وجدة - كمال لمريني
نظمت جمعية أصدقاء الشعر في زايو، صبيحة النقد والشهادات في حق رواد القصيدة المعاصرة في الشرق المغربي، بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب في وجدة، وبدعم من مندوبية وزارة الثقافة في الناظور، والمجلس البلدي في زايو.
وافتتح أشغال الجلسة الصباحية، الشاعر الزبير خياط، الذي رحب برئيس اتحاد كتاب المغرب فرع وجدة، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، وأعضاء فرع اتحاد كتاب المغرب في الناظور، والشعراء المحتفى بهم ، وممثلي الهيئات الداعمة للنشاط الثقافي.
وكشف الشاعر مراد المعلاوي، عن جمعية أصدقاء الشعر، أن هذا المعرض الثقافي، يستضيف فيه ثلة من شعراء المغرب الرائعين من الجيل الأول من القصيدة المعاصرة في المغرب الشرقي، الذين نحتفي بهم وبقصائدهم.
وأشار مراد إلى أن المحتفى بهم ترفرف أرواحهم على هذا المكان، لأنها ما زالت حاضرة في المشهد الشعري بقوة، مبرزًا أن جمعية أصدقاء تراهن دائمًا على الثقافة والمحبة الجادة التي تصنع ذوق الإنسان المسلح بالقيم الصحيحة، في واقع تتعالى فيه العنصرية والتطرف وتدك فيه دروب الحرب الفاجرة، ليضيف "بالشعر نصنع الإنسان المتحضر وبالشعر ننتصر على الكراهية".
وأكد مصطفى قشنني، عن اتحاد كتاب المغرب في وجدة، أن الاحتفاء، يأتي في سياق إعتراف الفرع بجيل شعري مغربي بصم بقوة على حضوره وطنيًا وعربيا وكونيًا، إذ مثل شعراؤه القصيدة المغربية المعاصرة في ملتقيات ومهرجانات عديدة في المغرب والخارج، مشيرًا إلى أن اتحاد كتاب المغرب في وجدة، بكل أجياله وحساسيته يضيف إلى سجله احتضان هذا النشاط الثقافي الطافح بالوفاء.
وأوضح الدكتور عبد الله شريق في شهادة له، أن الشعراء المحتفى بهم يشكلون مجموعة متميزة في حركة الشعر المغربي المعاصر، ولهم شهرة واسعة في المنطقة المغاربية وفي المشرق العربي.
وقال شريق، إن رواد القصيدة المعاصرة في الشرق المغربي، هم شعراء كبار يستحقون تقديرًا واهتمامًا كبيرًا على المستوى الإنساني الثقافي العام، وعلى المستوى الأدبي والنقدي، نظرًا لتميزهم الشعري ومساهمتهم الفعالة في إثراء الحقل الشعري المغربي المعاصر وتفاعلهم بتميز واستقلالية مع مختلف التحولات التي عرفها هذا الحقل.
وأبرز شريق، أن هؤلاء الشعراء، دافعوا في دواوينهم ونصوصهم الشعرية عن قيم إنسانية واجتماعية وطنية وقومية وإسلامية وروحية، نظرًا لما جسدوه وأبدعوه فيها من متخيلات وعوالم رمزية متنوعة مفتوحة على دلالات خصبة مرتبطة بالمجتمع والطبيعة والإنسان وبالقيم الإنسانية الكونية.
وبّين الشاعر يحيى عمارة، أن لكل جيل ظروف تاريخية واجتماعية وثقافية ونفسية، ينشأ فيها وتؤثر مؤثراتها على تكوينه النفسي والثقافي، وتتداخل بهذا القدر أو ذاك في تشكيل وعيه وحساسيته وفي تحديد مواقفه واتجاهاته.
وأبرز عمارة، أن الدور الذي قام به الجيل الأول حقيقية تاريخية لا تحتاج للتزكية من أحد، حيث قصيدة الجيل الأول ما تزال رافدًا ممتيزًا، إذ لازال تأثيرها واضحًا على الشعر اللاحق، مشيرًا إلى أن الشعر في الشرق المغربي ذو طبيعة خاصة، حيث كل الملاحظات قائمة من قراءة النصوص الشعرية والنقدية التي أبدعها الجيل السبعيني في الشرق المغربي.
واستطرد عمارة قائلًا "أن الجيل الأول هو من وعى ذاته وجسد ذلك الوعي في منجزه الشعري فاجترح مفهوماته في ضوء هذا الوعي، وهو الوعي الذي ولد من رحم المجتمع ومخاضه وتحولاته، فالجيل السبعيني عاش التناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي التناقضات التي أفرزت لنا هذا الجيل المحتفى به اليوم".