الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
المجوهرات والتحف النادرة

نيودلهي ـ علي صيام

تناثرت القصص حول الأحجار الكريمة والمجوهرات التي لا تقدر بثمن ويملكها أحد أغنى الرجال في العالم في المعرض الجديد في V&A""، وبيّنت التقارير أنه في عام 1442 جرى إرسال السفير الفارسي إلى مملكة كاليكوت الصغيرة في الهند، وعندما دخل أسوار المدينة المحصنة أشار في مذكراته إلى أن الأرستقراطيين والمواطنين بما في ذلك الحرفيين في هذه الأراضي يضعون الأحجار الكريمة والمجوهرات في آذانهم وعلى رقابهم وأذرعهم وفي أيديهم وأصابعهم.

ويكشف ذلك مدى عمق الحرف الدوية في صناعة المجوهرات في الهند لقرون، بداية من المجوهرات التي تزين العرش الملكي مرورا بالمجوهرات التي استخدمها البعض في البلاط الملكي في القرن الـ 14 وصولا إلى الامبراطورية المغولية الفخمة وحتى قطع الألماس المعاصرة في ورش مومباي.
ودفعت هذه التقاليد الغنية أحد الرجال الأثرياء في العالم وهو الشيخ حمد بن عبد الله لبدء اقتناء المجوهرات الهندية منذ 5 سنوات، ويمتلك حاليا مجموعة ضخمة تضم بعضا من أندر القطع في العالم من الأحجار الكريمة التي زينت أعناق ملوك المغول والأمراء فضلا عن القطع التي ظهرت في عرض "Cartier"، وسيتم عرض المجموعة في متحف فيكتوريا وألبرت V&A في لندن.

ومن المقرر عرض أكثر من 100 قطعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي لا تقدر بثمن في معرض Bejewelled Treasures، وتنتمي هذه المجوهرات إلى القارة الهندية، إلا أن هناك ثلاث قطع من مجموعة الشيخ باتت تعد من أروع المجموعات في العالم خلال الأعوام الخمسة الماضية.
ويعتبر متحف V&A هو المكان المناسب لعرض كنوز آل ثانِ، وكان المليونير القطري في المعرض في عام 2009 وعندما شاهد روعة الأحجار الكريمة الهندية وقرر أن يؤسس مجموعته الخاصة، وأوضحت سوزان سترونغ وهى خبيرة في الفنون الهندية المغولية "أن القصص وراء المجوهرات هى التي تجعلها مثيرة، وتعتبر مجموعة آل ثانِ غير عادية ليس فقط بسبب حجمها ولكن لأنها تسلط الضوء على التأثير المتبادل بين الهند وأوروبا حتى اليوم".

ويخصص المعرض غرفة للمجوهرات الجديدة والتي من المتوقع أن تبهر الناس عند دخولهم، وينتقل بعدها الزوار إلى أقسام أخرى تكشف التأثير الأوروبي على الهند والتأثير الهندي في Cartier والمجوهرات في فترة العشرينات، وتبادل الأسلوبين الشرقي والغربي في القطع المصنوعة حديثا في عام 2014.
وتكشف قطع المجوهرات عن قصص مبهرة مثل المجوهرات ذاتها، ويعتقد أن الماس "أجرا" الوردي كان يمتلكه أول امبراطور للمغول "بابر" في عام 1562 لكنه سُرق من خزينة دلهي في عام 1739، وبعد عودة القطعة إلى الهند مرة أخرى تم الاستيلاء عليها من قبل ضباط بريطانيين، وجرى تهريب القطعة إلى لندن داخل حصان أجبر على ابتلاعها.

وتعود قطعة أخرى من الألماس إلى عام 1910 وهى عبارة عن "بروش" على شكل هلال مطعم بالزمرد، وتنتمى القطعة إلى الراقصة الإسبانية الجميلة أنيتا ديلغادو، والتي شوهدت في حفل زفاف في مدريد بواسطة المهراجا لمدينة Kapurthala، ووقع المهراجا في حبها على الفور، وعلى الرغم من أن عمرها حينها كان 16 عامًا فقط إلا أنه تزوجها، وأعاد "البروش" إلى الهند حيث أصبحت زوجته الخامسة.

وأوضحت سترونغ أن الزمرد كان هدية المهراجيا لديلجادو في عيد ميلادها التاسع عشر بعد أن شاهدته على أحد الأفيال، ويقال إن المهراجا عندما أهدى زوجته القطعة قال "الآن أنت يمكنك امتلاك القمر يا صغيرتي".
ويضم المعرض قطعة أخرى على شكل خنجر يعود إلى عام 1610 ويعتقد أنه ينتمي إلى الإمبراطور "غهانغير" وهو مصنوع من اليشم المرصع بالياقوت والزمرد والذهب ومزين بزخارف الطاووس، وأضافت سترونغ "هذا الخنجر نادر للغاية، ويتميز بلون أحمر داكن يشبه لون الدم، وربما استخدام هذا الخنجر في الدوائر العليا في المحكمة من أجل الأمراء أو الأباطرة، ولا زالت شفرات الخنجر تعمل ويمكنه قتل الناس، وكان الخنجر مزخرفا للغاية، وربما تم منحه كهدية في عيد ميلاد أو عند خروج بعض النبلاء إلى المعركة".

ويكشف المعرض عن التأثيرا المتبادل بين الهند والغرب على مدار 100 عام، وكانت اللحظة المؤثرة في عام 1911 عندما قرر Jacques Cartier القيام برحلته الأولى إلى الهند، ومنها خلق علاقات مع الأمراء الهنود وتجار المجوهرات وبدأ في استيراد بعض القطع وتصميمها على الطراز الهندي، وبالطبع كان هناك اختلاف بين الطرازين من حيث النمط والجمال.
وبيّنت سترونغ "في الهند لا ينظر إلى عدم الانتظام باعتباره عيبا في الأحجار، في حين أنه في المجوهرات الغربية يجب أن يكون كل شئ منتظما للغاية بما في ذلك الألماس، وفي الهند يقدرون الوزن أكثر من أي شئ أخر، في حين أن النمط الغربي يعتمد على قطع الأجزاء غير المنتظمة لإعطاء القطعة مظهرًا رائعًا، وربما تقلل الشوائب من قيمة الجوهرة لكنها تمنحها طابعها الخاص".

واعترفت سترونغ أنها لم تشاهد مجموعة آل ثانِ كاملة، حيث أن حجمها يزداد كل شهر لأنه يضم الكثير من القطع إلى مجموعته، إلا أنها شاهدت أعمال الفن الهندي، مضيفة "سافرنا جميعا إلى الهند في كانون الثاني/ يناير لزيارة أحد ورش صقل الألماس ومشاهدة الحرفيين وهم يصنعون القطع بالأساليب القديمة، وحتى اليوم تعد المهارات المتضمنة في صناعة المجوهرات في الهند استثنائية حقا".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

اخر الاخبار

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…

فن وموسيقى

النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…
المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…

أخبار النجوم

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…
درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة

مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير أحد…
معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024