انزكان : جميلة عمر
أصدر الباحث علي العلوي مؤلفًا جديدًا تحت عنوان "الذات المغتربة والبحث عن الخلاص.. الشعر المغربي المعاصر أنموذجا"، ضمن سلسلة منشورات مكتبة "سلمى" الثقافية في تطوان.
ويتضمن المؤلف مدخلًا نظريًا وأربعة فصول الغاية منها، حسب مقدمة للكاتب، مقاربة موضوع الاغتراب في الشعر المغربي المعاصر من زوايا مختلفة، تتمحور حول أشكال حضور الاغتراب الذاتي وكذلك المكاني، بالإضافة إلى كيفية تعاطي الشاعر المغربي المعاصر مع مشاعر الاغتراب لديه، وردود فعله تجاهها.
واعتبر المؤلف أن اغتراب الشاعر المغربي المعاصر كان وراءه عوامل ذاتية وموضوعية، تتعلق الأولى بحالته النفسية من حيث الانقباض والانبساط، وبتفاعله مع الظروف والأحداث التي تبرز داخل الوطن والأمة باستمرار، فيما تتعلق الثانية بالواقع الذي يحيط به سواء كان ذلك على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي.
وأضاف أن حدة الاغتراب، سواء الذاتي أو المكاني، تتفاوت من شاعر إلى آخر، وذلك تبعًا لشخصية كل واحد على حدة ولشكل تقبله للوضع الذي يعيش فيه إما سلبًا وإما إيجابًا، مشيرًا إلى أن جميع الشعراء صوروا صمتهم وتيههم على وجه هذه الأرض عبر الكلمات، إلا أنهم اختلفوا في شكل هذا التصوير.
ورأى أن الاغتراب الذاتي اتخذ أشكالًا متعددة، إما عبر الحنين إلى مراحل مضت وأسف على واقع الحال وبحث عن المواساة، وعن شكل من أشكال العزاء للتخفيف عن الذات، وأضاف: "كل شاعر جسد حالة تيهه وضياعه وفق درجة تحمله للوقائع والأحداث من حوله، وكذلك أشكال تقبله لما آلت إليه الأوضاع التي تتحول أمامه باستمرار".