فاس- حميد بنعبد الله
تواصلت، فعاليات مهرجان "فاس" للموسيقى العالمية العريقة في دورته 21، الاثنين، بعدما تسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المدينة؛ بإلغاء حفلين مدرجين ضمن برنامج قبل يوم من ذلك، أحدهما في ساحة باب المكينة والثاني في حديقة جنان السبيل في المدينة العتيقة.
وأحيى العازفان الهنديان ألتان وتريتان، حفلًا بدءً من الرابعة والنصف عصرًا في متحف "البطحاء" أمام نحو 800 متفرج من مختلف الجنسيات، برعا خلاله في أداء وصلات موسيقية مستوحاة من الموسيقى الهندية والمالية، في تجانس منقطع النظير، ذابت فيه الثقافات والجنسيات في رسم لوحة فنية رائعة.
واتضح من خلال الانسجام الملحوظ بين العازفين، انسيابهما النغمي الخلاق في سفر موسيقي يأخذ المتفرج من ضفاف نهر الغانغ إلى ضفاف وادي النيجر، لنقلهما بين مجموعات من الأشكال الموسيقية الجذابة التي تبحر بسامعها إلى عوالم روحية فيما يشبه التنويم المغناطيسي.
ويأتي الحفل قبل ساعات قليلة من احتضان الفضاء نفسه، سهرة فنية أحياها الفنان عمر سوسة ويوريان تيب من الولايات المتحدة في انسياب كبير وعرض كوليغرافي، متعدد الوسائل الإعلامية قدمه عازف البيانو الكوبي الشهير عمر سوسة برفقة الراقص طامانغو الذي يربط بين رقصة "التيب وأفريقيا".
وتميز اليوم الرابع للمهرجان، بافتتاح "دار عديل" الواقعة في قلب المدينة العتيقة، في وجه أولى سهرات الدورة التي أحياها الموسيقي العربي اليهودي أدواردو راموس الذي يعتبر من أشهر الموسيقيين المختصين في الموسيقى الإيبرية للعصر الوسيط الذي كرس موهبته للتراث اليهودي السيفارادي.
واحتضن الفضاء أيضًا بدءً من العاشرة والنصف ليلًا، سهرة ثانية استحضرت على نحو باذخ "الكورا كآلة" الهارب الملكية في عهد إمبراطورية ماندينغ، من أكثر من عشرة موسيقيين شبابًا من باماكو بقيادة بلاكيه سيسوكو، في مجموعة مستحدثة في مالي تتكون من عشرة عازفين على آلة الكورا.
واحتضن الملعب الثقافي سيدي محمد بن يوسف في اليوم نفسه، حفلًا اكتشف فيه الجمهور طقسًا من أروع الطقوس في أفريقيا القمرية، فيما احتضنت ساحة أبي الجنود، حفلًا فنيًا مفتوحًا في وجه العموم مجانًا، أحياه الفنان المغربي حميد القصيري وفرقة للدقة المراكشية.