بكين - علي صيام
يفضّل غالبية الأشخاص تجنب التعامل مع العظام التي تحتويها أسماك وجبة العشاء، لكن أحد الفنانين يبحث عن هذه العظام بهدف تشكيل أعمال فنية مذهلة، إذ قضى لين هانبينغ البالغ من العمر 51 عاماً والمقيم في مقاطعة فوجيان جنوب شرق الصين 20 عامًا من عمره يحاول استخدام عظام الأسماك المختلفة من أجل تشكيل مناظر طبيعية خلابة.
وبدأ لين تطوير أعماله بعد التخرج من مدرسة الفنون عبر أشكال غير عادية، مشيرًا إلى أنه أصبح ينجذب وقتها إلى أشكال العظام الأنيقة والتي كان يعتقد أنها تشبه الخط الصيني التقليدي. وعمل على جمع مخلفات الطعام من المطاعم والفنادق إلى جانب شراء أنواع نادرة من الأسماك للحصول على أشكال أكثر تميزاً. وقبل شروعه في تشكيل هذه اللوحات، يقدم على تنظيف وتحنيط وتجفيف عظام السمك حتى يستطيع استخدامها، ثم يقدم على وضعها على خلفيات مرسومة مسبقاً من أجل تشكيل أعماله الفنية.
وفي الوقت الجاري، أخذت أعماله مجالًا جديدًا بتناولها السياسة بعد البحث عن تأثير الحرب وتزايد المخاوف بشأن البيئة، وجاء عمله الأخير تحت عنوان "هذه اللحظة" في محاولة لإحياء مرور 70 عاماً على نهاية الحرب الصينية اليابانية الثانية والتي وقعت في الفترة مابين عامي 1937 و 1945 وتكشف عن حالة البؤس التي مر بها الشعب الصيني خلال التصاعد حدة المواجهات. بينما جاءت لوحة أخرى جديدة تعكس القلق حول مستقبل الصين عندما تنمو وتتحول إلى قوة عالمية عظمى من خلال أسراب الطيور التي تحلق فوق الوادي.
ويأمل لين في أن يدرك الأشخاص الذين يشاهدون لوحاته مدى خطورة القضايا البيئية، مضيفاً أنه لا يتحدث في السياسة فضلاً عن عدم قدرته علي التوصل وحده إلى حل بشأن مشكلة اجتماعية، ولكنه يستطيع على الأقل دعوة الجميع إلى ضرورة الحفاظ على البيئة ورعايتها.