمتميزة تنتعش برقيها وجماليتها وسياحتها المميزة بسهرة رائعة أحيتها الفنانة المتألقة والراقية كريمة الصقلي التي هزت أرجاء القاعة بصوتها الشجي والرائع ، حيث استمتع الجمهور بمجموعة من أغانيها الرائعة التي لقيت إقبالا كبيرا وإعجابا من طرف الحضور الكثيف للجمهور المغربي من مدينة أسفي ومن مختلف المدن المغربية.