لجزائر – إيمان بن نعجة
يعتبر مقام الشهيد، أحد أهم المعالم في تاريخ الجزائر المستقلة، لاسيما أنَّه يعدّ تحفة معمارية أخاذة على مرتفعات مدينة الجزائر العاصمة، في بلدية المدنية شرق حي ديار المحصول وإلى شمال مركز التسوق رياض الفتح.
وبني هذا المقام عام 1982 لمناسبة إحياء الذكرى العشرين لاستقلال الجزائر، ويبلغ طوله حوالي 92 م، ويطل أيضًا على حي الحامة، مشتركًا مع بلوزداد، وعلى حديقة التجارب في الشمال الشرقي، ويسمى أيضًا رياض الفتح.
ورغم أنه كان فكرةً منذ الاستقلال إلا أنَّ التجسيد لم يتم إلا في عهد الرئيس الشاذلي بن الجديد، كما أنه كان مقترحًا في ولاية باتنة مسقط الرئيس الجزائري محمد بوخروبة، هواري بومدين، ليستقر الأمر ببنائه في العاصمة.
ويتألف الشكل الهندسي للنصب من ثلاث سعفات نخيل تتعانق وترتقي إلى السماء لتتحد في منتصف الارتفاع، يبلغ طولها 47 مترًا وقطرها المصنوع بالفن المعماري الإسلامي يبلغ 10 أمتار وارتفاعها 25 متر وعرض القبة 6 أمتار.
وأشـرفت على إنجاز المشروع الشركة الكندية "لافالين"، استنادًا إلى رسومات هندسية جزائرية تتمثل في نموذج منتج بمدرسة الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة بقيادة بشير يلس الذي أبدع في تصميم المقام.
ويتواجد النصب في ساحة واسعة تقع تحت النصب مباشرة رمز يسمى بالشعلة الأبدية ويتضمن سردابا ومدرج ومتحف تحت الأرض يسمى بمتحف المجاهد، متحف ملئ بأهم ما مرت فيه الثورة الجزائرية من صور وأسلحة وذخائر وخرائط.
وقد أشرف بشير يلس على ترتيب محتويات المتحف وقد اعتمد على تزيين جدرانها بآيات من القرآن الكريم بقلم الخطاط عبد الحميد اسكندر.