الجزائر ـ سميرة عوام
قدّم المركز الثقافي الفرنسي في عنابة قراءة أخرى لتاريخ معركة الاستقلال الجزائري، عبر مسرحية "مميوزا الجزائر"، التي تطرقت إلى الموضوع بعيدًا عن الحقد والكراهية.وحضر العرض ممثلي وفد مدينة دنكارك الفرنسية، الذي أكّد تضامنه مع الشعب الجزائري، إزاء قضيته، لاسيما أنَّ المسرحية تتحدث عن أصدقاء القضية الجزائرية، والذين ناضلوا لأجل تحرير الجزائر من المستعمر.ويتناول العرض المسرحي "ميموزا الجزائر" دور فرنسيين وجزائريين في رفع الظلم والاضطهاد عن الشعب المقهور، ومن بينهم الفرنسي فرناند إفتون، وهو عامل من أبناء الأقدام السود، والذي حكم عليه بالإعدام خلال معركة الجزائر، في 11 شباط/فبراير 1957.
وأوضح مخرج مسرحية "ميموزا الجزائر"، خلال حضوره في المركز الثقافي الفرنسي، مع توافد مجموعة من الفنانين، من بينهم الفنانة صونيا، والممثلة القديرة عايدة قشود، والوجه المسرحي المتميز ليديا لعريني، والفنان الفكاهي عبد الحق بن معروف، وآخرون، أنَّ "العمل المسرحي ميموزا الجزائر يدخل في إطار تعزيز الذاكرة الشعبية، وهو عرض يخرج عن النمط المعتمد في إنتاج المسرحيات الأخرى المتعلقة بالثورة التحريريّة".وأشار إلى أنَّ "العرض يحيي ذكرى من سقطوا شهداء الواجب، ويكرّم أصدقاء القضية الجزائرية".
وبيّن المخرج أنَّ "المسرحية من إنتاج المسرح الجهوي عزالدين مجوبي، وهي بمشاركة محلية، وذلك باشتراك كل الطاقات الشابة الموجودة في مدينة عنابة"، لافتًا إلى أنَّه "تمَّ التركيز على تعزيز الذاكرة الشعبية التاريخية، التي صنعها أشخاص وأسماء فرنسية محسوبة على الثورة التحريريّة".ولعبت السينوغرافيا دورًا هامًا في المسرحية، حيث أضفت جمالية، وصنعت ديكورًا مميزًا، عبر تجسيد عناصر ولواحق تأخذك إلى تلك الحقبة، التي وقعت فيها الأحداث، وتربطك مع ماضٍ ييبرز للمتفرج التاريخ، مثل البيانو، والخزانة، وبعض القمصان التي كان يرتديها الفرنسي المثقف في الجزائر، فضلاً عن تأثير الجانب الموسيقي.يذكر أنَّ مسرحية "ميموزا الجزائر" من نص ريشاردي مارسي، وترجمة محمد صاري، وإخراج الفنان جمال مرير.