واشنطن ـ يوسف مكي
كشف الكاتب الأميركي لاري كريمر، أسرارًا خاصة ومعلومات لم تعرف من قبل حول أشهر رموز التاريخ الأميركي من مثليي الجنس بدءًا من ألكسندر هاملتون وجورج واشنطن، وأبراهام لينكولن وحتى مارك توين وهيرمان ميلفيل وريتشارد نيكسون.
ولا يمكن لأحد من النشطاء المعنيين بأمر المثلية الجنسية، أن يغفل التأثير الملحوظ لكتاب "الشعب الأميركي" للاري كريمر البالغ من العمر 79عامًا، لاسيما أول 800 صفحة من الجزء الأول للكتاب وعنوانه "ابحثوا عن قلبي" الذي يعتبر منذ 40عامًا الكتاب الأكثر استفزازية في تاريخ الولايات المتحدة.
ويعتبر كريمر المؤسس المساعد لمجموعة خدمات الإيدز المعروفة باسم الأزمات الصحية لمثليي الجنس وتحالف المساعدات "أكت أب"، فضلًا عن كونه مؤرخًا وكاتبًا لعدد من المسرحيات منها "القلب الطبيعي" و"قدري".
وأكد في تصريح صحافي، أنَّ هذا الكتاب يعتبر نتاجًا للحب الذي يعبر عن مشاعره الخاصة حيال إقصاء مثليي الجنس، والحياة المثلية من تاريخ الكتب، مضيفًا: "من الممكن أن يعد ذلك ضربًا من الخيال، فالكثير من كتب التاريخ أٌلفت بواسطة الأسوياء ولا يؤلف أي كتاب تاريخي للتركيز على تاريخ مثليي الجنس منذ البداية، الأمر سخيف أن تعتقد أننا لم نكن متواجدين للأبد".
وتسبب هذا الكتاب في خلق شيء من الذعر بين المؤرخين الذين يشددون على حقيقة وجود أدلة تدعم مزاعم كريمر، وأبرزهم فرون تشيرنوا مؤلف "ملحمة عام 2004" الخاصة بالسيرة الذاتية لألكسندر هاميلتون، رجل الدولة الذي يزعم كريمر بأنه كان على الأقل من المخنثين، إن لم يكن مثلي الجنس تمامًا؛ لكن تلك أيضًا هي تحذيرات ضد "توجيه التاريخ لخدمة أجندة سياسية محددة".
ويعتقد الكاتب كريمر أيضًا أن اغتيال جون ويلكس بوث لأبراهام لنكولن لم يكن بدافع الانتقام بعد هزيمة الجنوب في الحرب الأهلية بل كان نتيجة رفضه ممارسة علاقات حميمية معه.
وأثار الكتاب عاصفة من الغضب بين المؤرخين، إذ لم تلح حتى الآن أية أدلة في الأفق لتثبت حقيقة كون الكثير من تلك الشخصيات التاريخية مثلية الجنس، كما يدَّعي الكاتب أنَّ سارد السيرة الذاتية للرئيس لينكولن، دوريس كيرنز غودوين، كان يتحدث عن أدلة "هستيرية" تقترح ارتفاع معدلات الميول الجنسية المثلية لدى الرئيس.
والكتاب الذي فضل كاتبه وضعه تحت خانة الروايات خشية الآثار القانونية قسَّم المراجعين في الولايات المتحدة إلى قسمين، حيث أشار محامي مجلة "المثليين" أنَّه في نقطة من كتاب كريمر: "سيشعر القارئ بحلول فصل الربيع في عصر هتلر"، في الوقت الذي تعتبر فيه صحيفة نيويورك تايمز نشر الكتاب "فضحية التاريخية بعيدة المدى".
وبدأ كريمر كتابه عام 1975، بعد وقت قصير من نشر روايته الخارجة عن المألوف" فاغوتس"، وقد علق كتابته حتى عام 2000، عندما عانى من فشل في الكبد، ظنَّ حينها أنَّه سيعش لأسابيع عدة فقط .
وبحلول عام 2010، بعد أن كان كريمر قد خضع لعملية زرع كبد، زادت عدد صفحات المخطوطة إلى 4.000 صفحة، وأشار محرر كريمر في ماكميلان إلى أنَّ الكتابة وبلا شك هي ما يبقى له على قيد الحياة.
ويعتقد كريمر بأنَّ الظلم لا يزال مستمرًا من خمسة وثلاثين عامًا، أي منذ التأكد من عدم وجود علاج لفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" حتى الآن، فضلًا عن انتشار العنف ضد مثليي الجنس في أجزاء كثيرة من العالم، موضحًا: "لابد لنا أن نحظى بالجيش كاملًا للدفاع عن المثليين جنسيا".