الرباط - عمار شيخي
تم السبت ضمن فعاليات المهرجان الوطني لعبيدات الرما في خريبكة، تقديم كتاب يتضمن نصوصا مسرحية تحت عنوان "حطة الرما"، لمؤلفه الكاتب والشاعر عبد الرحمن الوادي، وذلك في إطار الأنشطة الموازية للنسخة السادسة عشرة من المهرجان.
كتاب "حطة الرما"، الصادر عن منشورات دار التوحيدي بالرباط، يعتبر رصدا فنيا دقيقا لتنقل وتجوال فرقة لعبيدات الرما، بين الدواوير والمداشر، قصد تقديم سهراتها الغنائية والفرجوية كل ليلة، مقابل الحصول على "الزيارات" وما يتخلل ذلك من حدوث بعض التعايش بين أعضائها وبين الأهالي خلال مدة مقامهم، من خلال مشاركتهم أفراحهم على وجه الخصوص إلى درجة قد تصل إلى حد المصاهرة. وحسب المؤلف فإن هذا الكتاب، الذي نشر بدعم من وزارة الثقافة، يضم أيضا مسرحيتي "مريشا"و"جعدونة" نظرا لأن عالم البادية يجمع القبح والجمال، كما أن فن اعبيدات الرما يحضر بشكل أو بآخر فيها جميعها، مضيفا أن اهتمامه بفن وتراث اعبيدات الرما يأتي من كونه ينتمي إلى منطقة خريبكة التي تشتهر بهذا الفن الشعبي، وكذا لمساهمته فيالحفاظ على ذاكرة التراث الثقافي اللامادي، ونقلها بكل أمانة إلى الأجيال القادمة.
من جانبه، قال المؤلف والمخرج المسرحي التوفيق حماني إن مسرحية "حطة الرما" ليست مجرد اسم لمكان الفعل بقدر ما هي محل للفعل، بل هي عين الفعل، يكون بها وتكون به، يشكلها وتشكله، يمنحها الحركة وتمنحه الثبات. الحطة ركب للفرجة يتنقلعبر المحلات ويتغير عبر الزمان، وما لا يتنقل ولا يتغير ولا يتكرر، وإنما ينشأ ويحدث في كل حطة هو شكل الفرجة وعالمها المتصل بموروث "فن الرما".
وأضاف حماني، السيناريست والمهتم بالمأثور الشعبي الشفوي، أن "حطة الرما"، التي تستند في سبك متنها إلى الدارجة المحلية وقصر الحوارات، وعدم استعمال "المونولوغ"، تشكل نصا مسرحيا يشق لنفسه دربا يتلاءم من حيث البناء مع طبيعة الشكل في فرجة "فن الرما"، مشيرا إلى أن الإيقاع في نص المسرحية يتسم بالتنوع والتعدد دون الاهتمام بتسجيع الحوارات.